تقديم مرشح عن المعارضة للرئاسيات خيارنا الأول ولا نريد مرشحا مفروضا للتزكية شكك الأمين العام لحركة النهضة، في الحجج التي قدمتها إدارة مركب خمسة جويلية الاولمبي لتبرير قرار إلغاء حجز القاعة نهاية الأسبوع الجاري لاحتضان مؤتمر الحزب، وقال فاتح ربيعي خلال ندوة صحفية عقدها أمس، بمقر الحزب، بأنه حصل على موافقة أولية من إدارة المركب ووزارة الشباب والرياضة على منح القاعة البيضاوية لعقد المؤتمر، قبل أن تتراجع الإدارة وتقرر إلغاء الترخيص، ما اضطر بقيادة الحزب إلى تأجيل عقده إلى منتصف نوفمبر المقبل في زرالدة. وبررت إدارة المركب الاولمبي موقفها، بضرورة إخضاع القاعة لأعمال صيانة وترميمات لتكون جاهزة لاحتضان الكأس الإفريقية لكرة اليد. واعتبر ربيعي، بان قرار عدم المنح يعد "سابقة خطيرة ، وينم عن عدم احترام للطبقة السياسية، مشيرا بان من خلال هذا التصرف تظهر الإدارة بأنها "تفتح الباب أمام من تشاء وتغلقه على ما تشاء"، نافيا أن يؤدى قرار تأجيل موعد المؤتمر إلى تعطيل شؤون الحزب، موضحا بان مؤسسات الحركة تعمل بشكل عادي بما في ذلك مجلس الشورى. وبدى ربيعي، غير مقتنع بالحجج التي منحتها الإدارة، وقال بأنه حضر عدة لقاءات احتضنتها القاعة البيضاوية "ولم تكن فيها أضرار كبيرة" نجمت عن المياه التي تسربت إلى داخل القاعة خلال الأمطار التي شهدتها العاصمة شهر جوان الماضي، وتساءل عن خلفيات عدم إبلاغ الحركة بهذا القرار قبل فترة وانتظار الإدارة إلى قرب موعد المؤتمر لإبلاغ الحركة، ما تسبب في مشاكل بسبب الحجوزات التي تمت على مستوى الفنادق لإيواء المشاركين البالغ عددهم 1200 مشاركا من داخل وخارج الوطن. وأضاف قائلا "أتمنى أن يكون الأمر مجرد خطأ وليست له أغراض سياسية غير معلنة". ولمح فاتح ربيعي، إلى إمكانية انسحابه من منصبه خلال المؤتمر المقبل، وربط ذلك بوجود مسؤول يترشح لشغل المنصب، وقال في رده على سؤال بهذا الخصوص، بان حركة النهضة تزخر بإطارات وكفاءات، مضيفا بأنه يدعم مبدأ الانتقال السلس للمسؤوليات والمناصب داخل الحركة بعيدا عن الخلافات والصراعات، وأضاف قائلا "أتمنى أن يكون غيري مرشحا لمنصب الأمين العام". ونفى ربيعي، أن يكون تراجع "صوت الإسلاميين في الشارع" هذه الأيام بسبب ما يحدث في العالم العربي من تراجع للقوى الإسلامية التي صعدت إلى الحكم في كل من مصر وتونس، وقال بان الإسلاميين كغيرهم من الأحزاب "كانوا في راحة"، وتوقع ربيعي، أن يكون للإسلاميين دورا حاسما في هذه الانتخابات، وأشار بان التيار الإسلامي متجذر ويستمد أطروحاته من عمق الشعب، وتوقع أن تكون للتيار الإسلامي كلمة في رئاسيات 2014، ان جرت في شفافية، مؤكدا بان التيار الإسلامي في الجزائر، مستعدا للتعامل مع الجميع ولن يقصى أي طيف من الأطياف السياسية الأخرى في حال وصوله إلى الحكم. وتطرق ربيعي، لملف رئاسيات 2014، وقال بان حركته تدرس عدة خيارات مبنية على طريقة إدارة السلطة لهذا الموعد الانتخابي، مضيفا بان حركة النهضة يمكنها الدخول بمفردها أو مع أحزاب أخرى في إطار تحالف، أو مقاطعة الرئاسيات، داعيا إلى توفير الجو المناسب لضمان نزاهة هذه الانتخابات، وقال "ما يهمنا هو أن تبتعد الإدارة عن تنظيم الرئاسيات وتمنح هذه الصلاحية لهيئة مستقلة عن السلطة". مؤكدا على ضرورة فسح المجال أمام الشعب ليقول كلمته، متمنيا أن لا يفرض على الأحزاب تزكية مرشح إجماع. ونفى ربيعي، وجود أي اتفاق بين الأحزاب المنضوية تحت لواء "أحزاب حماية الذاكرة" حول مرشح موحد للرئاسيات، موضحا بان هذه الأحزاب لا زالت تتواصل فيها بينها، وقال بان المشاورات السياسية مستمرة في إطار التكتل الأخضر، ومع أحزاب أخرى لها توجهات سياسية أخرى، وأكد بان حزبه يدعم فكرة تقديم مرشح واحد يمثل المعارضة في الانتخابات الرئاسية، وهو الخيار الأول ضمن الخيارات التي وضعتها الحركة، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق مع المعارضة، سيتم البحث عن مرشح موحد بين الإسلاميين أو مع الأحزاب المشكلة للتحالف الأخضر، مضيفا بان الحسم في هذه الخيارات سيتم بعد اتضاح الصورة بالنسبة للرئاسيات. وجدد ربيعي دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات الرئاسية، تتولى صياغة الدستور الجديد، ليكون دستورا توافقيا بين كل الأطياف ومحل إجماع كل القوى الفاعلة في البلاد، قبل تعديل القوانين الأخرى التي اقترحها الرئيس في إطار حزمة الإصلاحات السياسية المعلن عنها في 2011، ومنها قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام والبلدية والولاية، وشكك ربيعي في قدرة اللجنة التقنية المكلفة بدراسة التعديلات الدستورية، في التوصل إلى دستور يحظى بالإجماع. أنيس نواري