المنظومة التشريعية لقطاع الصحة لم تتجدد منذ عهد الحزب الواحد أعلن وزير الصحة عبد المالك بوضياف أمس عن بدء المشاورات مع النقابات والشركاء الاجتماعيين وخبراء لإصلاح النظام الصحي في الجزائر، بداية من العشرين نوفمبر الجاري، كما وعد بمعالجة أزمة نقص الأدوية و تقليص فترة انتظار مرضى السرطان لتلقي العلاج الكيماوي و الإشعاعي. وأفاد الوزير في المجلس الشعبي الوطني، أن المشاورات التي ستكون مفتوحة للصحافة ، تنخرط ضمن عمل ممنهج لإيجاد الحلول للقطاع . لافتا أنه يؤمن بالعمل مع الشريك الاجتماعي. وأشار إلى إطلاق عملية تفكير و إصلاح المنظومة التشريعية لقطاع الصحة و التي لم تتجدد حسب قوله منذ فترة الحزب الواحد. وأعلن الوزير عن وضع خارطة طريق لإصلاح القطاع الصحي في الجزائر، تسبق بعمليات استعجالية على المدى القريب، تتضمن توفير الأدوية وتشكيل مخزون، و معالجة الاختلال في طلب الأدوية من قبل المصالح الصحية عبر الولايات أي تحسين عمليات توزيع الأدوية و الأمصال واللقاحات، وقال" نحن نعمل على تحسين تسيير المواد الصيدلانية بشكل أمثل وأحسن". و تتضمن الخطة أيضا التوقيع على عقود شراكة مع القطاع الخاص و المستشفيات العسكرية، و توأمة مستشفيات في ولايات الجنوب و نظيرتها في الشمال، و إدخال تكنولوجيات التطبيب عن بعد، و توجيه الأطباء الأخصائيين إلى مناطق الهضاب والجنوب، و جرى بهذا الخصوص عدم فتح أي مناصب مالية في 17 ولاية شمالية، لتوجيه المتخصصين لطلب وظائف في مناطق الهضاب والجنوب التي تعاني نقصا، لافتا أن نقص الأطباء الخصوصيين شكوى تكررت خلال المقابلات التي جمعت الوزير الأول بالمواطنين في الولايات. و تضم الخطة المستعجلة النهوض بقسم الصيانة في المستشفيات، و إصلاح وإعادة تشغيل الأجهزة التي تعرضت للعطب، و يجري لهذا الغرض تنصيب الوكالة الوطنية للتجهيز في قطاع الصحة ، التي ستتكفل أيضا بعمليات الصيانة، و كشف عن الشروع في إحصاء المعدات المعطلة أو الجديدة التي لم يتم تشغيلها، و أشار الوزير انه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد الإصابات بداء السرطان، الذي يفتك بآلاف الجزائريين، وقال أن المصالح الطبية بدأت في تطهير قوائم المصابين، للتعرف على العدد الحقيقي للحالات المرضية، ثم استطرد أن دخول وحدات جديدة للمعالجة بسطيف و قسنطينة، من شأنه تقليص فترة المرض للحصول على علاج الإشعاعي أو الكيماوي إلى شهرين و ربما 15 يوما. وابرز أن الأدوية التي توفر لعلاج مرضى السرطان في الجزائر هي نفسها التي توفر لعلاج المصابين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعترف الوزير بصعوبة التحدي، وقال "أكون غير موضوعي إن قلت أن علاج مشاكل القطاع سيتم في وقت قياسي".