البطولة الوطنية لا تنجب لاعبين كبار والاحتراف موجود على الورق فقط يؤكد عبد الحكيم سرار الرئيس السابق لوفاق سطيف والمدافع الدولي السابق أن الاحتراف في الجزائر موجود على الورق فقط، ويقول أن البطولة الوطنية لا تنجب لاعبين من الطراز العالي في الوقت الراهن، كما يكشف عن وجهته الجديدة المتمثلة في فريق اتحاد سطيف الذي ضرب لأنصاره الموعد بعد ثلاث سنوات في الرابطة المحترفة الثانية، إلى جانب قضايا أخرى كعلاقته بشيخ المدربين المرحوم عبد الحميد كرمالي تطالعونها في هذا الحوار الذي خص به سرار النصر على هامش مشاركته في احتفالية خاصة بذكرى مجازر 08 ماي بمدينة بريكة بباتنة. *أين يتواجد عبد الحكيم سرار في الفترة الحالية؟ حاليا أنا لست غائبا ولا غير مطلع على المستجدات الخاصة بالكرة الجزائرية، كما أستطيع القول بأنني مطلع على خباياها، رغم ابتعادي عن ممارسة أي نشاط إداري ولست ضمن أي هيكل يتعلق بتسيير الكرة، إلا أنني كمتابع يمكنني اعتبار نفسي ربما مطلعا أكثر من الكثيرين . *نود العودة إلى وفاة شيخ المدربين المرحوم عبد الحميد كرمالي، كيف عايشت تلك الفترة؟ المرحوم كان له الفضل الكبير على الكرة الجزائرية وعلي شخصيا، وسأروي لك قصة ربما لأول مرة أرويها عبر وسائل الإعلام، حيث أنه في عام 1989 كانت لنا مباراة الجزائر – مصر، وكنت حينها معاقبا من طرف الاتحادية لمدة سنتين، غير أن المرحوم كان قد استدعاني للانضمام إلى المنتخب، من أجل خوض هذه المباراة وكنا قد خسرنا حينها بنتيجة 1 – 0، كما أنه استدعاني لخوض غمار كأس الأمم الإفريقية وسمح لي ذلك بالتتويج باللقب القاري الوحيد في سجل الكرة الجزائرية، كما شاركت معه في الكأس الأفروآسيوية لما واجهنا منتخب إيران، فكانت ذكريات جميلة معه، ولما ترأست نادي وفاق سطيف عام 2004 كان الفقيد قد بلغ عامه 70، وحينها أصر علي والدي رحمه الله أن أجعل كرمالي على رأس العارضة الفنية للنادي، ورغم معارضتي للأمر في بادئ الأمر بسبب كبر سن الشيخ، إلا أن والدي ألح علي، خاصة أن الفقيد كرمالي كان هو من استدعاني للمنتخب بعدما كنت معاقبا، فوافقت على الأمر، لكن لسوء الحظ فقد حققنا نتائج سلبية نوعا ما، أين كنا قد خسرنا حوالي 4 مباريات متتالية خاصة مع شبيبة القبائل وإتحاد العاصمة، وكنت شديد الخجل من أن أطلب إقالة المدرب، غير أن الشيخ فهم الأمر وتقدم مني طالبا إقالته معترفا بأنه يعلم خجلي من قول ذلك، أين كان قد أصر على قبول الاستقالة حينها، و رغم رفضي لها احتراما له، لكن في النهاية تم الأمر. إتحاد سطيف مشروع تحدي، وسأعيده إلى الرابطة الثانية في ظرف 3 سنوات * هل أنت على اتصال بفريق وفاق سطيف ولاعبيه، بعد خروجك من تسيير النادي؟ في هذه الفترة لا توجد اتصالات مع الفريق، رغم أننا كنا على تواصل مع المسيرين من قبل، أنا متواجد في كل مرة وكما يقال "لي ناداك واجبو"، وبما أن الفريق بخير فأنا أتمنى له كل التوفيق، والملاحظ أن الفريق بعد خروجي لم يشهد انهيارا ولا تدهورا في نتائجه، على العكس فهو يعيش فترة زاهية ويحقق نتائج إيجابية، حيث أصبح يتنافس على أكثر من لقب وموسمه الحالي أعتبره أكثر من إيجابي في نظري عندما تمكن من الوصول إلى نصف نهائي كأس الجمهورية ونافس في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، بالإضافة إلى أنه مقبل على التتويج بالبطولة الوطنية، رغم أن الفريق متجدد من حيث التشكيلة والطاقم الفني. *ما هو شعورك ووفاق سطيف سيتوج بنسبة كبيرة بالبطولة الوطنية بعيدا عنك؟ على العكس مما تقول فأنا لست ببعيد عن النادي، حتى أن بعض اللاعبين الذين يحققون له نتائج إيجابية كنت أنا من انتدبهم، حيث كنت قد جلبت كلا من: ناجي، فراحي، تيولي، عودية، بلقايد، خذايرية والعقبي، ورغم أن اللقب إذا تحقق لا يحسب لي إداريا لكنني سأفرح به كثيرا لأنني في الأخير مناصر للوفاق، وسأهنئ الإدارة الحالية على التتويج. كرمالي فتح لي أبواب المنتخب وأنا معاقب ووالدي ألح علي في استقدامه لتدريب الوفاق *جرى مؤخرا حديث عن عودتك إلى ميادين الكرة كمسير لفريق إتحاد سطيف؟ إتحاد سطيف أعتبره مشروعا كبيرا، وهو يشكل تحديا خاصا بالنسبة لي، أتذكر جيدا لما أشرفت على إدارة وتسيير الوفاق موسم 2003 – 2004 كان يحتل المركز 14 وفي رصيده حينها 11 نقطة فقط، كما أن المرحلة الأولى كانت قد انتهت، حيث رفعت التحدي مع الوفاق وحققنا بطولات معه، وهو الأمر ذاته مع اتحاد سطيف حيث أتوقع أن أصل به إلى الرابطة المحترفة الثانية خلال 3 سنوات على أقصى تقدير، وأنا أعتبر هذه الخطوة مشروعا كبيرا، مع العلم أن كرة القدم حاليا طغى عليها الجانب المادي أكثر، وفي الحقيقة سأشرف على هذا الفريق بداية من الأسبوع القادم على الأكثر. *شهدنا في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية إقصاء كل من الوفاق وشبيبة بجاية، متى يمكننا مشاهدة نادي جزائري ينافس على هذه البطولة ويتوج بها؟ خجلت من إقالة شيخ المدربين لكنه وفر علي الحرج واستقال حتى تتمكن النوادي الجزائرية من المنافسة في هذه البطولة، لابد من توافر ثلاثة عوامل أساسية، إذ لابد أن يكون للاتحادية الجزائرية كلمة مسموعة على مستوى "الكاف"، كما لابد من تواجد لاعبين يملكون ذهنية قوية تجعلهم ينافسون على هذا المستوى الذي بلغته الكرة الإفريقية، بالإضافة إلى وجود مصادر التمويل، التي تعد من العوائق التي تقف ضد المنافسة الجيدة في هذه البطولة، كما أن بطولتنا المحترفة بعيدة جدا عن الاحتراف وشخصيا أعتبرها محترفة على الورق فقط، إذ لم نبلغ بعد ذاك المستوى من حيث الإمكانيات الذي يجعلنا ننافس في مستوى عال ضد الفرق التي تنافس في رابطة الأبطال الإفريقية. *كيف تقيم مسار البطولة الجزائرية المحترفة وهي تعيش عالمها الثالث؟ من وجهة نظري فإن البطولة الجزائرية المحترفة بها أمران إيجابيان، أما ماعدا ذلك فلا يوجد احتراف في الجزائر، حيث نملك الحضور الجماهيري الغفير ما يضمن الفرجة في الملاعب، بالإضافة إلى توفر الأمن وتحكمه في التنظيم مما نتج عليه نقص في العنف الذي يميز الملاعب. لا يحق لأحد انتقاد روراوة وحليلوزيتش *برأيك ألا نملك لاعبين جيدين في البطولة الوطنية؟ لو نتساءل فقط، من هم اللاعبون الذين ينشطون في بطولتنا بإمكانهم اللعب في أوروبا مثلا؟ أنا متأكد من أننا لن نحصل على أكثر من 5 لاعبين من جملة حوالي 830 لاعب ينشطون في الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، ومادام لا يوجد لاعبون فلسنا نملك دوري ممتاز، بالنسبة للاحتراف مرت 3 مواسم وكل موسم يمر لا نجده أحسن من الذي يليه، حيث نلاحظ أن مصادر التمويل جلها من طرف الدولة، وفي الاحتراف لا نطلب المال من الولاية والدولة ،حيث أنها أموال عمومية ننالها في شهر سبتمبر ونحاسب عليها في جوان، في الاحتراف لابد من خلق فرص للاستثمار من أجل تحقيق عائدات مالية تدخل خزينة الفريق، والإعانة التي تقدمها الدولة أعتبرها تتجه لمن هو ضعيف، وكنت قد تكلمت في هذه القضية ذات يوم عبر قناة الجزيرة لما قارنت بين منطق الاحتراف في الجزائر وفي دول الخليج، حيث أنه هناك أعضاء شرف هم من يمول النوادي ويدعمونها ماليا، لكن في الجزائر نجد الدولة هي من تتحمل مسؤولية النوادي ماليا، رغم أن الاحتراف يفرض علينا خلق فرص الاستثمار في النوادي الرياضية. *كلمنا قليلا عن المنتخب الوطني، كيف ترى مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي ستقام بالبرازيل عام 2014؟ كان لي حديث سابقا عن المنتخب عندما توجه كثيرون بالانتقاد لرئيس الاتحادية والمدرب الوطني، وذلك رغم امتلاكنا لدوري ضعيف، حيث أصبحنا نعتمد على لاعبين تم تكوينهم في الخارج بمختلف الفرق والأندية الأوروبية، وهذا نتج عنه عدم البحث عن لاعبين يملكون النضج التكتيكي مثلا، عموما لا يجب أن نقلق على هذا المنتخب في مشواره نحو التأهل. أرشح الخضر للتأهل إلى الدور الفاصل على حساب مالي *إذا لا يحق لنا انتقاد النتائج التي يحققها المنتخب؟ لا يجب ذلك مادمنا لا نعمل على تكوين لاعبين محليين قادرين على فرض مكانتهم في المستوى العالي. *وهل ترشح المنتخب للتأهل عن هذه المجموعة؟ نعم أرشحه للتأهل وسيتم ذلك في المباراة الفاصلة ضد المنتخب المالي بالجزائر.