100 عائلة تعيش حياة بئيسة بمحمية أولاد سي انجاح تعيش أزيد من100 عائلة بالمنطقة المعروفة بمحمية أولاد سي انجاح على طول سهول ضفاف وادي ملاقو ببوحمامة غرب مقر عاصمة الولاية خنشلة بنحو 80 كلم حياة بدائية، وسط ظروف طبيعية قاسية .والغريب في الأمر أن هذه العائلات تنحدر كلها من شجرة واحدة أي من لقب واحد وهي عائلة خوشة التي تعيش في صمت وعزلة عن العالم الخارجي بإمكانات بدائية بسيطة خالية من أي مظهر من مظاهر حياة التمدن والتحضر. وهذا في ظل الصمت المطبق من قبل المسؤولين المحليين والمنتخبين على الرغم من عديد الشكاوى والمناشدات والمراسلات شفاهة وكتابة طالبوا من خلالها في كل مرة بحقهم في العيش الكريم وممارسة حياتهم الخاصة في ظل المقدرات والإمكانات الهائلة للجزائر المستقلة ،ولكن دون أن يلتفت إليهم أحد ولم يتقدم أي مسؤول بأية خطوة في سبيل رفع الغبن عنهم وفك طوق الحصار والتخلف والفقر والتهميش وحالة البداوة المضروبة عليهم منذ عقود . السكان استسلموا للأمر الواقع وسط هذا الحصار الخانق والعزلة التامة وتهاون وتقاعس المسؤولين عن أداء الحد الأدنى من واجباتهم إزاء التجمعات السكانية والعائلات المحرومة لم يستفيدوا من نعمة استخدام الكهرباء ولا تزال السلطات المعنية مصرة على حرمانهم منها رغم أن الخطوط لا تبعد عنهم سوى بأقل من 2 كيلومتر . وهي الطاقة التي تمكنهم من توسيع دائرة مزارعهم وبساتينهم وحماية أشجارهم من التفاح والرمان والتين والزيتون والمشمش وباقي أنواع وأصناف مختلف الفواكه التي تصل أو تزيد عن 80 ألف شجرة مثمرة ،فضلا عن أنواع الخضر يمكنهم مضاعفتها إذا ما من الله عليهم بربطهم بشبكة الكهرباء. السكان أيضا لا يزالون يواجهون أخطار المزيد من العزلة القاتلة أمام فساد المسالك وعدم تهيئتها وشقها نحو منطقتهم عند أعالي جبال وادي ملاقو على طول مسافة تزيد عن 10 كلم بما يمكنهم من فك الحصار عنهم وتمكينهم على الأقل من تسويق منتجاتهم الفلاحية لضمان تكفلهم الذاتي بحاجياتهم الضرورية لعيشهم حيث لا تزال صعبة أو مستحيلة الاستخدام والسير عبر المركبات مهما كانت قوتها واستحالة تنقلهم على ظهورالخيل والحمير أو حتى راجلين إلى المناطق الحضرية كمقر بلديات بابار وطامزة وششار وعين جربوع وخنشلة مقر عاصمة الولاية لجلب حاجتهم من المؤونة والوسائل والمستلزمات الضرورية الملحة بسبب سيول الأمطار التي تندفع عبر هذا الوادي في كل مرة وغالبا على حين غرو دون سابق إنذار والتي تجرف في كل مرة ما يتم إصلاحه وترميمه المتواضع من الجسور الصغيرة عند أكثر من مكان . أطفال هذه العائلات محرومون بدورهم من حق التعليم المكفول وطنيا لجميع أطفال الجزائر في أية نقطة عبر ربوع الوطن وأغلبهم لم تطأ قدمه باب المدرسة واندمج كغيره من السكان في حياة الجهل المطبق ،أما في الحالات الطارئة والحوادث والأمراض فإن السكان محرومون من أي مرفق صحي رسمي وهم مجبرون على الصبر وانتظارالشفاء دون طبيب أو دواء وغالبا ما يتفاقم المرض البسيط لدى بعضهم فيكون سببا في حدوث الوفاة أو الإعاقة المزمنة . السكان في ظل هذه الظروف المزرية ووسط حياة العزلة والحرمان والتهميش المفروضة عليهم يرفعون نداءهم ومناشدتهم إلى المسؤولين لوضع برامج تنموية لمنطقتهم على غرار بقية المداشر والقرى للخروج من العزلة والعيش في كرامة. من جهة أخرى يرى منتخبو بلدية بوحمامة أن هذا التجمع السكاني الذي يقع في منطقة صعبة التضاريس تم إدراجه من ضمن الأولويات الواجب تداركها من قبل المجلس الحالي وذلك من خلال إقامة تجمع للبناء الريفي ،الذي يتضمن مرافق عديدة ستمكنهم من الخروج من دائرة العزلة والحرمان ، فضلا عن وضع برامج إنمائية لإخراج المنطقة من العزلة.