بان كي مون كرمني و على وسائل الإعلام العربية أن تكون ايجابية في الأزمة السورية حوار: رمزي.ت حل الممثل السوري مصطفى الخاني الذي عرفه الجمهور الجزائري في دور "النمس" بباب الحارة بمدينة سطيف وذلك تلبية لدعوة ديوان الثقافة والسياحة لبلدية سطيف على هامش تنظيم أيام المسرح، حيث كان ضيف شرف. الممثل السوري الكبير والمعروف بعدة أعمال أخرى على غرار لعبه دور توفيق الإنسان المتشدد والملتزم بمسلسل "ما ملكت أيمانكم "أو دور جحدر بمسلسل الزير سالم وكذا شخصية "النمس" التي إشتهر بها، فاجأنا بتواضعه الشديد وإجاباته الصريحة. نرحب بكم في الجزائر وهل تعد هذه الزيارة الأولى لكم؟ شكرا جزيلا على كرم الإستقبال والضيافة، هذه زيارتي الأولى لولاية سطيف لكنها الثانية للجزائر بعد زيارة أولى سنة 2009 للعاصمة قدمت فيها مسرحية "الدونكيشوت" إخراج "مانويل جيجي"، وقد تركت لدي إنطباعا جيدا بالنظر لتفاعل الجمهور مع العرض المقدم مما حفزني على القدوم مرة أخرى بعد دعوتي لحضور الأيام المسرحية. حضرت كضيف شرف في مهرجان فرسان الركح كيف تلقيت هذه الدعوة؟ انطباع جميل أن أحظى بهذا الشرف وأكون ضيف شرف و يسعدني أن أكون هنا في مهرجان "فرسان الركح" بولاية سطيف و أن أكون مكرما في هذا المهرجان، و سبق و أن قلت أنني منذ لحظة وصولي للمطار وأنا ألاحظ لهفة الجزائريين الذين عبروا لي عن محبتهم و التي اعتبرها وساما كبيرا. هل وصلتك أصداء من قبل عن شعبيتك بالجزائر أم لمستها هذه المرة فقط؟ لا أكيد أعلم أنني محبوب من طرف الإخوة الجزائريين لأنني لدي العديد من الأصدقاء منهم كما اقرأ الصحافة الجزائرية و أتابعها فأكيد لاحظتها، و لكن عندما تعيشها بلحظتها الحية بين الناس تشعر بنشوة و حب الشعب الكبير و أشعر كذلك بسعادة استثنائية بتواجدي بهذا البلد الذي يمتلك إرثا حضاريا يختلف عن باقي البلدان. هل ترى بأن الدور الذي أديته بباب الحارة كان نقلة نوعية في مشوارك الفني؟ بدون شك هو الذي نقلني هذه النقلة الجماهيرية في حياتي و المهنية من خلاله استطعت أن أصل إلى شريحة كبيرة من الجمهور كون العمل يحمل ظروفا جيدة من خلال العرض و من خلال التسويق فأكيد أنني كنت سعيد بهذا العمل الذي استطاع أن يقدم إسم "مصطفى الخاني" كممثل، خصوصا أن الممثل مهما كان الدور الذي يتقمصه إذا تمكن من ترك بصمته فإنه يكون في غاية الرضى. نظرا للإنتشار الواسع للدراما السورية تلقيت تكريمات عديدة ما هو أبرزها؟ في الحقيقية أن الدعم الكبير للدراما بسوريا والإمكانات الكبيرة المخصصة هناك جعلتها تنتشر بشكل كبير في الوطن العربي، تلقيت العديد من الدعوات و التكريمات ولعل أبرزها تكريمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية من طرف الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" نظرا للمواضيع الإجتماعية الكثيرة التي تعالجها الدراما السورية. تركت مشاركتم في الجزء الرابع والخامس من مسلسل "باب الحارة" إنطباعا جيدا لدى المشاهدين؟ نعم لم أشارك في الأجزاء الثلاث الأولى للمسلسل و لكنني تلقيت إتصالا من مخرج المسلسل بسام الملا الذي إقترح علي الإنضمام إلى أسرة المسلسل، بدءا من الجزء الرابع ثم الجزء الخامس، خصوصا أنه كان يعتبر من بين أبرز المسلسلات التي تقدم وقد أسعدني الأمر وتلقيته بصدر رحب وحاولت ترك بصمتي الخاصة من خلال أداء دوري بإتقان. حسب المختصين قدمتم دورا من الصعب تأديته لإضفائه الطرافة على أطوار المسلسل، كيف تمكنت من تقمص شخصية "النمس"؟ الحمد لله والفضل في التوفيق والنجاح لأنني تمكنت من تأدية دور "النمس" بشكل جيد حسب أصداء الجمهور، فبعدما عرض علي نص الدور تحدثت مع المخرج بسام الملا واقترحت إدخال بعض التعديلات عليه في نفس سياق المسلسل لكنه يضفي المزيد من الحيوية على أحداثه، وتم الإتفاق على هذا الأمر وتمكنا من تقديم دور جيد للمشاهدين. قيل أن الجزء الخامس من باب الحارة هو الجزء الأخير، هل تعتزم أسرة المسلسل تصوير الجزء السادس؟ نعم تم الإتفاق منذ البداية على أن الجزء الخامس هو الأخير في المسلسل، خصوصا في ظل الأحداث التي ميزت هذا الجزء، وهناك حديث هذا العام عن تقديم الجزء السادس و لكن لا أعتقد أنه سوف يقدم ، و ربما سيتحقق ذلك في رمضان 2014 بحسب الظروف التي تعيشها سوريا حاليا. بالحديث عن الأوضاع الراهنة بسوريا، كيف هي أحوال الفن سواء المسرح أو السينما هناك؟ أولا الدراما أو المسرح و إلى غير ذلك من الأعمال الفنية تلقى دعما كبيرا من طرف الدولة ،و إلا لما وصلنا إليكم هنا إلى الجزائر فالمسرح في سوريا كما المسرح في الجزائر و في الوطن العربي بصفة عامة كما المسرح في فرنسا و أوروبا يتعرض للعديد من الأزمات ،ففي فرنسا المسرح يعاني من تراجع دعم الدولة أيضا .في بلادنا العربية نعاني من المشاكل فيجب على المسرح أن يرسخ ثقافة المواطن فيقال كلما فتحنا مسرحا كلما غلقنا سجنا. لكن الحرب الدائرة هناك قد تعصف بما تم إنجازه والخطوات الجبارة التي خطتها سوريا في مجال الفن؟ نعم بطبيعة الحال، فالأزمة التي نعيشها أثرت على كل مظاهر الحياة هناك، والفن بصفة عامة جزء من هذا وتأثر بهذه الأحداث، حيث يعتبر الفن هناك جزء من الصناعة والمجتمع السوري، فمن الطبيعي أن تتأثر، وما أستطيع قوله أن الدراما السورية تبقى مستمرة والدراما التي نشاهدها في شهر رمضان القادم قد تتأثر على صعيد الكم لكن ليس من حيث النوع، فكنا نقدم 40 عملا في هذا الشهر لوحده، وقد يكون هذه المرة 25 عملا، وعلى صعيد النوع نعدكم بأعمال جيدة. وماذا عن نوعية المواضيع المعالجة بعد هذه الأزمة؟ أكيد أنه صارت هناك مواضيع جديدة، ولكن الجرأة نفسها، والجمهور كمتابع جيد يدرك بأن مسلسل بقعة ضوء وكان يقدم منذ 9 سنوات وكل سنة يقدم فيه جزء أو عمل مثل "المرايا" كانت أعمال جريئة جدا والحكومة رفعت سقف الرقابة عاليا وأعتقد أنها غير موجودة بحكومة عربية أخرى، وأعتقد أننا كنا ننتقد أعلى مستويات الدولة والحكومة مثل مسلسل "بقعة ضوء" ويعرض على التلفزيون الرسمي السوري ولا يتعرض العاملون أو الفنانون بهذا العمل لأي نوع من المضايقات وأكيد نطمح لما هو أكثر جرأة، لكن قد تتغير من خلال الأزمة. لكن يمكن تأريخ هذه المرحلة من خلال تصوير أعمال فنية؟ بطيعة الحال فالأزمة جلبت انشغالات جديدة وأطروحات مختلفة عما قبل لم يعشها الشعب السوري قبل عامين من الآن، وأكيد هناك أعمال جديدة، لكن على صعيد الجرأة في الطرح فالدراما السورية كانت سقفا عاليا جدا من الجرأة، ونستطيع قول ما نريد قوله. الحرب في سوريا تركت حدثا أليما بوفاة الممثل محمد رافع الذي أدى دور إبراهيم في باب الحارة؟ أكيد الله يرحمه الزميل محمد رافع الذي أدى معنا دور إبراهيم وأكيد أن أي شخص تفقده نعاني من هذا الفقدان والحرمان وقد تأقلمت أسرة المسلسل عليه و كنا حزينين وأنا من خلال أي وسيلة إعلامية أدعو لكي تلعب وسائل الإعلام دورا إيجابيا في الأزمة السورية وتقوم بتقارب الأطراف والآراء فيما بينها، وتدعو بالتآلف والمحبة والأخوة ونبذ الخلافات، وثقافة التقارب وأن يجمعنا الوطن الواحد، فقد كنا ثالث آمن دولة في العالم. أين يجد الممثل مصطفى الخاني نفسه في أنواع التمثيل من دراما وكوميديا وغيرها؟ أنا أجد نفسي في الدور الجيد مهما كان نوعه، فالممثل سواء كانت تراجيديا أو كوميديا فأنا أحاول أن أقدم ما هو مختلف وسبق وأن قدمته ، فلو نجحت شخصية النمس أحاول أن أقدم شبيه شخصية النمس أو توفيق في مسلسل ما "ملكت أيمانكم" أو "جحدر" بالزير سالم وأنا أبحث عن تقديم ما هو مختلف عما قدمته و أوجه أخرى من شخصية مصطفى الخاني الممثل، أنا ضد أن أؤطر نفسي كممثل، ولا يهم أن يكون رئيسيا أو ثانويا فكما يقول ستانسكوفسكي فإنه لا يوجد دور كبير أو صغير لكن يوجد ممثل كبير وممثل صغير. ماهو جديدكم الذي ستظهرون به أمام الجمهور هذه السنة؟ لقد إنتهيت من تصوير عمل فني بعنوان "الحائرات" ، قدمت من خلاله شخصية راغب وهو شخصية مختلفة عما سبق للجمهور أن شاهدني عبر مسلسلاتي السابقة، لن أتحدث عن المسلسل وأترك الجمهور لإكتشافه سيعرض في شهر رمضان المقبل إن شاء الله، وأتمنى أن ينال إعجابه. كلمة أخيرة؟ أكيد أنني سعيد بوجودي للمرة الثانية بالجزائر ولازلت اللهفة التي وجدتها بالمطار أعتز بها وتراودني خصوصا الترحيب بي من طرف كل الجمهور الذي عبر عن ترحيبه البالغ بوجودي ببساطة وعفوية ومشاعر جميلة وهنالك أواصر صداقة عميقة بين الشعب الجزائري والشعب السوري بالعادات والتقاليد وأسلوب الحياة، وأنا سعيد بوجودي ولا أشعر بغربة بينكم وبين أهلي، أتمنى أن تزدهر الدراما والمسرح الجزائريين لأن هنالك قدرات بشرية هائلة بحاجة لأعمال لتقدم نفسها من خلالها، ومن خلال بعض الأعمال المشركة قدمت العديد من المواهب الجزائرية التي وجدت الفرصة.