عرفت خلال الأسابيع الماضية بولاية بجاية تجارة الكتب الشبه مدرسية والحوليات انتعاشا ملحوظا، موازاة مع اقتراب موعد إجراء امتحانين هامين وهما شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أسابيع قليلة، حيث أضحت هذه الكتب تحتل مكانا بارزا في رفوف المكتبات والوراقات، وتعرض بشكل يجذب انتباه الزبائن وخاصة الأولياء الذين يختارون بأنفسهم العناوين التي من شأنها أن تهم أبنائهم· مع حلول شهر أفريل بدأت الكتب الشبه مدرسية تلقى إقبالا كبيرا حسب ما أكده العديد من أصحاب المكتبات بعاصمة الولاية وقال تاجر متخصص في بيع الكتب إنه أصبح يتزود بانتظام بهذه الكتب بهدف تلبية الطلب حيث يوفر عناوين جميع الأقسام، غير أن الكتب التي تحظى برواج كبير تخص تلك المتعلقة بأقسام الامتحانات ونصف الكتب في هذه المكتبة، كما هو الحال بالنسبة للمحلات الأخرى مماثلة وفق للسنة الدراسية أي ابتداء من السنة الأولى الى السنة الثالثة من التعليم الثانوي وكذلك وفق المادة على غرار العربية، الرياضيات الفرنسية، الفيزياء، الكيمياء التكنولوجيا، التاريخ، الجغرافيا، التربية البدنية واللغة الانجليزية· ويرى أحد أولياء التلاميذ في رده عن سؤال حول الأهمية التي يُوليها لهذه الكتب الشبه مدرسية أنها تسمح لابنه بتكملة أو تعميق فهمه للدروس المقدمة وذلك سواء بالبيت أو إحدى قاعة المطالعة بمفرده أو بمعية زملائه· ومما يلاحظ فإن الكتب "جميع المواد" المتضمنة لأسئلة حول امتحانات شهادتي التعليم المتوسط أو البكالوريا هي الأكثر طلبا وبامكان القارئ الشاب أن يجد جميع الأسئلة مصنفة حسب كل مادة مرافقة بحلول نموذجية تسمح له بتقييم مستواه وقدراته غير أن هذه الطريقة تلحق بالأسئلة التي يعتمدها ناشرو الكتب لا تحظى بإجماع كل الأولياء الذين يحرصون على مراقبة أجوبة أبنائهم· تشجع هذه الطريقة على العمل في كثير من الأحيان التلاميذ على نقل الإجابات بدلا من التركيز والتفكير في هذه المسائل حسبما ذكر رب عائلة آخر يتأهب ابنه لاجتياز شهادة التعليم المتوسط، وأضاف في هذا الصدد أنه اكتشف طريقة تساعد ابنه على نقل الأجوبة قائلا: "لقد قمت باقتطاع الكتاب إلى قسمين، حيث أعطيت لابني الجزء المتضمن الأسئلة المطروحة خلال الدراسات الماضية فقط· ولدى استجواب العديد من الأشخاص حول الحوليات "جميع المواد" فقد برر هؤلاء اختيارهم كونها أقل تكلفة مقارنة مع المصاريف المترتبة عن شراء ثلاثة أو أربعة كتب لمواد مختلفة· ويتراوح سعر الكتب الشبه مدرسية التي تشمل عدة مواد ما بين 200 و350 دج في حين يباع كتاب خاص بالرياضيات أو الفيزياء والكيمياء ب 450 دج حسب المستوى الدراسي كما أشار إليه صاحب مكتبة بحي الحرية وسط مدينة بجاية· ومن أجل تجنب هذا العائق الاقتصادي يعمل المقبلون على اجتياز الامتحانات من نفس القسم والقاطنون بنفس الحي بتنظيم أنفسهم حيث يشتري كل واحد منهم كتاب لمادة معينة حتى يتسنى لهم المراجعة جماعيا· من جهة أخرى بادرت بعض دور النشر بتوفير وسائل متعددة الوسائط، حيث تعرض للبيع ببجاية أقراص مضغوطة تربوية تتضمن الدروس والمختصرات وأسئلة تخص الامتحانات المختلفة مع وجود جانب ترفيهي من نكت وألعاب ولقطات كرة القدم على الصعيدين الوطني و الدولي· وتعرف هذه الأقراص المضغوطة التي تباع في مختلف المحلات التجارية والأسواق الأسبوعية ببجاية رواجا ونجاحا كبيرين ليس بفعل أعدادها المعروضة والكم من المعارف التي تحتوي عليها فحسب بل أيضا لأسعارها المعقولة· وأشار بائع متجول متخصص في الكتب والذي يعرض بضائعه خلال أيام الأسبوع أنه يقترح القرص المضغوطة الواحد ب 100 دج وذلك اجتهادا منه ومساعدة كل التلاميذ المقبلين على اجتياز مختلف الامتحانات· وكما هو معلوم تستخدم الوسائط المتعددة سواء بالمنزل في حالة توفر جهاز الإعلام الآلي أو على مستوى مقهى الإنترنت أين يمكن نسخ أسئلة الامتحانات ومثلما هو الشأن بالنسبة لدروس الدعم فيرى أولياء التلاميذ أنهم مجبرين على توفير مثل هذه الكتب الشبه مدرسية لأبنائهم، وقال بعضهم نحن نوفر لأبنائنا الوسائل اللازمة للنجاح في الدراسة وحتى إذا اقتضت الحاجة نقدم تضحيات إضافية ويتعين على الأبناء بذل المجهودات المطلوبة للحصول على شهادة على حد تعبير أحد الآباء الذي أشار أنه سيبقى يترقب ويساعد أبنائه المقبلين على اجتياز الامتحانات بكل ما يطلبونه وذلك حتى يكون قد أدى واجبه في التكفل بهم في مختلف الجوانب·