أولياء يتكبدون مصاريف إضافية لضمان ملابس جديدة عند نهاية الموسم الدراسي عرفت محلات الألبسة الجاهزة و الوراقات هذه الأيام حركة أشبه بتلك المسجلة عشية الدخول المدرسي، لكثرة إقبال تلاميذ أقسام الامتحانات المصيرية و أوليائهم عليها، لاقتناء ملابس جديدة و كذا الأدوات المدرسية الضرورية للامتحان، محاولة لرفع معنويات الممتحنين و انسياقا وراء موضة فرضت نفسها في السنوات الأخيرة، رغم ما تضيفه من أعباء إلى ميزانية الأسرة لاسيّما مع اقتراب مناسبات تتطلب مصاريف إضافية كثيرة. و قد ارتبطت عادة إهداء الأبناء ملابس جديدة بفترة امتحانات المراحل الانتقالية من طور إلى آخر و باتت شبه إجبارية بالكثير من الأسر مهما كانت ظروفها المادية و الاجتماعية، حيث أسرت إحدى الأمهات التي التقيناها رفقة ابنتها بمتجر بحي سيدي مبروك بأنها خرجت بحثا عن بدلة جديدة لصغيرتها المقبلة على امتحان البيام و كلها أمل في أن تجد أشياء بأسعار مقبولة، لكن الواقع خيّب ظنها، مضيفة بأن دخل العائلة المتوّسط لا يسمح باقتناء ملابس يزيد سعرها عن 2000دج على الأقل لكل غرض. و ذكرت سيدة أخرى كانت تتنقل من محل إلى آخر ،بأن عادة إهداء الأبناء الملابس في فترة الامتحانات المصيرية، ليست بالجديدة على الكثير من الأسر، لكنها في السنوات الأخيرة تحوّلت إلى عبء بالنسبة للكثيرين في ظل تراجع القدرة الشرائية، غير أن الأبناء باتوا يعتبرون ذلك حقا، ويصرّون على انتقاء أجمل الملابس دون الاهتمام بالسعر أو للحرج الذي يسببونه للأولياء مع اقتراب شهر رمضان و ما ارتبط به هو الآخر من مصاريف إضافية كثيرة ، مسترسلة بأنها صرفت ما يقارب ال15ألف دج في أقل من أسبوعين بين ابنها البكر الذي اجتاز امتحان البكالوريا منذ أيام قليلة و ابنتها التي تستعد لاجتياز شهادة "السانكيام"، و في أشياء قالت أنها لم تتجاوز قمصان صيفية خفيفة و سراويل جينز، آسرة بأن إحدى شقيقاتها تكفلت بثمن شراء الحذاء الرياضي لابنها لعدم قدرتها على توفره لأنه ببساطة يساوي الميزانية التي جمعتها بعناء على مدى شهرين من رابتها البسيط، لأجل رفع معنوياتهما و تجنيبهما الشعور بالنقص أمام باقي زملائهم على حد تعبيرها. و أكد عدد من الباعة بأن تجارتهم تنتعش بشكل ملفت في فترة الامتحانات المصيرية، مثلما قال البائع لطفي بحي بلوزداد الذي لم ينف ترّقبهم لمثل هذه الفترات للترويج للسلع التي وجدوا صعوبة في تسويقها باقي الأيام و ذلك من خلال خفض الأسعار و اعتماد طريقة الصولد كما قال. و من جهة أخرى أجمع عدد من أصحاب الوراقات بأن محلاتهم تعرف إقبالا جد ملفت في أيام محدودة في نهاية السنة الدراسية و هي أيام الامتحانات الانتقالية من طور تعليمي إلى آخر، مؤكدين بأن جل التلاميذ يعيدون تجديد محتويات مقلماتهم، و بالأخص الأقلام و الآلات الحاسبة التي يزيد الطلب عليها بشكل يشبه إلى حد كبير بداية الدخول المدرسي. و انتقد بعض الآباء عادة إهداء الأبناء ملابس جديدة مع اقتراب فترة الامتحانات و اعتبروها تشجيعا لسلوكيات مرّسخة للتمظهر، بدل حث الأبناء على التواضع و الاهتمام بالدروس. و قال أحد الآباء بأنه استغرب يوم رافق ابنه لاجتياز شهادة البكالوريا من الأزياء التي ظهر بها أغلب الطلبة لدرجة أنه شعر بأنه على موعد بحصة تصوير لعارضي الأزياء على حد تعبيره.