لسنا بحاجة لرئاسيات مسبقة لأن بوتفليقة سيعود لمواصلة نشاطه بشكل طبيعي قريبا سياسيون يستغلون مرض الرئيس ورئاسيات2014 لإشعال الدخول الاجتماعي حذر أمس رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد من التهديدات الخارجية التي تستهدف البلاد وتسعى إلى تعريض أمنها للخطر ودعا جميع القوى السياسية إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية بتوحيد الصفوف في وجه كل هذه التحرشات. وقال محمد السعيد في ندوة صحفية نشطها في مقر حزبه بالعاصمة بأنه من الخطأ الاعتقاد أن الجزائر غير مستهدفة في إطار الاضطرابات التي تجري في بعض البلدان العربية، ودعا إلى ضرورة أخذ هذه التهديدات والتحرشات الخارجية على محمل الجد، والتحسب لها، وقال "علينا استيعاب درس الاعتداء على القاعدة الغازية بتقنتورين جيدا''، مؤكدا على إعطاء الأولوية لحماية أمن الحدود وتعزيز الوحدة الوطنية. ودعا محمد السعيد كل التيارات السياسية إلى وضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار وحملها مسؤولية تعزيز الوحدة الوطنية من خلال '' الوقوف صفا واحدا بل وكرجل واحد في وجه التهديدات الخارجية''، مؤكدا بأن الوحدة الوطنية كفيلة بحماية الأمة من كل الأخطار و التهديدات. من جهة أخرى اتهم رئيس حزب الحرية و العدالة، أطرافا سياسية بمحاولة استغلال مرض الرئيس بوتفليقة و رئاسيات 2014، لإشغال فتيل الدخول الاجتماعي، بحثا عن مواقع سياسية أو إعلامية، رغم أن الدخول الاجتماعي لهذا العام لا يختلف – كما قال - عن الأعوام السابقة، مقرا في ذات السياق بشرعية المطالب المرفوعة وقال '' ما تعرفه الجزائر من احتجاجات أمر طبيعي ككل سنة نظرا لبقاء مشاكل عالقة '' وقال '' إن هناك أطراف سياسية تعمل على استغلال مرض الرئيس بوتفليقة و الرئاسيات المقبلة وأيضا المشاكل الاجتماعية بحثا عن التموقع في الساحة السياسية أو عن التواجد ولو إعلاميا فقط وقال أنه لا يقصد أبدا بكلامه هذا التشكيك في شرعية مطالب الجزائريين. وفي رده عن سؤال حول مطالبة بعض الأحزاب بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة بسبب مرض الرئيس بوتفليقة أكد محمد السعيد بأن الجزائر ليست بحاجة إلى رئاسيات مسبقة باعتبار انه لم يعد يفصلنا عن الموعد الرسمي لتنظيم استحقاق الرئاسيات سوى أشهر معدودات لا غير، خاصة وأن مرض الرئيس – كما قال - لم يعطل شؤون الدولة، وقال '' إن الحكومة تعمل بشكل طبيعي و تجتمع كل يوم أربعاء من كل أسبوع ولا يوجد أي ارتخاء في عملها، وأكد بأنه كعضو في الحكومة لا يرى أي خلل في غياب الرئيس وتأخر اجتماع مجلس الوزراء مشيرا إلى أن مرض الرئيس أمر طبيعي، و كل المؤشرات تؤكد انه سيعود لمزاولة مهامه في القريب''، مضيفا '' إن رئيس الجمهورية استأنف نشاطه وقد استقبل قبل يومين الوزير الأول وندعو الله ان يعجل بشفائه التام لمواصلة قيادة البلاد وهذه الأُمنية قريبة التحقيق''. و في رده عن سؤال متعلق بتصريح سابق للوزير الأول عبد المالك سلال قال فيه أن الجزائر ليست في حاجة إلى اجتماع مجلس الوزراء في هذه الفترة، قال رئيس حزب الحرية والعدالة '' إن كلام الوزير الأول أخرج من سياقه، لأن ما كان يقصده سلال هو أن الحكومة تشتغل و كل مشاريع القوانين تم تحويلها إلى رئيس الجمهورية و هو حر في استدعاء مجلس الوزراء متى شاء. وفي تطرقه إلى موضوع الرئاسيات القادمة قال محمد السعيد أن المؤتمر الاستثنائي لحزبه المقرر نهاية العام الجاري وحده من له حق الفصل في هذا الأمر وهو الذي سيحدد الصيغة التي يشارك بها في الرئاسيات، سواء بالاتفاق مع باق الأطراف السياسية على مرشح توافق وطني أو دعم الرئيس بوتفليقة إن ترشح لعهدة رابعة، كما أكد بأن ترشحه شخصيا لعهدة أخرى على رأس الحزب متروك للمناضلين، رغم أنه كان قد أعرب – كما قال - عن رغبته عن ترك الفرصة للآخرين. وعن سؤال حول موقفه من مكافحة الفساد، و متابعة وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل في قضية سوناطراك، دعا محمد السعيد إلى محاسبة جميع من عبث بالمال العام أو من خان ثقة الشعب مهما كانت مناصبهم، لكنه أكد بالمقابل على ضرورة حماية الإطارات النزيهة التي عملت مع المرتشين أو ناهبي المال العام. وفي حديثه على الشأن الداخلي للحزب، أكد ذات المتحدث أن '' الشغل الشاغل على الصعيد الحزبي هو عملية بناء الحزب على المستويين المركزي والمحلي باستقطاب المزيد من الراغبين في العمل الحزبي ممن تتوفر فيهم مقاييس النزاهة والكفاءة والالتزام ونكران الذات'' واعدا بالسعي والحرص على انتخاب قيادة جديدة خلال المؤتمر الاستثنائي المقبل تعمل على تحديد مكانة الحزب و إعادة الاعتبار للعمل الديمقراطي. وفي هذا السياق دعا المتحدث مناضلي وإطارات حزبه لمواصلة النضال السياسي وعدم الاستسلام لليأس، لأن التغيير – يضيف – عملية طويلة النفس تحتاج إلى المثابرة والصبر'' ودعا إلى الإدراك أيضا بان طريق الإصلاح والتغيير السلمي طريق واحد وهو العمل السياسي والنضال السياسي والتوافق السياسي بين مختلف الفئات والقناعات والمصالح'' مؤكدا بأن كل الصعوبات الموجودة في الطريق '' لن تثنينا عن قناعاتنا بضرورة الاستمرار لإنجاز التغيير السلمي التدريجي باعتباره حتمية يفرضها مستوى تطور المجتمع ومنطق العصر.''أما على الصعيد الخارجي فأعرب محمد السعيد عن رفض حزبه للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا ووصفه بالعدوان وقال أن ذلك سيضعف القضية الفلسطينية.