أزمة الزعامة بين المجاهدين إبان الثورة ليست مرتبطة بالعروشية صدرت مؤخرا مذكرات الرائد مصطفى مراردة المدعو بن نوي باللغة الفرنسية بعد أن صدرت سابقا بالعربية وأشرف الأستاذ دحمان نجار بترجمة كتاب "سبع سنوات في جبال الأوراس" التي تحتوي مذكرات نائب قائد الناحية الأولى أوراس النمامشة إبان الثورة التحريرية. قال الأستاذ دحمان نجار على هامش إحياء الذكرى السادسة لرحيل المجاهد مصطفى مراردة، بأنه ومن خلال أبحاثه في الترجمة التاريخية، أيقن بأن الأزمة التي وقعت بين القادة المجاهدين إبان الثورة بمنطقة الأوراس لا يمكن ربطها بالعروشية، ونوه خلال عرضه للعمل الذي قام به في ترجمة مذكرات الرائد بن نوي على ضرورة ابتعاد الباحثين عن "التغليط" حول الأزمة التي وقعت في الجبال بين المجاهدين خلال الثورة التحريرية، واعتبر أن ربط الأزمة بالعروشية أمر غير منطقي مؤكدا بأن اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 54 كانت بمثابة الموقف الوطني مضيفا بأنها لو كانت تعبر عن رأي عرش أو فئة محدودة لما نجحت، وأكد الأستاذ دحمان نجار بأن الأوراس لطالما شكل مرادفا للثورة ويجب أن يبقى كذلك بالابتعاد عن كل المغالطات. وكشف الأستاذ دحمان نجار عن إضافته لشهادة ورد المجاهد عبد الحفيظ أمقران من الولاية الثالثة في مذكرات الرائد بن النوي في المؤلف الجديد الذي ترجمه من العربية إلى الفرنسية وأبدى مترجم المذكرات تحسره لعدم نقل شهادات بعض المجاهدين بعد أن توفوا ودعا في هذا السياق إلى ضرورة الإسراع في جمع شهادات المجاهدين الذين هم على قيد الحياة. مذكرات الرائد مصطفى مراردة المدعو بن النوي تتضمن 07 فصول أوردها راهم نور الدين أستاذ التاريخ بجامعة الحاج لخضر بباتنة وتكشف عن جوانب من الحياة الخاصة للمجاهد قبل وبعد التحاقه بالثورة في الفصلين الأول والثاني، ويتناول في الفصل الثالث ظهور صراع الزعامة في منطقة الأوراس بعد استشهاد القائد مصطفى بن بولعيد، كما يتطرق في الفصل السادس للمشاكل والدسائس التي عرفتها الولاية الأولى بسبب الخلافات الثورية.