الجيش المصري يتدخل في الأزمة بين مرسي ومعارضيه القى الجيش المصري بثقله في الأزمة التي تعيشها البلاد وقدم نفسه أمس كحكم بين الرئيس مصري وتكتل المعارضة، حيث دعا الطرفين إلى الحوار واعلن أنه لن يسمح بأعمال عنف. موقف الجيش جاء في بيان اذاعه التلفزيون الرسمي أكد من خلاله أن " منهج الحوار هو الأسلوب الأمثل للوصول الى توافق يحقق مصلحة الوطن والمواطنين". وأضاف الجيش المصري في بيانه "إن استمرار عدم التوافق لن يكون في مصلحة أي طرف من الأطراف، وحذّر من العنف مشيراً إلى أن الجيش لن يقبل بوقوع أعمال عنف." وذكر الجيش أن "المؤسسة العسكرية دائما إلى شعب مصر وتحرص على وحدة صفه". وجاء موقف الجيش في نفس اليوم الذي حدده الرئيس لحوار بعد الأزمة التي أثارها الإعلان الدستوري ورفضت المشاركة فيها أحزاب المعارضة بزعامة محمد البرادعي، لكن تكتلا من 13 حزبا دخل معترك المواجهة من خلال مطالبتها بعدم تأجيل الاستفتاء على الدستور وعدم ادخال اية تعديلات عليه، وفق ما جاء في بيان التكتل الاسلامي الذي تلاه الرقم الثاني في جماعة الاخوان خيرت الشاطر. ويعد بيان الجيش الأول من نوعه منذ بداية الأزمة ومنذ إحكام مرسي لقبضته على السلطة ونجاحه في إبعاد المشير حسين طنطاوي، الذي فهمه المراقبون بانه بداية النهاية لسلطة العسكر في هذا البلد الذي ظل محكوما من طرف العسكر في السر والعلن لعقود طويلة. ويعد الجيش المصري الفاعل الرئيسي في الحياة السياسية في مصر منذ ستين سنة ، حيث خرج جميع الرؤساء من هذه المؤسسة منذ الإطاحة بالنظام الملكي، و يعتبر وصول الاسلاميين إلى الحكم في مصر امتحانا حقيقيا لقدرة الجيش على الصيام عن شهوات الحكم والتزامه بدوره الدستوري. بيان امس حمل اوجه ومثلما يفسر على انه داعم لموقف الرئيس الذي دعا إلى الحوار فإنه يحمل رسائل مبطنة على الإخوان والاسلاميين من خلال تحذيره من العنف، وإشارته على ان المؤسسة العسكرية كانت دوما إلى جانب المواطنين. وفي الوقت الذي حل ممثلون عن قوى سياسية إلى القصر الرئاسي أمس تلبية لنداء الحوار واصل المحتجون اعتصامهم امام قصر الاتحادية في اجواء خيم عليها هدوء حذر وفق تقارير اعلامية. ومن بين الشخصيات التي وصلت الى مقر الرئاسة الدكتور محمد سليم العوا والمستشار محمود الخضيري وأبو العلا ماضي وعصام سلطان وعمرو خالد وفهمي هويدي وجمال جبريل ومنتصر الزيات وإبراهيم المعلم. وكان المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، الدكتور محمد بديع ، قال إن المشهد السياسي الراهن في مصر مقلق، مؤكداً أن الذي يحدث الآن "ليس معارضة ولكن فساد واستبداد وإجرام" ، على حد قوله. وقال بديع، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجماعة بمقر الجماعة بالمقطم، ، "إن الإعلام يشوهنا. ويقول إننا نحن من قتلنا وحرقنا والحقيقة أن الشهداء 8 فقط وجميعهم من الإخوان المسلمين" على حد تعبيره. وأكد بديع ان هؤلاء "الشهداء" قد خرجوا أمام الاتحادية من أجل الحفاظ على مصر والشرعية بها، وطالب من القوى السياسية أن يتبرأوا مما وصفهم ب''القتلة''، كما طالب النائب العام برد الحقوق إلى أصحابها سريعًا.