تعطل آليات جمع القمامة يغرق المدينة في الاشواك و القاذورات تعيش مدينة ميلة هذه الايام وضعا كارثيا في مجال جمع ورفع القمامة المنزلية وتصريفها من قبل اعوان النظافة المسخرين من قبل البلدية لهذه المهمة ،حيث انتشرت الفضلات والقاذورات ومعها الروائح الكريهة المنبعثة منها بشكل كبير وفوضوي في الأماكن المخصصة لجمعها في أحياء المدينة من جهة وعجز أعوان النظافة بالبلدية عن التصرف معها ومواجهتها من جهة أخرى في ظل تعطل أغلبية الشاحنات والجرارات المخصصة لرفعها وإذا علمنا أن حجم الفضلات المنزلية يتزايد عند العائلة الواحدة مع حلول كل صيف نتيجة تزايد الاستهلاك وتنوعه عرفنا حجم المشكلة التي تعيشها المدينة هذه الايام مثلما اسلفنا وهو ما يشجع من جهة أخرى على نشاط الجرذان والناموس والكلاب الضالة لما تجده من أرضية خصبة لها في هذه الحالة ويساهم تواجد الاشواك والحشائش اليابسة المنتشرة بكثافة في المساحات الموجودة داخل الاحياء والتي لم تبادر البلدية إلى حشها وإزالتها في وقتها المناسب في إضفاء ديكور آخر مكمل لهذا المنظر المشوه لوجه المدينة وجمالها المفترض ،ليس هذا فحسب بل أن لجأ بعض سكان الاحياء الى حرق هذه القمامة المكدسة في أماكنها لعدة أيام بهد التخلص منها أو التقليل من حجمها المتعاظم يزيد الوضع سوءا ،حيث أن الأدخنة المنبعثة من هذه القاذورات وأكياسها البلاستيكية تسد الأنوف وتجعل مرضى الربو بالخصوص يعيشون أوقات عصيبة ناهيك عن المساهمة ومن دون قصد في الرفع من درجة الحرارة. رئيس البلدية في تصريح للنصر أوضح بأن المشكلة مرتبطة بالتعطل الذي عرفته أغلب آليات جمع القمامة في هذا الوقت بالذات، الأمر الذي جعل أعوان النظافة يسارعون الى محاولة التقليل من إنتشار الظاهرة وليس التحكم فيها في انتظار اصلاح المركبات المتوقفة في الوقت الحاضر عن النشاط مضيفا بأن الدعوة التي وجهتها البلدية للمواطنين خاصة أولئك الذين يملكون آليات تصلح لرفع القمامة لم تجد صداها ، أما عن آليات البلدية العاطلة في الوقت الحاضر يواصل المير فهي خمس شاحنات حولت لقسنطينة لإصلاحها ولم تعد بعد وثلاث شاحنات أخرى مركونة بحظيرة البلدية تنتظر دورها في الاصلاح بالإضافة لأربع جرارات عاطلة ومركونة هي الأخرى ولم يبق حسبه في النشاط سوى أربع شاحنات وثلاث جرارات ،هذه الاخيرة يضيف لا يمكنها أن تسيطر على قاذورات تنتجها مدينة بحجم ميلة التي تمثل عاصمة لولاية وعرفت كذلك أحياءها تزايدا وانتشارا مما يتطلب رفعا يقابله في عدد الاليات المسخرة. بالإضافة لما سبق ذكره فان معاناة المدينة لا تتوقف مع روائح القاذورات المنبعثة من الفضلات المكدسة هنا وهناك بل تمتد لوائح أخرى كريهة تنبعث من بالوعات الدفع بمياه الامطار نحو شبكة الصرف والمنجزة منذ سنوات قليلة بطريقة تسمح لروائح شبكة الصرف النتنة بالخروج وبرغم ما كتب حولها فإنه لم يتم اصلاحها مما جعل السكان المجاورين أو أصحاب المحلات والمقاهي يلجأون الى تغطيتها بالكارتون املا في التحكم في روائحها ولكن ذلك غير ممكن مهما فعلوا ويمكن التذكير في هذا الشأن بالبالوعة التي تتوسط مدينة ميلة والكائنة بشارع القدس أمام مقهى زريزر كعينة لهذا الوضع المحزن بالمدينة . وبالشارع الرئيسي لميلة الممتد بين قباضة البريد ومسجد الفتح فإن قطع بلاط الارصفة المنجزة في السنين القليلة الماضية على الأرصفة وكذا على أرصفة الشارع المار امام مسجد مبارك الميلي فان قطع البلاط ترش المواطنين العابرين في الصيف كما في الشتاء برذاذ المياه النتنة الراكدة تحتها بمجرد وضع الارجل فوقها وبكمية تستدعى استبدال اللباس والغسل حالا ذلك ان وضع هذه القطع يوم انجازها لم يتم بصورة سليمة وقد أصبح المواطن ملزم بإتباع الحذر أثناء المشي هناك ومع ذلك فإن هذا الوضع لم يحرك ساكنا عند مصالح البلدية الموكل لها أمر متابعة مثل هذه الامور. وبالعودة للأشواك والحشائش المنتشرة في ساحات المدينة والتي ساهمت في انتشار الناموس والحشرات الأخرى فإن مصالح البلدية مطالبة بحرقها بعد أن يبست وأدت وظيفتها كاملا غير منقوص في تفريغ أسراب الناموس مثلها مثل الفراغات الصحية تحت العمارات وقنوات صرف هذه الاخيرة المنكسرة والتي بعث بمياهها لتتخذ من سطح الأرض المجرى المفضل لها وحي 500 مسكن وبوالطوط هما أحسن مثال في ذلك. وإذا كانت مدن وبلدات الولاية الأخرى قد شهدت نشوء تنظيمات مدنية اطلقت على نفسها اسم ( ناس الخير ) فان مدينة ميلة تنتظر من هؤلاء المسارعة الى تقديم المساعدة واللمسة اللازمة منهم في هذا المجال لرفع الغبن عنها الذي تعيشه هذه الايام .