إضراب عام يشل الحياة بقسنطينة توقيف العشرات من الأشخاص ومصالح الأمن تقول أنهم من المسبوقين الذين حاولوا اثارة الشغب شلت الحياة أمس بمعظم بلديات ولاية قسنطينة بتوقف التجارة والنقل والخدمات بعد شن إضراب عام تنديدا بحادثة اغتيال الطفلين "إبراهيم حشيش" و"هارون بودايرة" كما خرج التلاميذ في مسيرات كانت في معظمها سلمية باستثناء ما شهده وسط المدينة وتحديدا مقر مجلس قضاء قسنطينة من أعمال شغب خلفت جرحى في أوساط مصالح الأمن والمواطنين. وقد اوقفت مصالح الأمن عشرات الأشخاص الذين تسببوا في اعمال تخريب وتم التعرف عليهم من خلال كاميرات مراقبة، تم تقديم العديد منهم مساء أمس أمام العدالة. الإضراب جاء استجابة لنداء وجهته جهات مجهولة عبر بيانات شرع في توزيعها منذ ثلاثة أيام على نطاق واسع جدا، لكن البيان الذي يقال أنه مبادرة من مواطنين متعاطفين مع القضية جاءت فيه دعوة إلى الوقوف وقفة سلمية "للحداد والتنديد بهذا العمل الدخيل على عادات و أخلاق الشعب الجزائري بوقف جميع النشاطات التجارية المهنية والمدنية للمطالبة بتطبيق القصاص" ، لكن إشاعات قوية روجت أمس الأول حول تنظيم مسيرات وحركات خلفت حالة ترقب ودفعت بالكثيرين إلى التزام منازلهم وبلغ الأمر حد الحديث عن أن اليوم سيشهد إعدام الفاعلين في الساحة العمومية، وأشيع أيضا أنه تم الإفراج عن أحد الموقوفين لتتداخل الحقيقة بالإشاعة ويمتزج التضامن بالخوف وتكون النتيجة توقف تام للحياة، حيث ألغت المحلات التجارية أبوابها وكذلك المقاهي والمطاعم والأسواق و المرافق الخدماتية وبعض المؤسسات والإدارات الواقعة بمحاور حساسة، بينما توقفت الدراسة بشكل تام في المدارس والجامعات باستثناء كلية العلوم الطبية ومدارس تقع خارج محيط وسط المدينة ومدينة علي منجلي. على منجلي تتحول إلى مدينة شبح و قد بدت علي منجلي صباح أمس وكأنها في حالة تأهب حيث تجمع مواطنون أمام العمارات والساحات العمومية ولا حديث لهم سوى عن الإضراب العام ومن حاولوا التسوق وقضاء الحاجات فوجئوا بأن كل المحلات مغلقة بما ذلك المخابز وأسواق الخضر والمقاهي باستثناء مخبزة واحدة وجدنا طابورا طويلا ممتدا أمامها ومقهى صغير يقع في منطقة بعيدة عن الأعين، وقد اشتغلت حافلات خاصة في الساعات الأولى بينما اختفت حافلات المؤسسة العمومية تماما من المشهد وكان نشاط سيارات الأجرة شبه مشلول وفضل أصحاب سيارات الفرود وقف سياراتهم بالأماكن المعتادة ليصطف المواطنون أمام مواقف الحافلات والسيارات، ولم يلتحق التلاميذ بالمدارس بل فضلوا الخروج في مسيرات متفرقة التحمت أمام مسكن الضحيتين ليلتحق بهم مائات التلاميذ من مدارس تقع ببلدية الخروب مشيا ويتجمع الأطفال بالقرب من عمارتي أهل إبراهيم وهارون أين تم الهتاف ورفع لافتات بالقصاص وبتنفيذ حكم الإعدام على الفاعلين مع تجدد الحديث عن المشاكل الأمنية المطروحة بالمدينةالجديدة علي منجلي وبمشكلة الشقق الشاغرة وتلك المحلات التي تنجز أسفل العمارات بشكل مبالغ فيه يحولها إلى أوكار للمنحرفين. وأصر السكان على الطابع السلمي للعملية التضامنية أعلنوا رفضهم تنظيم مسيرات باسمهم وشددوا على أنهم يرفضون الاستغلال السياسي للحادثة ولا يتحملون مسؤولية ما قد ينجر من أحداث و هو نفس موقف العائلتين الذي كان محل بيانات تبرئة ذمة وزعت ليلة السبت، وقد تمكن شباب الوحدة الجوارية رقم 18 من تهدئة التلاميذ الذين دخلوا الحي في حالة غليان قصوى وهم مصرون على إتمام المسيرة داخل المدينةالجديدة ما أدى إلى تفرقتهم في هدوء تام، ولاحظنا بأن مراكز البريد والمجمع الإداري ومؤسسات المياه والكهرباء والغاز قد أغلقت أبوابها تخوفا من حدوث إنزلاقات مثلما هو الشأن بالنسبة لمختلف المحلات التجارية وحتى المقرات الإدارية الخاصة كالوكالات العقارية ومكاتب الدراسات لتتحول على منجلي إلى مدينة شبح. مدينة قسنطينة أيضا شهدت جمودا تاما للحركة التجارية وعرفت اضطرابات في الحركة نتيجة خروج تلاميذ في مسيرات وسط المدينة للمطالبة بإصدار حكم الإعدام وتجمع عدد منهم أمام مقر مجلس قضاء قسنطينة ومحكمة بوجريو قبل أن يتطور الأمر بعد تسلل أشخاص من خارج الوسط المدرسي إلى محاولة لاقتحام مجلس القضاء لتتدخل قوات حفظ الأمن العمومي لتفرقتهم بعد أن استعملوا الحجارة وتستخدم الغاز المسيل للدموع وكادت الأمور أن تتطور إلى ما هو أخطر بعد أن قاموا بقلب سيارة لنقل المساجين كان بداخلها أعوان شرطة وتحدث مواجهات تم التحكم فيها في دقائق لكنها خلفت جرحى قال مصدر من المستشفى الجامعي أن عددهم لا يتعدى الخمسة بينما أفاد شهود عيان أن العدد أكبر بكثير وأن هناك جروح توصف بالخطيرة، وقد قام المحتجون بتكسير زجاج سيارات قضاة كانت مركونة بحظيرة المجلس القضائي ، كما حاولوا اقتحام مقر الامن الحضري العاشر ، وقالت مصادر أمنية للنصر أن مثيري الشغب من المسبوقين قضائيا وقد تم القبض على الكثير منهم. و استعاد وسط المدينة هدوءه في حدود الثانية زوالا مع نشر قوة كبير بالمنطقة الممتدة من مجلس القضاء إلى مقر الأمن الولائي. بلدية الخروب عرفت تنظيم مسيرات متفرقة للتلاميذ منهم من تنقل إلى علي منجلي ومنهم من ظل يجوب أرجاء المدينة و اشتركت كل بلديات الولاية في توقف تام للتجارة والدراسة باستثناء مناطق نائية وأحياء فتحت بها محلات عددها قليل ووجد المواطنون صعوبات كبيرة في اقتناء حاجياتهم في حركة احتجاجية غير مسبوقة بالولاية هناك من فسرها على أنها نابعة عن تضامن و عن خوف أيضا ودار حديث عن تهديد أشخاص مجهولين لأصحاب المحلات بعدم مزاولة أي نشاط في ذلك اليوم، إلا أن ما حدث لا يلغي حالة من التعاطف العام مع أهل الطفلين الذين قتلا بطريقة بشعة بعد أن تعرضا إلى اعتداء جنسي في حادثة تشغل الرأي العام الوطني منذ أسبوع. سناباب تطالب بتشديد العقوبات على العمل الإجرامي وقد دعت نقابة سناباب أمس إلى وقفة احتجاجية لمستخدمي الإدارة العمومية لمدة ساعة تنديدا بالحادثة وللمطالبة بمعاقبة الفاعلين مع المطالبة بتشديد العقوبات لردع العمل الإجرامي من اجل المحافظة على الأمن والإستقرار داخل المجتمع وتفويت الفرصة على " المتربصين بأمن وسلامة المواطنين". نرجس/ك /تصوير:شريف قليب