اليونسكو تصنف "الشدة التلمسانية " كتراث عالمي غير مادي رحبت وزارة الثقافة بتصنيف اليونسكو للباس العروس «الشدة التلمسانية» كتراث عالمي غير مادي من شأنه تشجيع الصناعات التقليدية ببلادنا ، والتي كان لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية دورا كبيرا في دعم هذا التصنيف العالمي الذي اتخذ خلال الدورة السابعة للجنة الوزارية المشتركة لحماية التراث الثقافي. وقد صنفت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي اللباس التقليدي للعروس التلمسانية «الشدة» ضمن التراث العالمي غير المادي وهذا لإعتبارات كثيرة منها محافظته على عراقة التقاليد بالمنطقة . و «الشدة « هي اللباس التقليدي للعروس التلمسانية ، اتسع هذا الثوب ليشمل كل منطقة الغرب الجزائري إلا أنه بتلمسان ما زال رمزا للرفاه ومكانة العروس الرفيعة مقارنة بعرائس بقية الجهة الغربية . وتعد «الشدة «من أساسيات جهاز العروس تلبس يوم الحنة و عندما تزف إلى بيت زوجها ، وترتديها أيضا مرافقات العروس من أخواتها أو قريباتها المتزوجات فقط ، ويدخل ضمن طقوس صيام الفتيات لأول مرة ، حيث تتزين بالشدة وتخضب أيديهن بالحناء. ومن المظاهر الجديدة التي انتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة ، وضع الشدة للبنت في صغرها أي قبل البلوغ حتى تكون فال خير عليها وتتزوج دون عناء. وتتركب الشدة من قسمين اللباس والمجوهرات ، يتكون اللباس فيها من الجبة التي تصنع من قماش خاص هو المنسوج ، وتطرز بأسلاك الذهب المعروفة باسم «المجبود» ، ترتدي فوقها العروس سترة القطيفة بالإضافة للشاشية المطرزتان كذلك ب»المجبود» وغطاء شفاف للرأس . و تلبس العروس الجبة وتضع فوقها السترة المرصعة بقلادات الجوهر المختلفة الأحجام والأشكال ،ثم يشد الرأس بلفة من قماش المنسوج وتوضع فوقه الشاشية التي تربط في الرقبة وترصع كذلك بالسلاسل الذهبية من نوع «الزروف» و يوضع التاج وتتزين بحلق كبير من الجوهر أيضا وفي الأخير يغطى الراس ووجه العروس بقماش خاص لغاية إنهاء مراسيم الحناء ثم يكشف عن الوجه. وفي الوقت الحالي دخلت عدة تعديلات على «الشدة» منها اختفاء الشاشية عند البعض وتعويضها بالتيجان أي بمجموعة من التيجان الواحد فوق الآخر وتوضع فوقه «الزروف» كما هناك بعض التعديلات على غطاء الرأس . وفي العادات التلمسانية يكون المكياج المرافق للشدة خاصا أيضا حيث يوضع أحمر الشفاه على الخدين بشكل دوائر حمراء كي تسعد العروس في حياتها الزوجية وتذهب اللعنات عنها ليلة الدخلة ويوضع منديل أبيض يمسح بعض ذلك الإحمرار وتحتفظ به العروس طيلة حياتها على طبيعته لأنه يجلب لها الحظ كما يجب أن تكون الشدة مرصعة جدا و العروس تحمل عدة كيلوغرامات من الذهب على شكل أساور وسلاسل وخواتم وغيرها حتى الخلخال . العائلات التلمسانية لا تخلو من تجهيزات الشدة في بيوتها لأنها جزء من التقاليد المتوارثة وتبدأ الأم في تحضير الشدة ولوازمها بمجرد بلوغ البنت لسن الرشد لأنها تصبح جاهزة لتكون عروسا في أي وقت ولكن غالبا ما تشترك كل نساء العائلة في توفير الذهب والجواهر اللازمة لأحسن شدة للعروس علما أن الصناعات التقليدية خاصة اللباس لا زالت متوارثة عند العائلات التلمسانية حيث من العيب عندهم وجود فتيات لا يعرفن الطرز بالمجبود والفتلة والخياطة التقليدية حتى أن اغلب الفتيات يحضرن شدة عرسهن وحدهن . أما في باقي ولايات الغرب خاصة بوهران فالعرائس يلجأن في الوقت الحالي لكراء الشدة من المحلات التي ينحدر أغلب أصحابها من تلمسان ، حتى أن العروس الوهرانية لا تكون شدتها جميلة إلا إذا كانت «النقافة» أي المرافقة لها تلمسانية لأن هناك بعض التفاصيل لا تحسنها سوى المرأة التلمسانية. و بخصوص تاريخ هذا اللباس التقليدي فيختلف حسب المؤرخين حيث يقول البعض أنه لباس جزائري أصيل أمازيغي بينما يرجعه البعض للحكم العثماني الذي استوطن بمنطقة تلمسان الزيانية فأدخل على لباس العروس الأمازيغية عدة تعديلات ، وقد رفعت اليونسكو اليوم من قيمة الشدة التلمسانية بتصنيفها كتراث عالمي. هوارية ب