دخلاء ألهبوا الأسعار وأجانب أغرقوا السوق بأموال مشبوهة كشف يوسف غمري رئيس جمعية مُكيفي ومُصدري التمور لولاية بسكرة أول أمس أنّ السوق الداخلي للتمور عرف هذا الموسم بروز ظاهرة خطيرة وغير مسبوقة حسب وصفه تتمثل في إغراقه من قبل أشخاص أجانب بأموال مجهولة المصدر تسبّبت في مضاعفة أسعار التمور بالجملة ، حيث عرفت هذه الأخيرة ارتفاعا جنونيا بلغ هذه الأيام حسبه حد 500 دج للكلغ . تساءل المتحدث في ندوة صحفية عقدت مساء أول أمس بمقر كنفدرالية أرباب العمل عن الأطراف المستفيدة من حالة الفوضى التي يعرفها سوق التمور والتي استشرت بفعل نشاط مجموعة من "الدخلاء" حسب وصفه . هؤلاء كما أضاف ينتهزون الفرص لإلحاق الضرر المالي بكافة الأطراف المشكلة لسوق التمور بداية من المنتج وهو الفلاح وصولا إلى المستهلك ومرورا بجميع الوسطاء في هذه العملية التي أصبحت تدر أموالا طائلة في جيوب فئة يطلق عليها تسمية " البزناسية" وهي فئة تضارب بالأسعار لتحقيق الربح على حساب بقية الأطراف. كما تطرق المتحدث لبروز ظاهرة قدوم أجانب يقومون بمفردهم أو بمساعدة جزائريين بالتنقل إلى واحات النخيل والوصول مباشرة للفلاحين والشروع في تقديم عروض مغرية حيث يعرضون عليهم شراء غلة التمور كاملة بأسعار باهضة لم يكن الفلاحون في حد ذاتهم يتوقعونها . هذه الظاهرة وزيادة على كونها تمس بالسيادة الوطنية كما قال فإنها تسببت في إغراق سوق التمور بأموال مجهولة المصدر . ما جعله يحاول البحث عن تفسير لها كما قال متسائلا هل هذه الظاهرة هي عملية مضاربة غير مسبوقة وصلت حد مضاعفة أسعار الجملة عدة مرات دفعة واحدة أم أنها تمثل وجها من أوجه عمليات تبييض الأموال . وفي هذا الصدد تساءل منشط الندوة الصحفية عن غياب الرقابة حول هذه الأنشطة المشبوهة وتحركات أشخاص أجانب داخل الأسواق المحلية للتمور. وفي سياق متصل انتقد رئيس جمعية مصدري التمور توجه غرفة التجارة والصناعة ببسكرة إلى إبرام اتفاقية يتم بموجبها تصدير 120 ألف طن من التمور نحو اندونيسيا ، وقال بأن تصدير هذه الكمية الضخمة يعد أمرا مستحيلا في الوقت الحالي بالنظر لعدة عوامل من أهمها ضعف الهياكل اللوجستية المساعدة علي التصدير وعدم مردودية السوق الاندونيسي الذي ستصله التمور الجزائرية بأسعار باهضة لا تتحملها القدرة الشرائية لمواطني هذا البلد . وأضاف المصدر بأن الحديث عن تصدير هذه الكمية الهائلة من التمور ساهم في رفع أسعار التمور في أسواق الجملة نتيجة لتفضيل أغلب الفلاحين تخزين محصولهم من التمور في غرف التبريد على بيعها في الوقت الحالي وذلك في انتظار ارتفاع أسعارها أكثر . ودعا المتحدث في هذا الصدد إلى احترام مهنة مصدري التمور وعدم الحديث باسمها من قبل أطراف لا تمثلها..