القسنطينيون يستمتعون بلوحات فولكلورية متنوعة من توقيع فنانين اندونيسيين استمتع سهرة الخميس الجمهور القسنطيني بعروض بهيجة تزخر بالألوان الفنية و الثقافية و التاريخية التراثية التي تتميز بها الجزر الاندونيسية الوفية لأصالتها و صمودها و تنوعها العرقي و الجغرافي و الابداعي الجميل، من إحياء فرقة شابة تتكون من 25 شابا و شابة هزوا ركح المسرح الجهوي بلوحاتهم الكوريغرافية التي صهرت الغناء بالرقص و الموسيقى و أريج التراث و العادات و التقاليد و الأحاسيس المرهفة في توليفة حماسية رائعة . الحفل الذي يدرج ضمن جولة فنية من تنظيم وزارة الثقافة الجزائرية و سفارة اندونيسيا بالجزائر، انطلقت بعرض أول احتضنته قاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، قبل أن يحط الطاقم الاندونيسي الرحال بقصر الثقافة الامامة بتلمسان يوم الاثنين الفارط حيث قدم حفلا فولكلوريا متنوعا، كلل كسابقه حسب أصداء إعلامية بالنجاح، لتكون محطته الختامية مسرح قسنطينة هذا الخميس.و هكذا استمتع الجمهور القسنطيني على غرار أعداد كبيرة من أفراد الجالية الاندونيسية المقيمين بالشرق الجزائري للدراسة أو العمل لثاني مرة بعروض فنية تختزل كنوز التراث الفني لهذا البلد الآسيوي العريق. فقد سبق و أن زارت الولاية السفيرة السابقة لاندونيسيا بالجزائر مدينة قسنطينة قبل ثلاث سنوات تقريبا، رفقة فرق فنية أبهرت الجميع بإبداعاتها.اللقاء الفني الجديد بين أبناء الجسور المعلقة و أحفاد سوكارنو الذين يحملون باعتزاز الشعار الوطني لبلادهم «الوحدة في التنوع «نظرا لتنوع هذا البلد في كافة المجالات إذ يحتوي على العديد من المجموعات و الطوائف العرقية التي تتعايش في جزر متنوعة جغرافيا و تاريخيا و تراثيا و ثقافيا لا يقل إبهارا و تجاوبا عن سابقه لدرجة أن الحضور ألحوا على إعادة العروض بمجرد انتهائها .فقد حملت الجميع في رحلة ملونة ساحرة دون تأشيرة إلى مختلف المراحل التاريخية التي عاشتها جزر اندونيسيا و انجازات و تحديات أبنائها الشامخين و سلطت الأضواء الساطعة على جماليات عاداتهم و ملامحهم و أزيائهم ذات التصاميم الجذابة و الألوان الصارخة و تفاعلهم رقصا و غناء و إيماءات مع كل الأحداث و مختلف الأحاسيس و الانطباعات المتدفقة منهم و إليهم .و كم كان تعبيرهم رائعا عن التمسك لحد الانصهار و الموت حبا ووفاء للوطن والأرض الطيبة التي تحتضنهم رغم تحديات البشر و البحر و كل أنواع غضب الطبيعة عبر رقصة «تالي مكالانان».و بلغ الحضور قمة التجاوب مع الفنانات الجميلات اللائي قدمن بلغة الجسد الراقصة عرضا خاصا عنوانه «تاري باجادور كارا»ليمطن اللثام عن الوجه الآخر للنعومة و الرقة الأنثوية عندما يتطلب الموقف ابراز القدرة على الدفاع عن النفس و المبادئ و العادات .و تنوعت الرسائل و الخطابات عبر عروض تمكن الجمهور القسنطيني من فك «شفرتها» الانسانية رغم اختلاف اللغة فأمام سلطان الفن و الموسيقى و التاريخ النضالي و خاصة الديانة الاسلامية المشتركة تسقط كل الحواجز.فقد ركز السفير الاندونيسي احمد نعم سليم في كلمته خلال الحفل على هذين الرابطين الأخيرين و هما الأقوى بين الشعبين رغم بعدهما الجغرافي.مشيرا إلى أن هذه الجولة الفنية التي أشرف على تنظيمها تهدف إلى تعزيز التعاون و تقوية أواصر الصداقة و الأخوة و التبادل الثقافي بين البلدين اللذين تطور التعاون بينهما في العديد من المجالات الأخرى في السنوات الأخيرة .و اعتبر الجزائر بلده الثاني و دعا أفراد الجالية الاندونيسية بالشرق الجزائري الذين حضروا بكثافة إلى قسنطينة لحضور هذا الحفل علما بأن الكثير منهم يدرسون بجامعة الأمير عبد القادر إلى تمثيل بلدهم الأصلي أحسن تمثيل بدءا بالتشبث و التشبع بقيم ومبادئ الدين الحنيف.و الجدير بالذكر أن الجولة الفنية للطاقم الاندونيسي الفني التي انطلقت بالعاصمة و اختتمت بمسرح قسنطينة تدرج ضمن فعاليات الاحتفالات بالذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر و الذكرى ال 67 لاستقلال اندونيسيا.