الطاقة و مكافحة الإرهاب و الوضع في مالي في أجندة زيارة كامرون أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس بالعاصمة محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون الذي يقوم بزيارة عمل وصداقة إلى الجزائر تدوم يومين. المحادثات التي جرت بقصر الشعب حضرها الوزير الأول عبد المالك سلال، و الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي و وزير الخارجية مراد مدلسي و وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي. وحضر اللقاء أيضا الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل. و قبل ذلك اجتمع الوزير الأول عبد المالك سلال أمس في قصر الحكومة مع نظيره البريطاني في جلسة عمل، حضرها عن الجانب الجزائري وزراء الداخلية والجماعات المحلية ، الخارجية ، الطاقة والمناجم ، الصحة و الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني و كذا الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية . كما حضرها عن الجانب البريطاني اللورد ريزبي الوزير المكلف بالتعاون مع الجزائر، و جون كاسون المستشار للعلاقات الدولية و كذا الناطق الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني جون كريستوف قري. فقد شرع رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون بعد ظهر أمس الأربعاء في زيارة عمل وصداقة إلى الجزائر تدوم يومين. و تكتسي هذه الزيارة غير المسبوقة و الأولى من نوعها لرئيس حكومة بريطاني، أهمية خاصة بالنسبة للبلدين في الظرف الإقليمي الحالي لتنسيق مواقفهما أكثر لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب في ظل التوترات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل بفعل انعكاسات و تداعيات الوضع في مالي. كما تشكل هذه الزيارة «فرصة لتعزيز الحوار السياسي بين الجزائر والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمي وايرلندا الشمالية قصد ترقية التعاون الثنائي». وتمثل أيضا فرصة «لتبادل وجهات النظر والتحاليل بين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وضيفه البريطاني حول عدد من القضايا التي تهم البلدين والملفات المتصلة بالوضع الاقليمي والدولي الراهن»، حسب ما أشار إليه بيان لرئاسة الجمهورية. و تأتي هذه الزيارة بعد أسبوعين من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف في 16 جانفي المجمع الغازي بتيقنتورين بعين أمناس في إيليزي، و الذي كان الوزير الأول البريطاني قد أدانه بشدة، و حمل الإرهابيين مسؤولية مقتل الرهائن فيه، مؤكدا أن بلاده ستواصل العمل مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. و سبق لبريطانيا أن أكدت للجزائر أن الاعتداء الإرهابي على المركب الغازي لن تكون له تأثيرات على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، و أكد ممثل الوزير الأول البريطاني المكلف بترقية الشراكة الإقتصادية مع الجزائر لورد ريتشارد ريزبي في هذا الخصوص أن عملية احتجاز الرهائن بالموقع الغازي لتيقنتورين لن تؤثر بتاتا على العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة و الجزائر، و أعطى الانطباع بأن بريطانيا ستحافظ على استثماراتها الطاقوية الضخمة بالجنوب لا سيما عبر الشراكة التي تقيمها “ بريتش بيتروليوم “ مع سوناطراك. وقال اللورد ريزبي في تصريح صحفي “ لقد واجهنا بأنفسنا الأعمال الإرهابية منذ 15 أو 20 سنة و بالتالي بريطانيا تعرف جيدا هذه المسألة و ما حدث في الجزائر لن يؤثر أبدا على علاقتنا الاقتصادية القوية". وأضاف أنه ضمن أوساط الأعمال البريطانية لم يسجل أي تخوف بشأن السوق الجزائرية، مؤكدا أن “المؤسسات البريطانية أبقت على برامج عملها مع هذا البلد". وذكر في هذا السياق أن العلاقات بين البلدين ستتعزز أكثر، مبرزا وجود شراكة حقيقية مع الجزائر مدعوة لتطوير مجموعة من المجالات التي تشكل الإطار الشامل للعلاقات الثنائية. و كان لورد ريزبي الذي عين من قبل دافيد كامرون ممثلا للشراكة الاقتصادية مع الجزائر قد أجرى زيارة إلى الجزائر في ديسمبر 2012 استقبل خلالها من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و الوزير الأول عبد المالك سلال. و أشار مدير تحرير القسم السياسي في محطة «سكاي نيوز» جوي جونس، إلى أن «زيارة كامرون إلى الجزائر تعكس رغبته في تقديم عرفانه إلى السلطات الجزائرية على الجهود التي بذلتها لإنقاذ أكبر عدد من الرعايا البريطانيين الذين احتجزتهم المجموعة الإرهابية في مصنع عين أمناس»، و بأن كامرون حرص على تقديم هذا العرفان شخصيا إلى السلطات الجزائرية. و قد عملت السلطات الجزائرية على تعزيز الإجراءات الأمنية عبر كل منشآتها النفطية و الغازية، و أكدت بريتيش بيتروليوم إرادتها في البقاء في الجزائر. و حسب مصادر إعلامية، فإن الشركة البريطانية تعتزم مستقبلا استغلال الغازات غير التقليدية في منطقة بورارات بالصحراء الجزائرية. ويماثل هذا الحقل الحجم الحالي لمخزون حقل حاسي رمل،و تولي الجزائر أهمية كبيرة لاستغلال الغاز الصخري الذي قد يصبح البديل لاحتياطات الغاز التقليدي المتناقصة. وسبق ل»بي. بي» أن أجرت في بورارات تجارب حول الغازات غير التقليدية وحصلت على نتائج جيدة. ويقدر احتياطي حقل الغاز غير التقليدي بمليارات الأمتار المكعبة، بما يماثل الاحتياطي الحالي لحقل حاسي رمل". و تمثل الاستثمارات الطاقوية الثقل الاقتصادي الأول لبريطانيا في الجزائر. كما تأتي هذه الزيارة بعد أن أحرز التعاون الجزائري-البريطاني تقدما كبيرا في سنة 2012 في جل المجالات مقارنة بالسنوات الماضية. وعلاوة على تنظيم لقاءات أعمال حول السوق الجزائرية و الزيارات التي قامت بها بعثات تجارية بريطانية تواصلت في سنة 2011، فإن سنة 2012 تميزت على وجه الخصوص بحوار استراتيجي في إطار تبادل الزيارات التي قام بها مسؤولون رفيعو المستوى من كلا البلدين. وبلغت المبادلات التجارية بين الجزائر وبريطانيا سنة 2010 أكثر من 2 مليار دولار منها 260ر1 مليار دولار تمثل الصادرات الجزائرية و771 مليون دولار تمثل الواردات. وفي سنة 2010 صنفت بريطانيا في المركز الثالث عشر من حيث زبائن الجزائر و في المرتبة الثالثة عشر أيضا من حيث ممونيها. يذكر، أن كامرون الذي كان مرفوقا بوزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي، توجه أمس إلى مقام الشهيد بالعاصمة، حيث وقف وقفة إجلال أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية.