كركلا : أنا مسكون بالجزائر و بتراثها وتركت كل ارتبطاتي من أجل الخمسينية قال عبد الحليم كركلا أن حبه الكبير للجزائر التي تمده بالإلهام الفني لغناها بتراث عظيم ،جعله يتخلى عن ارتباطاته الفنية العالمية من أجل التفرغ لإنجاز عرض خمسينية الاستقلال الذي قدمه يوم 5 جويلية المنصرم بسيدي فرج بحضور رئيس الجمهورية . نشط المايسترو عبد الحليم كركلا أمس ندوة صحفية بمركز الاتفاقيات بوهران ،تحضيرا للعروض التي سيقدمها رفقة المجموعة التي عملت معه يوم 5 جويلية في سيدي فرج أيام 16 و17 و 18 جويلية الجاري بذات الفضاء الذي مكن وهران من احتضان مثل هذه التظاهرات الكبيرة ،حيث أوضح أن المجموعة التي رافقته و المتكونة من 500 شاب جزائري من مختلف الفنون ستخضع لتكوين مستمر مع استمرار العروض في ولايات أخرى بالإضافة للتفكير في تطويرها لتكون «كركلا الجزائر» تسوق للتراث الجزائري المتنوع و الثري «في كل منطقة يوجد زخم فني و تقاليد مبهرة يجب الإستفادة منها لإبداع لوحات عالمية الشكل جزائرية المضمون «. و اشار أنه يعمل مع مجموعة كبيرة من الشباب و الفنانين الجزائريين منذ 2004 حين تم تقديم عرض «مسيرة الكرامة» ثم اجتمع معهم أيضا في عرض «تلمسان صدى الإيمان « في افتتاحية تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011 و ها هو يعيد جمعهم في ملحمة «أبطال القدر ،عيد المجد» الخاصة بالخمسينية «هذه الملحمة لم أكتب أنا السيناريو لها بل كتبه الشهداء و المجاهدين من خلال تصويرنا لفترات من أهم المحطات التاريخية للجزائر في ظل الاستعمار «. و بخصوص سؤال عن علاقة كركلا بالراحلة وردة ،قال المايسترو عبد الحليم أنه لم يكن يستطعم مهرجان بعلبك دون وجود وردة «أيقونة الفن العربي « كما سماها مشيرا للصداقة المميزة التي كانت تربطه بها و بجمهور لبنان خصوصا .و سرد ككركلا قصة لوردة تعود إلى 6 سنوات خلت حيث كانت مبرمجة للغناء في إحدى سهرات مهرجان بعلبك و قبل دخولها المسرح أصيبت بإغماء فتدخلت زوجته و ساعدتها على استعادة الوعي و تشجيعها للخروج للجمهور الذي كان بانتظارها «تفاجأنا أنها أصبحت شابة صغيرة فوق المسرح بمجرد مقابلة الجمهور « كانت من ميزات وردة التي تسترجع أنفاسها أمام جمهورها مهما أخذ منها التعب . و أوضح في رده على سؤال حول تجسيده للثورات العربية خلال مشاريعه الفنية القادمة قائلا «كل أعمالي الفنية التي أقدمها في العالم تدعو للوحدة العربية و لم شمل الشعوب العربية و أذكر أن وزير خارجية إحدى الدول العربية كان ضمن وفد وزراء الخارجية العرب بفضاء كندي سانتير بالولايات المتحدةالأمريكية ،أعجب بالعرض و أخذ الميكروفون ليدعو العرب للوحدة مثل ما جسده العرض « و أضاف أنه سيدمج ما جرى في بعض الدول العربية من ثورات خلال أعماله القادمة ليبقى دائما داعيا للوحدة و نبذ التفرقة مثلما قال . من جهة أخرى ،أوضح ممثل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام ،أنه تمت الإستعانة بخبراء إيطاليين فيما يخص اللوجيستيك من صوت و إضاءة و ريجيسير و غيرها و حتى بمدير أوبرا الصين الوحيد عالميا المتحكم في بعض التجهيزات مما خلق فرصة للمهندسين الجزائريين للإستفادة من تكوين دام منذ مارس الماضي تاريخ بداية التحضيرات لغاية أوت المقبل و هذا ما سيسمح للتقنيين الجزائريين من تسيير أمورهم مستقبلا و تجاوز مشاكل اللوجيستيك في العروض الكبرى .و أوضح أن العرض الذي قدم يوم 5 جويلية في سيدي فرج صور و سيصدر على شكل «دي.في.دي» بعد التعديلات التي يعمل عليها المخرج الجزائري بشير بلحاج ،نافيا في ذات الإطار أن يكون تصوير المهرجانات أو التظاهرات التي يشرف عليها الديوان الوطني للثقافة و الإعلام ذات طابع تجاري «أونسيي» يقدم خدمة عمومية و لا يتاجر .