نفوق السلاحف بعد الأسماك بسد بني هارون بميلة أظهرت المعاينة الميدانية لمياه حوض سد بني هارون أن الأسماك التي نفقت وتم الإعلان عنها لم تكن وحدها التي لقيت هذا المصير بهذا السد وإنما تعدتها إلى نفوق السلاحف التي تعيش في مياهه ، كما أن مواقع النفوق بهذا السد لم تكن مقتصرة على تلك التي تم الاعلان عنها فقط بل تشمل مواقع أخرى وفي مقدمتها موقع المديوس ببلدية ميلة بمحاذاة الطريق الرابط بين هذه الأخيرة والقرارم قوقة حيث تظهر الأسماك الميتة طافية فوق سطح الماء عن بعد لمستعملي هذا الطريق. أما بخصوص نتائج التحاليل المخبرية المختلفة للعينات التي تم مثلما أفادت مصادرنا اقتطاعها وأخذها من قبل الوكالة الوطنية للموارد المائية من مياه سدي بني هارون وقروز ومن الأسماك التي نفقت فيهما فينتظر أن تظهر تباعا بداية من الغذ الأحد والى غاية أسبوعين على أبعد تقدير. وفي انتظار ظهور نتائج التحاليل سالفة الذكر كان يفترض على الأقل اشعار الصيادين لاسيما هواة الصيد عن طريق الصنارة بالتوقف فورا عن نشاطهم ،حيث بينت زيارتنا لعين المكان أن عددا من هؤلاء يحاولون فقط تجنب الأمكنة البارزة في هذا النفوق الذي نراه أصبح يتكرر كل سنة وهنا تطرح اشكالية أخرى عن مدى الاجراءات المتخذة لحماية مياه سدود الولاية ونوعيتها لوقف الاعتداءات علىà مصادرنا المائية .للإشارة سبق وأن تناولنا في أحد أعدادنا لشهر مارس الماضي قيام مجهولين برمي جثث لأبقار ميتة « الجيفة « على بعد أمتار قليلة من مياه سد بني هارون وفي جهتين متقابلتين الأولى بمنطقة المديوس ببلدية ميلة بمحاذاة الطريق الوطني الرابط بين ميلة والقرارم ،حيث تركت هياكل هذه الأبقار في العراء غير بعيد عن مياه السد لتنهشها الكلاب والذئاب وتفوح منها رائحة كريهة جدا تهدد سلامة وصحة الناس ناهيك عن تلويثها للبيئة و للمحيط . واليوم تتجه اصابع الاتهام الى الفلاحين الذين ينشطون على ضفاف مياه السد ويزرعون مختلف الخضر والفواكه دون أخذ بعين الأعتبار للحزام الأمني الضروري المحيط بمياه السدود والذي يفترض ترك أراضيه في شكل بور ثم يلجأون الى أستعمال مختلف المبيدات والأدوية الضارة للكائنات الحيوانية التي تعيش في مياه السدود وتؤدي الى نفوقها مباشرة بعد وصولها الى الماء . الاعتداءات لم تتوقف عند هذا الحد في غياب الردع بل أن بعض الناس يلقون بفضلاتهم الصلبة بمختلف أنواعها المنزلية منها وبقايا نشاطهم التجاري وفضلات ورشات الأشغال والبناءعلى ضفاف سد بني هارون دون أن يحاسبوا على ذلك.