امتداد الاحتجاجات على الإساءة للرسول الكريم إلى هونغ كونغ خرج آلاف المسلمين الذين يعيشون في هونغ كونغ أمس الاثنين في مظاهرات احتجاجا على الفيلم المنتج بالولايات المتحدة والرسوم الكاريكاتورية الفرنسية المسيئين للرسول الكريم وللإسلام. وأفادت مصادر إعلامية أنه وقعت مشاحنة بسيطة مع رجال الشرطة الواقفين أمام القنصلية الأمريكية العامة بالمدينة خلال محاولتهم تسليم خطاب احتجاج إلى القنصلية، حيث تجمع المتظاهرون في مؤتمر جماهيري نظمته الجماعات الدينية والإسلامية المحلية بحديقة في وسط المدينة، وقال المنظمون أن حوالي 5 آلاف شخص شاركوا في الاحتجاج فيما حدّدت شرطة هونغ كونغ الرقم عند 3300 . المحتجون الذي قاموا بأداء الصلاة واستمعوا إلى خطب، رفعوا لافتات تدين فيلم (براءة المسلمين) المتضمن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وطالبوا الحكومة الأمريكية باتخاذ إجراء ضد صناعه، كما أثار نشر مجلة (شارلي ايبدو) الفرنسية الساخرة الأربعاء الماضي رسوما مسيئة للنبي محمد (ص) احتجاجات جديدة بعد الاحتجاجات على فيلم (براءة المسلمين) المسيء للإسلام الذي تسبب سابقا في أعمال عنف مناهضة للأمريكيين في عدة بلدان إسلامية. وفي سياق متصل، شرعت أمس جمعيات متطرفة أمريكية في مدينة نيويورك في حملة ملصقات تصف المسلمين بأنهم “متوحشون" وتدعم اسرائيل، وهي الحلمة التي بادرت بها وأعلنت عنها مجموعة محافظة معادية للإسلام، حيث جاء في الملصقات التي مولتها “منظمة المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية" شعار “في كل حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش، ادعموا الإنسان المتحضر، ادعموا إسرائيل وأسقطوا الجهاد"، ودافعت المسؤولة عن هذه المنظمة وتدعى باميلا غيلر التي ترأس ايضا مجموعة تسمى “أوقفوا أسلمة أميركا" في تصريح تلفزيوني عن استخدام لفظة “متوحش"، وقالت ان الجهاد بمعنى الحرب المقدسة يستهدف الأبرياء، مضيف أنها تعتقد بأن كل حرب تشن ضد مدنيين ابرياء هي “توحش"، وفي المقابل اعتبرت باميلا غيلر ان حملة الملصقات هذه لا تنطوي على اي طابع ديني لأنها لا تستخدم حسبها لا كلمة “اسلام" ولا كلمة “مسلمين". وقد حصلت منظمة “المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية" على حكم قضائي يرغم سلطة الوصاية على مترو نيويورك بالموافقة على حملة الملصقات هذه باسم “حرية التعبير"، وشددت غيلر على القول “لن أتخلى عن حريتي في التعبير فقط حتى لا أهين متوحشين"، وتعتبر غيلر الوجه الابرز للحركة المعادية للمسلمين في أميركا، كما قالت منظمة ساوثرن بوفرتي لاو سنتر المتخصصة في مراقبة المجموعات المتطرفة، وقد بدأت هذه الحملة المثيرة للجدل أمس الاثنين بالتزامن مع موجة الاحتجاجات والتظاهرات في العالم الاسلامي منذ ايام ضد الفيلم الأمريكي المسيء والذي أجّج الجدال فضلا عن نشر مجلة شارلي ايبدو الفرنسية رسوممسيئة أيضا . وقد أدان من جهته الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، بشدة مساء أول أمس الأحد الفيلم المسيء، داعيا إلى الاعتدال في الرد عليه، وصرح نجاد لشبكة “سي.ان.ان" التلفزيونية الأمريكية أنه، يدين أي عمل استفزازي يشكّل اهانة للفكر الديني ومشاعر أي شعب، رافضا بشدة مكافأة المائة ألف دولار التي عرضها وزير باكستاني لمن يقتل مخرج ذات الفيلم القبطي نقولا باسيلي نقولا، وقال نجاد أن “اهانة النبي الكريم مرفوضة تماما"، مضيفا أن “ذلك لا علاقة له تقريبا لا بل بتاتا، بالحرية ولا حرية الصحافة"، وقال أنها نقطة الضعف في الحرية وتجاوزها، وفي العديد من البلدان أنها جريمة معتبرا أنه كان يفترض أن لا يحصل ذلك وقال أنه يأمل أن يأتي يوم لا يحاول فيه رجال السياسة اهانة مقدسات الآخرين.