إصابتها بحروق من الدرجة الأولى انطلاقتها إلى حياة المبصرين قال نائب رئيس المجلس الطبي المدير بالنيابة لمستشفى خنشلة للنصر بأن حالة الصغيرة لويزة ذات الخمس سنوات ،الكفيفة منذ ولادتها،التي أصيبت بحروق من الدرجة الأولى تتطلب عملية زرع الجلد في الأماكن المصابة بتشوهات و ندوب لهذا تم تحويلها إلى مصلحة الجراحة الترميمية بهذا المستشفى. و تم اخضاعها الى فحوصات طبية قبل عملية الزرع ثم وجهت الى قسم طب العيون لتتم معاينتها من قبل الطبيب اولحاسي وهو اخصائي في جراحة العيون من عنابة له تجربة طويلة في هذا الاختصاص .و بعد الفحص و التشخيص أخبر الطبيب والدتها بأن حالة لويزة تتطلب اجراء عملية جراحية دقيقة و بسيطة في نفس الوقت وتأسف لأنها لم تعرض على طبيب عيون من قبل . فأسرتها من البدو الرحل و كانت تعتقد بأن ابنتها ولدت بدون قدرة على الابصار وستظل كذلك طيلة حياتها. وحسب السيد قادري يحي نائب رئيس المجلس الطبي فان الصغيرة التي نقلت إلى المؤسسة الاستشفائية يوم الثلاثاء الماضي أصيبت بحروق من الدرجة الأولى و تم نقلها في البداية إلى مستشفى باتنة لتلقي الاسعافات اللازمة ثم أمر الأطباء بتحويلها إلى المستشفى الجديد 120 سرير بخنشلة لتخضع لعملية زرع الجلد على يد الطاقم الطبي و الجراحي الصيني.و لم تكن والدتها جميلة بشيشي التي كانت ترافقها طيلة رحلة العلاج تعلم بأن كل حياة فلذة كبدها و حياتها ستتغير هناك ليس بترقيع و ترميم جلدها و تخليصها من آثار الحروق العميقة فقط بل بالاستمتاع لأول مرة بنعمة البصر بعد أن ولدت عمياء و هكذا يمكنها أن تدخل المدرسة مع أترابها في الموسم الدراسي المقبل بكامل صحتها و عافيتها لتدشن مرحلة جديدة و جميلة مليئة بالفرح و الأمل من طفولتها التي طالما أهدرت في الظلام و الألم و الحرمان. لقد أخضعت بعد الفحوصات اللازمة لعملية جراحية على مستوى عينيها يوم الخميس الماضي دامت أربع ساعات عل يد الجراح اولحاسي الذي غمرته فرحة كبيرة هو وكافة الطاقم المساعد بعد نجاحها و اكتساب لويزة أخيرا القدرة على الابصار و لا تزال رفقة أمها بالمستشفى تخضع للعلاج والمراقبة الطبية في انتظار اجراء عملية زرع الجلد ومعالجتها من الحروق التي تعرضت لها اثر سقوطها فوق موقد ( طابونة). لويزة التي تنحدر أصلا من احدى مناطق مدوكال الواقعة مابين ولايتي باتنة والمسيلة كانت تتعامل مع والدتها و محيطها بالاعتماد على حاسة السمع المرهفة بالدرجة الأولى . و تقول الوالدة بأن الصغيرة أصيبت بالدهشة بعد نزع الضمادات عن عينيها.لقد اكتشفت لأول مرة العالم المحيط بها... رأت الضوء والأشياء والأشخاص الذين أصبحت تشعر بالخوف منهم لأنها لم تتعود منذ ولادتها على استعمال هذه الحاسة و لم تكن تعرف أي أحد إلا بصوته أو رائحته أو باستعمال حاسة اللمس. وأصبح كل شيء جديد في حياة البريئة و ازدادت تعلقا بوالدتها التي شكرت الله على نعمة اعادة البصر لابنتها بعد أن كانت تعتقد أنها ستكبر كفيفة. وكان السبب في ذلك الحروق التي تعرضت لها و جعلتها دون أن تعلم تكتشف حياة جديدة و مضيئة.