استمتع الجمهور الحاضر بقاعة الموقار ليلة أمس بالعروض الشيقة التي قدمتها دولة أندونيسيا، حيث تندرج هذه الأيام الثقافية التي تشرف عليها وزارة الثقافة وينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، إذ احتضن قصر الثقافة "عبد القادر علولة" بتلمسان نهاية الأسبوع حفل افتتاح الأيام الثقافية الأندونيسية بالجزائر. لم يفوت الجمهور العاصمي فرصة حلول دولة اندونيسيا ضيفة بالجزائر العاصمة ليحضر العروض المميزة التي قدمتها بالموقار فرقة "استديو 24" و هي فرقة فلكلورية نشأت في التسعينات، حيث قدمت عرضا راقصا خاصا بمنطقة سوماترا وهي أول منطقة دخل إليها الإسلام، و تتسم هذه الرقصة بالحماسة إذ تجسد صلة العباد بخالقهم، زد إلى ذلك الرقصة المسماة "رقصة الصحون" و هي عبارة عن رقصة يحمل فيها الراقصون و الراقصات الصحون بأيديهم دون أن تسقط، وهي تعتمد على الكثير من التركيز لضبط التوازن، وترمي هذه الرقصة إلى ضرورة تحقيق الإنسان للتوازن بين الحياة الدنيوية والأخروية . كما تألقت الفرقة في تأدية رقصة "زابيل ميلايو" ويعود أصل هذه الرقصة إلى قبيلة ميلايو وهي مزيج بين شعبي أندونيسيا وماليزيا، حيث تعد هذه الرقصة من أحسن الرقصات الفلكلورية الأندونيسية التي تتميز بالحماس وروعة الإيقاعات بدليل التجاوب الكبير للجمهور معها. أما الفرقة الثانية وهي فرقة الأناشيد الإسلامية "صوت العدالة" التي أنشأت عام 1998 عقب الثورة الإصلاحية بأندونيسيا، فقد حققت نجاحا وتألقا كبيرين خاصة الأداء المميز الذي قدمه أعضاؤها الخمسة، حيث قدموا أناشيد دينية تتغنى بخصال النبي صلى الله عليه وسلم و فضله على البشرية، كانت الأناشيد تارة باللغة العربية وتارة باللغة الإنجليزية أو المحلية، كل الأناشيد التي قدمتها الفرقة الشابة تدور حول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أدخلت الفرقة إضافات فنية وموسيقية على أناشيد معروفة كأنشودة "طلع البدر علينا" و"صلى الله على محمد"، ووجهت الفرقة الفتية دعوة لجميع المسلمين بالرجوع إلى المساجد وإنقاذها وذلك من خلال الرجوع للقيم الإسلامية وتعاليم ديننا الحنيف، حيث أدت أنشودة "أنقذوا مساجدنا"، ورافقت هذه الأناشيد حركات إيمائية مستقاة من التراث الشعبي المحلي حيث جاءت متناسقة مع أصوات الفرقة و الموسيقى التي ترافقهم مما أضفى عليها جمالية و روحانية. وصرح السيد رحيم الأمين للأيام على هامش هذه التظاهرة وهو المنسق الإعلامي بسفارة أندونيسا بالجزائر:"لأول مرة تشارك فرقتي "صوت العدالة" و"استديو 24" في تظاهرة ثقافية من هذا الحجم وهي تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، ولقد كنا جد مسرورين من خلال مشاركتنا بتلمسان والجزائر العاصمة حيث كان الجمهور متجاوبا معنا وحضر نشاطاتنا بأعداد هائلة وكله شغف في التعرف على الثقافة الأندونيسية، ونحن نبتغي من خلال هذه المشاركة إذابة المسافات وتوطيد العلاقات بين الشعبين والبلدين، فاندونيسيا دولة تقع في جنوب شرق آسيا تتميز بالتنوع والثراء الثقافي ونحن كشعب مسلم نسعى للحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية نعتبر أنفسنا إخوة أشقاء للجزائريين وعلاقاتنا بالجزائر قديمة تعود جذورها إلى الثورة الجزائرية".