الأمل بالأخضر" روبورتاج مصور خطف إهتمام ال 36 مليون جزائري بث التلفزيون الجزائري سهرة السبت الفارط على القناة الأرضية حصة "إستثنائية" تخص مسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا،وهي الحصة التي دامت ساعة من الزمن، ولقيت رواجا كبيرا في أوساط ملايين عشاق "الخضر" لأنها كشفت عن الأجواء المميزة التي عاشتها العناصر الوطنية في مشوارها الذي كانت بدايته من العاصمة الرواندية كيغالي، وخاتمته مسك بالخرطوم. والملفت للإنتباه أن التلفيزيون الجزائري خطف الأضواء في طريقة إنتاج وإعداد هذا الروبورتاج، وجسد إحترافية وموضوعية كل الجزائريين في معالجة هذه القضايا، بما فيها أحداث القاهرة، حيث أن الحصة التي اختير لها عنوان "الأمل بالأخضر" كانت عبارة عن صور وفيديوهات تتحدث بنفسها عن أجواء كل مقابلة من دون أن يكون هناك منشط أو قارئ الروبورتاج. كما تم إرفاق الصور بموسيقى تتماشى والظروف التي مر بها المنتخب قبل، أثناء وبعد كل مواجهة، مقابل الإكتفاء بتدوين عنوان لكل سفرية... "الأمل بالأخضر" كانت بمثابة الهدية التي قدمها التلفزيون الجزائري لمناصري المنتخب الوطني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بدليل أنها بثت على القناة الأرضية في ثاني أيام العيد، لكن النجاح الكبير الذي لقيته وتجاوب المشاهدين معها، جعل دائرة البث تتوسع لتشمل القناة الفضائية "كنال ألجيري" سهرة الأحد وبعدها ب 24 ساعة على الفضائية الجزائرية الثالثة. ومع ذلك فإن هناك ملايين الجزائريين من تتبع "الحصة" على القنوات الثلاث لأن الأمر يتعلق بأبطال كرة القدم الذين خطفوا عقول ال 36 مليون جزائري في الوقت الذي سارع فيه الكثيرون إلى الإستعانة بالفيديو وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في "التسجيل" للإحتفاظ بنسخة من هذا المشوار في قرص مضغوط "دي في دي" أو شريط فيديو، لأن مسيرة "الخضر" نحو جنوب إفريقيا، كانت مميزة، والحصة كشفت العديد من الجوانب التي كان يجهلها المناصر البسيط. "الأمل بالأخضر" نقلت بكل موضوعية وأمانة ما عايشه المنتخب الوطني، إنطلاقا من كيغالي الرواندية، وكيفية تحضير أشبال سعدان لدخول المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة الى المونديال، مع اللجوء إلى إدراج تصريحات بعض اللاعبين أو الطاقم الفني بعد كل مواجهة. وكانت الصور الخاصة برحلة زامبيا في منتصف شهر جوان الفارط معبرة، لأن حافلة "الخضر" مرت وسط مجموعة من الأنصار في مسلك غير معبد باتجاه البوابة الرئيسية للملعب، من دون أن يقوم المناصرون الزامبيون بأي رد فعل سلبي، لتكون بعدها أجواء الفرحة في غرف تغيير الملابس والفندق. صور زامبيا أعقبت بمظاهر الإستقبال الحار الذي حظي به المصريون عند نزولهم ضيوفا على بلادنا، وكذلك الشأن بالنسبة لزامبيا ورواندا. وهو تأكيد واضح على أن "كرم الضيافة" من إنتاج جزائري خالص، مهما كان جنسية الزائر ليصل معد الروبورتاج إلى المحطة الأهم عند تنقل منتخبنا إلى القاهرة، والتي اختار لها عنوان "نحن في ضيافة الأشقاء" وترك صور الاعتداء على حافلة اللاعبين تعبر عن نفسها. وبصرف النظر عن أحداث القاهرة، فإن أفراح الجزائريين كانت طويلة منذ إنطلاق التصفيات، لكن الفرحة الأكبر كانت بالأراضي السودانية عند برمجة المباراة الفاصلة، لتتحول الخرطوم إلى مركز انطلاق العرس الجزائري الكبير، لأن الحصة سلطت الضوء على الإستقبال التاريخي الذي حظي به المنتخب الوطني بعد عودته إلى الجزائر، فكانت الفرحة الكبرى في قصر الشعب، المشهد الختامي للروبورتاج التلفزي، الذي احتفظ به ملايين الجزائريين كشهادة دامغة على إنجازات "كومندوس سعدان".