الربيع العربي سبب تردي الأمن بشمال إفريقيا والساحل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس لدى مثولها أمام لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس أن الثورات العربية التي حدثت في موجة ما سمي بالربيع العربي خلفت ترديا أمنيا في منطقة شمال افريقيا و دول الساحل، و أن الجماعات الإرهابية التي تمت مطاردتها في أفغانستان و باكستان أعادت الانتشار في تلك الدول التي تعرف مشاكل أمنية بفعل ديمقراطيتها الناشئة ولكن واشنطن بحاجة الى استغلال الفرصة و هي لم تكن تنتظر حدوث التغييرات الكبيرة التي جاءت بها الثورات العربية، لكنها لا تريد التفريط في مكتسباتها التي تحققت في الحرب على الإرهاب. هيلاري كلينتون التي كانت في جلسة مساءلة أمام أعضاء الكونغرس حول ظروف مقتل السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز في مدينة بنغازي الليبية يوم 11 سبتمبر الفائت، قالت أن "أمريكا حققت الكثير على مدى السنوات الاربع الماضية و لا يمكنها التراجع الآن، و كلما غابت الولاياتالمتحدة عن الفضاءات و الأماكن غير المستقرة، كان لذلك الغياب آثار وخيمة، ففيها يتجذر التطرف، و تتأثر مصالحنا و يتعرض أممنا في بلادنا للتهديد". ردا على سؤال محدد من السيناتور بوب كوركر الجمهوري من ولاية تينيسي عن عدم التحضير لحماية السفير الأمريكي لدى ليبيا مما أدى إلى مقتله في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي قالت هيلاري كلينتون أن "موجة الربيع العربي التي ضربت الشرق الأوسط و شمال إفريقيا لم تكن واشنطن تتوقعها، لكنها فرصة كبيرة و مناسبة سانحة كما أنها خطر جدي محدق ببلادنا، و اتمنى أن تنتهز بلادنا الفرصة و لكنها لن تكون مهمة سهلة لأن تلك البلدان لا تملك أية خبرة و لا تجربة في مجال الديمقراطية" و تواصل وزيرة الخارجية الأمريكية أن "واشنطن تواجه الآن انتشارا للجهاديين، فالعديد من نشطاء و قياديي تنظيم القاعدة تم طردهم من أفغانستان و باكستان، و علينا أن نعترف أن هذه حركة عالمية، و إذا كان باستطاعة الولاياتالمتحدة قتل قادتها فعليها أن تنتظر وسط مناخ من عدم الاستقرار نضوج الديمقراطية في المنطقة". وقالت كلينتون أنها لا تستطيع تأكيد علاقة هجوم الإرهابيين على منشاة الغاز في إن أميناس بالجزائر قرب الحدود الليبية بجهاديين كانوا في مدينة بنغازي، موضحة في سياق آخر أنها لا تشك في أن الأسلحة التي استخدمتها الجماعة الإرهابية في إن أميناس جاءت من ليبيا، و أن تلك الأسلحة تم الإستيلاء عليها من مخازن ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011. ع.ش