القنوات الخاصة ملزمة بتقديم خدمة عمومية اقترح خبراء و متخصصون في الإعلام إلزام القنوات التلفزيونية و الصحف الخاصة في الجزائر بتقديم خدمة عمومية أسوة بالإعلام العمومي. واجمع متدخلون في الملتقى الذي نظم أول أمس الخميس بكلية الإعلام التابعة لجامعة الجزائر الثالثة ، على ضرورة تضمين دفتر الأعباء الخاص بإنشاء القنوات التلفزيونية الخاصة، وجوب تقديم خدمة عمومية أو ما أسماها مدير الإعلام الأسبق برئاسة الجمهورية ومدير وكالة الأنباء الجزائرية مطلع التسعينات،لحسن جاب الله" مصلحة عامة" . ورأى أنه يجب وضع نظام قانوني ثابت، يكرس حق المصلحة العامة، أي قيام القنوات التجارية في الجزائر المنتظر الترخيص لها بعد صدور قانون السمعي البصري، بتقديم حد أدنى من الخدمة العامة.و أشار في تدخله، إلى أن القنوات التجارية في فرنسا تقدم مثل هذه الخدمة ، لافتا إلى أهمية تقديمها في إطار مهني، وعرج إلى وضع الإعلام العمومي الذي أصبح حسب قوله في خدمة الحكومة، و استدل بهذا الخصوص بالتركيز على النشاطات الرسمية، في حين يجري إغفال في بعض الأحيان قضايا المواطنين، الذين هم محور كل عملية اتصال.و سجل الباحث ما اسماه نقص احترافية التلفزيون الجزائري في مجال الخدمة العمومية مستدلا هنا ببث بيانات حكومية تأخذ حوالي الساعة،لافتا إلى قليل من الجزائريين يتابعونها. و جلب انتقاده للحكومة و أداء وسائل الإعلام العمومية، عتابا من زميله عاشور فني الذي عمل بدوره في رئاسة الحكومة، و أشار فني إلى تناقض جاب الله وخصوصا انه عمل في الدولة ووجه الإعلام العمومي عبر الهاتف. و أشار فني في محاضرته إلى التحديات التي تواجه القنوات التي تمول من قبل الحكومات في العالم ،و اعتبر انتشار القنوات التجارية ونجاحها هزيمة للقنوات العامة، و اظهر تشاؤمه بخصوص قدرة التلفزيون العمومي الجزائري على المنافسة والحفاظ على مشاهديه، وجزم أنه ا في وضعية ميئوس منها. وعزا الصعوبات التي تواجه التلفزيون العمومي في الجزائر إلى ارتفاع نفقات الأجور والتسيير مقابل ضعف ميزانية البرامج، ما يؤثر على قدراته التنافسية، حيث تمتص الأجور حسب آخر التقديرات 43 بالمائة من الميزانية في حين لا تتجاوز مخصصات الإنتاج لا تتجاوز حد 32 بالمائة. و تطرق المشاركون خاصة إلى الإطار القانوني و المالي لقطاع السمعي البصري و إلى ضرورة احترام أخلاقيات المهنة و كذا إلى أشكال تمويل التلفزيون معتبرين أن فضاء الإعلام السمعي البصري "لا يمثل اليوم فضاء للترفيه فحسب بل أصبح يشكل واقعا لا يمكن الاستغناء عنه". كما عرضت تجربة قناة القرآن الكريم التابعة للتلفزيون، باعتبارها أول قناة موضوعاتية في الجزائر. و في كلمته الافتتاحية أوضح رئيس جامعة الجزائر3 الدكتور رابح شريط أن وسائل الإعلام السمعية البصرية تحتل اليوم "موقعا متميزا" ضمن أدوات صناعة الرأي والتأثير على القناعات مؤكدا في هذا الشأن على ضرورة وضع الإطار الأخلاقي للممارسة الإعلامية تفاديا لأي نوع من "الانحرافات" التي قد تمس بأمن و باستقرار المجتمع الجزائري. ولفت الكاتب الصحفي سعد بوعقبة إلى الخطر المتزايد التي تمثله شركات متعددة الجنسية ، من خلال توجيه عمل الصحافة في الجزائر عن طريق الإشهار الذي تقدمه للصحف، وقال أن سطوة شركات السيارات والهاتف على الصحافة تجاوز كل الحدود، وان تأثيرها على الإعلام في الجزائر تجاوز السلطة بذاتها.