سحب المكتب النقابي بمركب أرسيلور ميتال للحديد والصلب بعنابة ، أمس ، الثقة من الأمين العام الطاهر شاوش، وتم اختيار عضو المكتب النقابي السيد مراد بن جديد خلفا له على رأس نقابة الحجار، بعد أشهر من الغليان وسط الفروع النقابية ولجنة المساهمة بالمركب للمطالبة برحيل الأمين العام . قرار سحب الثقة حسب ما ذكره مصدر نقابي ل "النصر" جاء بعد اتهام القواعد العمالية للمجلس النقابي بقيادة الطاهر شاوش ، بالتواطؤ مع مدير الموارد البشرية فريديرك بايل، في إجهاض تطبيق مضامين اتفاقية الفروع الموقعة بين الفدرالية الوطنية لعمال التعدين وشركة تسيير مساهمات الدولة لقطاع الحديد والصلب، والمتعلقة أساسا بالزيادة في الأجر القاعدي بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 بالمائة وتحسين ظروف العمل والرفع من منحة الخطر والمردودية، بالإضافة إلى عدم تطبيق بنود الاتفاقية الجماعية التي أبرمت في وقت سابق ما بين النقابة المنقضية عهدتها وإدارة أرسيلور بقيادة فانسون لوغويك، فحواها دمج العمال المتعاقدين بشركات المناولة مع مطلع العام الجاري خلال شهر جانفي. كما طالب معارضو الأمين العام لنقابة في وقت سابق بإجراء جمعية عامة نقابية جديدة هدفها انتخاب أمين عام جديد، معتبرين الطاهر شاوش ، مواليا لأتباع منادي و الإدارة ولم يكن في مستوى تطلعات العمال لتحقيق المزيد من المكاسب. يحدث هذا في ظل المشاكل التي يعاني منها المركب وسط مناداة أطراف بتطبيق قانون الاستثمار الأجنبي، الذي يمّكن الحكومة من استرجاع أغلبية الأسهم بمركب الحديد والصلب وفقا لقاعدة 51 - 49 التي تضبط الاستثمار الأجنبي بالجزائر، وأخرى تدعو إلى تنفيذ مخطط الاستثمار بهدف نمو القدرة الإنتاجية للمركب من مادة الحديد، مع وجود الأصوات العمالية الغاضبة التي تدعو إلى الزيادة في الأجور، وتحسين ظروف العمل، في حين يسعى الشريك الأجنبي إلى التمسك بقوة باستثماراته في الجزائر والحفاظ على الاتفاقية الموقعة مع الحكومة والتي تسمح له بامتلاك 70 بالمائة من رأس مال مركب الحديد والصلب بالحجار، ومناجم الحديد بالونزة ولاية تبسة، كلها عوامل جرت المركب إلى الأزمة التي يتخبط فيها حاليا، حيث تشير الأرقام إلى عجز المركب عن تغطية احتياجات السوق الوطنية من مادة الحديد، حيث لا تتجاوز قدرته الإنتاجية 600 ألف طن، فيما يسعى الشريك الأجنبي للوصول إلى سقف 2.2 طن سنويا.