وات المارينز الخاصة تعتقل قياديا ليبيا في القاعدة من منزله بطرابلس نفذت مجموعة من قوات النخبة في سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" فجر أمس الأول عملية للقبض على قيادي في تنظيم القاعدة ابو أنس الليبي المتهم بالمشاركة في عمليات استهداف السفارتين الأمريكيتين في نيروبي بكينيا و دار السلام بتنزانيا سنة 1998 و في تدبير هجمات 11 سبتمبر، و أثارت العملية العسكرية سخط السلطات في لبييا التي لم تكن على علم مطلقا بما يقوم به جنود فرقة "سيلز" في العاصمة الليبية طرابلس و طالبت الحكومة الليبية من واشنطن تقديم تفسيرات عن الموضوع. و تخشى الحكومة الليبية رد فعل عنيف من الإسلاميين فسارعت إلى طلب توضيح من الولاياتالمتحدةالأمريكية لما وصفته "باختطاف" أحد مواطنيها. بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس من قمة دول "أبيك" في أندونيسيا إن العمليتين العسكريتين اللتين نفذتهما الولاياتالمتحدة في ليبيا والصومال و أسفرتا عن إلقاء القبض على إسلامي مطلوب لضلوعه في تفجير سفارتها في نيروبي قبل 15 عاما يظهر تصميم واشنطن على ملاحقة قادة تنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن القوات الأمريكية ألقت القبض على نزيه الرقيعي الذي يشتهر باسم أبو أنس الليبي فجر السبت في العاصمة الليبية طرابلس. و اضافت أنه جرى تنفيذ هجوم بحري على ميناء براوة الصومالي معقل حركة الشباب الإسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على مركز تجاري كيني الشهر الماضي ولكنها لم تنجح في قتل أو اعتقال الشخص المطلوب. وقال كيري خلال زيارة لجزيرة بالي الاندونيسية "نأمل أن يظهر ذلك أن الولاياتالمتحدة لن تتوقف أبدا عن بذل جهودها الرامية لمحاسبة منفذي الأعمال الإرهابية". وأضاف "أعضاء القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية يستطيعون الهرب ولكن لا يمكنهم الاختباء، سنواصل مطاردة هؤلاء لتقديمهم الى العدالة". وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات الخاصة التابعة للبحرية هي التي نفذت عملية الصومال وقتلت مقاتلين من حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة دون أن تمنى بأي خسائر بشرية. وقالت الشرطة الصومالية إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم في العملية. وقال رئيس الوزراء الصومالي عبدي فرح شيردون ردا على سؤال بخصوص مشاركة حكومته في العملية الأمريكية "نتعاون مع العالم والدول المجاورة في المعركة ضد حركة الشباب". بينما قال المتحدث باسم حركة الشباب الشيخ عبد العزيز أبو مصعب أن "زعم الولاياتالمتحدة أن مسؤولا رفيعا في الشباب كان في المنزل غير صحيح. لم يكن هناك مسؤول رفيع في المنزل". ومضى يقول "كان مقاتلون عاديون يعيشون في المنزل وصدوا الهجوم بشجاعة وطاردوا المهاجمين. الحكومة الصومالية المرتدة لا تمثل شيئا في الصومال. لم يطلب منهم أحد الاذن لتنفيذ الهجوم". وفي طرابلس يبدو أن العملية التي نفذت بدون إراقة دماء للقبض على الليبي أثناء عودته إلى منزله من صلاة الفجر في مسجد بالعاصمة الليبية ربما تمت بقدر من التعاون مع الحكومة الليبية رغم أن هذه الحكومة أصدرت بيانا ينفي ذلك في ظل ما تواجهه من غضب الميليشيات الإسلامية. وقال مكتب رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في بيان "تتابع الحكومة المؤقتة الأنباء المتعلقة باختطاف أحد المواطنين الليبيين المطلوب لدى سلطات الولاياتالمتحدةالأمريكية بزعم علاقته بتفجيرات السفارة الأمريكية بنيروبي ودار السلام منذ سنوات".وأضاف البيان "منذ سماع النبأ تواصلت الحكومة الليبية مع السلطات الأمريكية وطلبت منها تقديم توضيحات في هذا الشأن".ويواجه الرقيعي المعروف في الأوساط الجهادية بكنية أبو انس الليبي و هو في التاسعة والأربعين من عمره - اتهامات في الولاياتالمتحدة بالضلوع في تفجيري السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 مما أسفر عن مقتل 224 شخصا.وقال جورج ليتل المتحدث باسم البنتاغون "نتيجة لعملية أمريكية لمكافحة الإرهاب يحتجز الجيش الأمريكي أبو أنس الليبي بشكل قانوني في مكان آمن خارج ليبيا". ولم يذكر المزيد من التفاصيل.وقالت مصادر من الميليشيات الليبية وأحد جيران المعني إن إلقاء القبض على الليبي تم بصورة سلسة على ما يبدو. وقال جار للرقيعي لم يذكر اسمه "عندما كنت أهم بفتح باب منزلي رأيت مجموعة سيارات تنطلق بسرعة من اتجاه المنزل الذي يعيش فيه الرقيعي. دهشت لهذه الحركة في الصباح الباكر. خطفوه. لا نعرف من هم". وذكر عبد الباسط هارون القيادي السابق في ميليشيا إسلامية والذي يتعاون مع الحكومة الليبية في التعامل مع الوضع الأمني أن العملية الأمريكية تظهر أن ليبيا ليست مأوى للإرهابيين الدوليين. ولكنه عبر لوكالة رويترز إنه لأمر بالغ السوء ألا تكون هناك مؤسسة من مؤسسات الدولة لديها أدنى قدر من المعلومات عن هذه العملية أو يكون لديها قوة قادرة على القبض عليه. وأضاف أن ما يعنيه ذلك ببساطة هو أنه لا وجود للدولة الليبية. وحذر هارون من أن الإسلاميين المتشددين بمن فيهم أولئك الذين ألقيت عليهم مسؤولية الهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في بنغازي قبل عام سيردون بقوة، وأشار إلى أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام وإنه سيكون هناك رد قوي للانتقام نظرا لأنه واحد من أهم شخصيات تنظيم القاعدة.