لا يستبعد النجم الغاني السابق عبيدي بيلي أن يجد المنتخب الوطني متاعب كبيرة وصعوبات جمة لاجتياز عقبة نسور مالي، موضحا في حوار خص به النصر أن مهمة الخضر لن تكون سهلة، كونهم سيواجهون منافسا جريحا، سيرمي بكامل ثقله في المقابلة، ما يستوجب على الجزائريين توخي الحيطة والحذر، والتسلح بكثير من الإرادة كما قال قبل أن يحذر حليلوزيتش من رد فعل محتمل من جانب الماليين. من جهة أخرى لا يستبعد بيلي ظهورا موفقا لمنتخبنا الوطني، مشيدا بالوجه الطيب أمام رواندا، والقوة الذهنية للجزائريين المطالبين برأيه بالاستثمار في اللعب ببوركينافاسو للظفر بالنقاط الثلاث وتعزيز حظوظهم في التأهل لبقية تصفيات مونديال 2014. الجزائر تنتظرها مقابلة قوية في واغادوغو كيف تتوقعها؟ هي مواجهة صعبة وقوية بل تشكل امتحانا جادا للمنتخب الجزائري الذي سيخوض المباراة بأسبقية معنوية وفي مركز قوة. الخضر استعادوا في نظري هيبتهم و روحهم القتالية التي جسدتها انتفاضتهم أمام رواندا، ما يخول لهم فرض وجودهم وتحقيق ثاني انتصار لهم في هذه التصفيات. شخصيا لا أخشى على الأفناك في هذا اللقاء، لأنهم يملكون في نظري القدرة الكافية على رفع التحدي والعودة بنتيجة مطمئنة، شريطة التحلي بنفس الحماس والروح التضامنية. برأيك هل بإمكان الخضر تجاوز هذا المنعرج والإطاحة بنسور مالي؟ من منطلق تجربتي، لا أبالغ إن قلت بأن الجزائر، لن تفرط في فرصة اللعب بملعب 4 أوت بواغادوغو لإضافة ثاني انتصار في رصيدها، وهذا رغم إدراكي بأن المأمورية لن تكون سهلة. فهذا الملعب الذي كثيرا ما شكل عقدة على ما أعتقد للخضر ، لن يكون هذه المرة حجرة عثرة أمام الأفناك الذين بإمكانهم الصمود وتحدي كل العوائق. ومع ذلك، أرى بأن المنافس لن يستسلم، بل سيطرح جميع أوراقه في الساحة، لأن اللقاء يعد فرصة الحظ الأخير بالنسبة إليه، بمعنى آخر أن الخسارة تضعه خارج حسابات التأهل. لو نتحدث بلغة المنطق ألا ترى بأن عديد العوامل ستكون في صالح الجزائر؟ كما سبق وأن ذكرت، فإن الجزائر تملك أسبقية معنوية، وستخوض اللقاء بكامل طاقاتها دون غيابات، أضف إلى ذلك عامل الملعب المحايد، وهي كلها عوامل تصب في مصلحة الخضر، لكن كرة القدم ليست علوما دقيقة، لأن المنافس يملك بدوره أوراقا رابحة إضافية، وسيكون أمام خيارا واحدا وهو الفوز ولا شيء غيره، مما سيحفزه أكثر ويضاعف عليه درجة الضغط النفسي. لذلك على الجزائريين الأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل، خاصة وأن مالي منافس جريح ومطالب بالتدارك، رغم بعض الغيابات في صفوفه. لو كنت مكان حليلوزيتش كيف ستتعامل مع اللقاء؟ يجب وضع اللاعبين في حالة نفسية ملائمة والابتعاد عن الغرور بعد الفوز العريض ضد رواندا، لأن هذه الخصم لا يمكن القياس عليه. كما يجب الأخذ في الحسبان طبيعة المباراة والظروف المحيطة بها، مع حسن استغلال الطاقات وخبرة اللاعبين المحترفين. وإلى جانب ذلك، هناك نقطة أخرى وهي التحضير الجيد، البدني والنفسي والتكتيكي، الذي يشكل في تصوري عاملا مهما لتحقيق النتيجة المرجوة. الرأي العام الرياضي الجزائري منقسم حول خيارات حليلوزيتش، كيف ترى ذلك؟ شخصيا، أحبذ عدم التدخل في الشؤون الفنية للمدرب الوطني، وتركه يعمل وفق تصوراته المستقبلية. أعتقد بأن لغة الأرقام تبدو في صالح حليلوزيتش الذي نجح في كسب الرهان لحد الآن، ولو وسط مواقف متباينة حول طريقة عمله. ورغم أنني تفاجأت بوضعه خارج حساباته بعض الأسماء خاصة زياني، إلا أن مواصلته سياسة التشبيب وغربلة التعداد، قد تعود بالفائدة على الأفناك مستقبلا. ما هي الرسالة التي توجهها للأفناك؟ أن يضعوا الأرجل على الأرض، وأن لا ينساقوا وراء الغرور، لأن عملا كبيرا ينتظرهم من أجل بلوغ مستواهم الحقيقي الذي تتطلع إليه الجماهير الرياضية الجزائرية. لذلك أتمنى من صميم قلبي العودة بفوز من واغادوغو لمد خطوة معتبرة على درب التأهل وتثمين الاستفاقة.