صفحة «قسنطينة مدينتي» على « الفايسبوك» تتحول إلى جمعية كشف المشرف على صفحة «قسنطينة مدينتنا»عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» التي تضم اليوم حوالي 4 آلاف عضو عن سعيه لتحويلها إلى جمعية لكي يضمن الإطار القانوني المنظم لنشاطات انطلقت بناء على مبادرات و دعوات أعضاء الصفحة الالكترونية التي أنشأها في سبتمبر2011 بعد أن اصطدم بعراقيل «إدارية» ، وذلك من أجل تنظيف و تطهير و تطوير المدينة التي رصد محطات في تاريخها العريق ، و أهمها و أنجحها تنظيف «الرمبلي» الواقع أسفل جسر سيدي راشد في مارس الماضي ، و غرس الأشجار ببعض الأحياء وكذا مبادرة الاحتفال يوم الخميس الفارط بالذكرى المئوية المزدوجة لإنجاز كل من جسر سيدي مسيد المعلق و جسر سيدي راشد الحجري ، داعيا السلطات المحلية و كافة السكان الغيورين على مدينتهم إلى المشاركة الفعالة في توسيع و مواصلة هذه النشاطات ، لإنقاذ مدينتهم من حصار النفايات و إعادة الاعتبار لمعالمها التاريخية و التراثية و الطبيعية المهملة و المنسية . رياض بن عريبة، مؤسس «قسنطينة مدينتي»يفتخر لأن صفحته التي تضم 2500 صورة لهذه المدينة في الماضي و الحاضر قد اطلع عليها استنادا لإحصائيات «الفايسبوك» خلال ال48 ساعة الأخيرة وحدها 10 آلاف و 528جزائريا معظمهم من العاصمة و قسنطينة ، كما سجل أيضا 1723 زائرا من فرنسا و 355 زائرا من الولاياتالمتحدة ونفس العدد من تونس و 181 زائرا من كندا ،أغلبهم من الجزائريين المغتربين . و من بين الأجانب الذين حفزتهم الصفحة على زيارة قسنطينة 169 شخصا من الأورغواي عبروا عن رغبتهم الملحة لذلك ،مما يعني أن السياحة يمكن أن تسترجع أمجادها القديمة بمدينة تزخر بكنوز كامنة و مغمورة كما قال. فكرة إنشاء هذه الصفحة الإلكترونية راودته من منطلق حبه العميق لمسقط رأسه و حرصه على أن يكون إبنا مفيدا و إيجابيا و فعالا لقسنطينة ، يساهم في مسيرة تنميتها وإعادة الاعتبار لها لأنها كما قال لا تزال مهمشة و تتخبط في كل أنواع المشاكل و العراقيل و الأفكار السلبية .و أضاف:»لاحظت أن المواطن القسنطيني يعيش بين أحضان مدينته ،لكن أحلامه توجد وراء البحر ، و تساءلت لماذا يفضل التحليق في الخيال و لا يجسد أحلامه في الواقع اليومي ؟» فالجزائري عندما يسافر إلى بلد متطور يعجب كثيرا به و يقارن بينه و بين وطنه ، لكنه عندما يعود إلى مسقط رأسه لا يفعل شيئا ليجعل محيطه نظيفا و صحيا و راقيا جذابا وجديرا به و بتطلعاته. و أشار إلى أن كثرة أسفاره، حفزته على التفكير في خطوات نحو محاربة كلما يشوه جمال و سحر مدينته ذات التاريخ العريق. السلاح الأول الذي استعمله هو الصور التي جمعها عن أحياء و شوارع و جسور و معالم و مناظر سيرتا بأسمائها العتيقة ، أثرى بها مجموعته الخاصة ، ثم التقط صورا حديثة لنفس المعالم و الشوارع بأسمائها الجديدة ليفسح المجال للمقارنة بينها و رصد تأثيرات المكان و الزمان و الطبيعة و أيادي البشر، نشرها في صفحته ،فحظيت كما أكد بإعجاب آلاف المبحرين عبر الشبكة العنكبوتية، خاصة المسكونين منهم بالحنين إلى مهد الطفولة و الشباب من المهاجرين و عشاق السياحة و التاريخ. و نسّق فيما بعد مع أصدقائه من أعضاء الصفحة لتنفيذ العديد من النشاطات بإمكانياتهم الخاصة و في مقدمتها غرس شجيرات في بعض الأحياء. و تنظيم أربع رحلات جوارية محلية إلى بعض الأماكن التي طالما حلم معظم القسنطينيين وهم صغار بزيارتها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك رغم أنها في عقر ديارهم و أمام أعينهم .و شرح بأن أعضاء الصفحة رفعوا التحدي و بدأوا بتوجيه دعوات للراغبين في اكتشاف بعض جسور» الصخر الطائر» و ذلك عبر زيارة جسر الشيطان الذي يقع أسفل الأخدود و كان يعرف أيضا بجسر وادي الرمال لأنه كان يربط بين ضفتيه ، و جسر الشلالات الذي يوجد في الطريق المؤدي إلى المسبح وقد بني في 1928، بالإضافة إلى اكتشاف بعض أسرار و خبايا جسر سيدي راشد الحجري الرابض في قلب يوميات القسنطينيين بأقواسه ال27 و علوه الذي يبلغ 105 أمتار و طوله البالغ 447 وعرضه الذي يقدر ب12 مترا و هو من توقيع المهندس الفرنسي أربان إيرود و مساعده المهندس بول سيجورني . و كانت الدعوة مميزة للهبوط لمعانقة كنوز الطبيعة أسفل الجسور في أخاديد و مسالك و منحدرات وادي الرمال التاريخية . و لرحلة تلاميذ مدرسة عبد الحميد بن باديس، باتجاه حديقة سوسة ،التي تؤرخ لتوأمة قسنطينة و مدينة سوسةالتونسية قبل عقود، طعم المغامرة المثيرة و الجميلة لأنها ما زالت رغم كل شيء تحمل عبق محبة ووفاء تاريخي ربطا شعبين و تحيي مناسبة في حجم الاحتفال بيوم العلم.و أشار إلى أن ستة أصدقاء قاموا بضمان الأمن أثناء الرحلات الأولى التي استقطبت في البداية 23 زائرا و زائرة من باقي أعضاء «قسنطينة مدينتي» ثم توسعت لتضم طلبة و تلاميذ و كانت حسبه ناجحة و مفيدة للجميع . أما أهم نشاط في نظره ،فيتمثل في تنظيم بعض الأصدقاء من أعضاء الصفحة بإمكانياتهم الخاصة أيضا ،عملية تنظيف و تطهير لمنطقة «الرمبلي»أسفل جسر سيدي راشد التي تحولت نظرا لتراكم النفايات إلى ما يشبه مفرغة عمومية بوسط المدينة تلوث المحيط باستمرار.و استمرت العملية من 17 إلى 20 مارس الفارط . لكن أكبر مشكل صادفته المجموعة رغم تبليغها لمسؤول بالبلدية عن طبيعة نشاطها التطوعي ، اصطدامها بمطالبة عمال في مفرغة عين سمارة بمبالغ مالية مقابل تفريغ الشاحنات التي استأجروها من خواص. ورغم التوصل إلى حل ودي و استحسان الكثيرون لهذه المبادرة إلا أن المشرف على الصفحة أدرك ضرورة تكوين جمعية لإضفاء طابع تنظيمي و قانوني لنشاطاته . و أثناء الاستعدادات اللازمة لذلك، اتصل بالسلطات الولائية و البلدية لمطالبتها بالمشاركة في مواصلة تنظيف «الرمبلي» ومناطق أخرى مجاورة لأن لديها الوسائل و الإمكانيات اللازمة لذلك لتكون المدينة في مستوى إحياء الذكرى المئوية الأولى لبناء جسري سيدي راشد و سيدي مسيد في 19 أفريل الفارط ،مشددا بأن الجسرين كانا جاهزين للاستعمال و انطلقت حركة المرور بهما في 1912 و لن نكون على قيد الحياة للاحتفال «بعيد ميلادهما المائتين»علق ضاحكا . وأكد بأنه لا أحد رد على مراسلاته بخصوص التنظيف أو المشاركة في الاحتفال بذكرى الجسرين أو على الأقل الترخيص له بتعليق لافتات للتعريف بالحدث . و استطرد قائلا:»لم استسلم و وجهت دعوات عبر الصفحة لعدم ترك المناسبة تمر هكذا بصمت ،و لبى ندائي حوالي 300 شخص ،أغلبهم أفراد عائلات مرفوقة بأطفالها ،إلى جانب أعضاء الصفحة . و التقينا أمام جسر سيدي مسيد المعلق الذي أنجزه المهندس الفرنسي فيردينون آرنودان (1845 1924 ) و انطلق الاحتفال الرمزي الجميل على الساعة الثامنة ليلا تقريبا ،حملنا علما طوله 25 مترا و أطلقنا ألعابا نارية و ارتفعت الهتافات و التصفيقات في أجواء بهيجة .و أشدد هنا بأن لا أحد من الهيئات أو السلطات أو الجمعيات شارك في تنظيم الاحتفال عكس ما يشاع و يذاع و ينشر هنا و هناك». و أوضح في الأخير بأن الهدف الأساسي لصفحته تحسيسي و توعوي للمواطنين و السلطات المحلية لكي ترتقي بالمدينة من كافة النواحي و تطورها لتصبح كما كانت منذ عقود من الزمن الجميل :عاصمة العلم و الثقافة و الفن و التراث و الحضارة و أيضا النظافة و الجمال و تسترجع إمكانياتها السياحية الضائعة . وهو يمد يده كما أكد لكل جهة أو شخص يريد التعاون معه لتحقيق ذلك في انتظار إنشاء الجمعية.