مؤسسة المواطنة توزع أوسمتها الشرفية على " المواطن الفعال " اختارت مؤسسة المواطنة لمدينة العلمة تشجيع الأعمال الإبداعية و السلوكات الإيجابية وهي تبحث عن " المواطن الفعال " من خلال عملية انتقاء واسعة شارك فيها مئات المبحرين عبر " الفايسبوك " انتهت بعد سنة كاملة من التحري إلى تحديد 8 فائزين بأوسمتها المشرفة . و الأسماء المتوجة بجائزة " المواطن الفعال " التي احتضن أمس فندق الريف بمدينة العلمة حفل توزيع أوسمتها ، تم ترشيحها من طرف المواطنين للمشاركة في هذه المسابقة ، وخضعت ملفاتها إلى الدراسة ومتابعة أعمالها ميدانيا من طرف لجنة علمية تضم أساتذة جامعيين. وهي ثاني مسابقة تنظمها مؤسسة المواطنة التي رأت النور سنة 2010 على يد صاحب رواية " التراس " الكاتب كمال قرور ، في محاولة منه لتكريس السلوك الإيجابي ومحاربة المواطن السلبي والحيادي المنتقد للآخر ، و عدم اكتفائه بالتفرج على هذا الآخر ككاتب وشاعر يعيش هموم مجتمعه . و في مجتمع سلبي ، تضم مؤسسة المواطنة في صفوفها كما قال لنا حوالي 20 منخرطا من أصدقائه الأوفياء على المستوى المحلي و 1500 صديق لموقع المنتدى عبر " الفايسبوك" يمثلون جميع مناطق العالم ،من دول المغرب العربي والخليج و أوروبا و أمريكا ، لكنه للأسف تعرض في الفترة الأخيرة إلى الإختراق والتخريب من طرف قراصنة الأنترنت ، ويعمل و أعضاء جمعيته حاليا على إنشاء موقع بديل له . الأوسمة الفريدة من نوعها صنفت تبعا للأعمال المنجزة من طرف أصحابها سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات ، حيث عادت الجائزة الأولى " وسام متطوع " للمواطن محمد بوغرارة من مدينة قسنطينة الذي تبرع 116 مرة بدمه وذلك منذ سنة 1974 . والثانية " وسام ورشة تربوية جوارية " لمدينة العلمة تصنع من المواد المسترجعة أشياء جميلة و لوحات فنية رائعة ، تتراوح أعمار أعضائها ما بين 14 و 16 سنة . و الثالثة " وسام مواطن فعال" لحرشاوي عبد الكريم من مدينة الشلف ، لاستماتته من خلال جمعيته في الدفاع عن البيئة ، ونجاحه في تحريك السلطات المحلية لدرء العديد من الأخطار المحدقة بصحة المواطنين . وعادت الجائزة الرابعة و الخامسة " وسام المجتمع المدني " لجمعية القاريء الصغير من مدينة وهران ، و " رابطة الفكر و الإبداع " بالوادي لبشير خلف. والجائزة السادسة " وسام مشروع رائد" لمستثمر من ولاية سعيدة ، لم تنسه حياة الرفاه و الثراء التي أصبح عليها بعد أن كان فقيرا معدما قريته " عين السخونة" ، فأقام بها مركبا سياحيا فتح عشرات المناصب لشبابها ، بالإضافة إلى شق طريق لفك العزلة عنها بطول 60 كم ، أنجزه بعتاده و أمواله الخاصة . والسابعة تحمل إسم " وسام مؤسس المواطنة " لمؤسسة الورود بالوادي ، ليس لأن مالكها في البرلمان كما قد يتبادر إلى الأذهان ، وإنما حسب توضيحات رئيس هذه المبادرة إلى برنامجه الإجتماعي الخاص بالعمال ، وهو يوليهم اهتماما كبيرا في مكان العمل وخارجه ، من إنجاز مركز طبي وتخصيص سيارة إسعاف وطبيب ومرشدة اجتماعية و اختصاصية في علم النفس لهم ولعائلاتهم ، و تكفله بالمشاكل الدراسية لأبنائهم ، وزيارة مدارسهم شخصيا من أجل إيجاد حلول لها . فيما استحقت مدينة سطيف وعن جدارة " وسام مدينة المواطنة " لمحافظتها على نظافتها وتميزها بطابعها المعماري الجميل . وهي الجائزة التي شهدت منافسة حادة حولها مع مدن أخرى ، مالت فيها الكفة حسب توضيحات رئيس مؤسسة المواطنة لصالحها ، بفضل مشروع تطوعي لمجموعة من المواطنين قاموا بالتنقيب عن الماء و إنجاز حنفية عمومية بها يرتوي من مياهها العذبة السكان وكل من يعبر الطريق القريب منها. ومن بين المشاريع القادمة لمؤسسة المواطنة تكريس فكرة التطوع التي ما زالت منبوذة في أحياء تغرق في أكوام القمامة ، ويرفض سكانها إبعاد الأذى عنهم وعن غيرهم ، ويشككون في نوايا تنظيف المحيط ، ويربطون مبادراتها بوجود أغراض أخرى من ورائها . ورغم صعوبة إقناع مواطن سلبي تسعى هذه الجمعية إلى تنظيم حملات تطوعية للنظافة على المستوى الوطني ، قال رئيسها بأنها تختلف عن الحملة الحالية الظرفية والطارئة ،مقابل تبنيها كعمل يوميا يستمر طيلة السنة ، من أجل أن تبقى مدننا نظيفة على مدار الساعة . وصاحب رواية " سيد الخراب" يقيم بحي قوطالي الجديد بمدينة العلمة ، وهو كما قال لنا عبارة عن ورشة مفتوحة ، وحفر منتشرة في كل مكان ، بسبب الأشغال المختلفة للعديد من الشركات ، ينتظر الإنتهاء منها ليبادر في تغيير خرابه وتقديم الوجه الجميل لحيه ، لكي يكون القدوة للآخر ، ويثق المواطن في جمعية تحمل إسم " المواطنة " وتبحث عن " المواطن الفعال". و قد سبق لمؤسسة المواطنة تنظيم مسابقة " القراءة و التلخيص" السنة الماضية لتشجيع الشباب على مطالعة مالك بن نبي ، كنوع من التوجيه إلى التفكير التنويري في مواجهة انتشار الكتب الدينية الرديئة و الشعوذة .