الجزائر تستبعد فتح الحدود وتطالب المغرب بوقف استفزازاته لتطبيع العلاقات أكد سفير الجزائر بالمملكة المتحدة عمار عبة، أن فتح الحدود مع المغرب مرتبط بتطور العلاقات بين البلدين في مناخ «هادئ»، مضيفا بأن تحسين العلاقات بين الجزائر و المغرب متوقف على توفير مناخ إيجابي، وتأسف على الاعتداء على قنصلية الجزائر بالدار البيضاء، واعتبر بأن هذا الحادث «لا يساهم في خلق ذلك المناخ». وفي إشارة تؤكد استمرار استفزازات المخزن، أدانت المحكمة الشاب الذي اقتحم القنصلية بعقوبة الحبس لشهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية. اعتبر سفير الجزائر بالمملكة المتحدة عمار عبة يوم الأربعاء أن تحسين العلاقات بين الجزائر و المغرب متوقف على توفير مناخ ايجابي و أن الاعتداء على قنصلية الجزائر بالدار البيضاء لا يساهم مع الأسف في خلق ذلك المناخ. وجاء ذلك في إطار مائدة مستديرة حول «العلاقات بين المغرب العربي و الاتحاد الأوربي: تحديات و آفاق» نظمها الملتقى العالمي للدبلوماسية و التي خصصت جزء من النقاش للعلاقات الجزائرية المغربية. و قد فند الدبلوماسي الجزائري الطابع الثنائي لنزاع الصحراء الغربية مذكرا بأن المغرب و جبهة البوليساريو قد تم تحديدهما بوضوح ومنذ زمن بعيد من طرف مجلس الأمن الدولي على أنهما طرفا النزاع. كما ذكر بأن نزاع الصحراء الغربية سابق لتأسيس اتحاد المغرب العربي سنة 1989 حيث أن القادة المغاربة اعتبروا حينها أن النزاع لا يشكل عائقا أمام بناء الصرح المغاربي. واستبعد الدبلوماسي الجزائري ضمنيا إمكانية فتح الحدود المغلقة بين البلدين في القريب العاجل، واعتبر عبة أن غلق الحدود ليس «أمرا عاديا» واشترط «تسوية الخلافات الثنائية من أجل إعادة فتحها» ملحا على ضرورة أن «تتطور العلاقات الثنائية في مناخ «إيجابي» و «هادئ». و ذكر بهذا الخصوص أن الجزائر اقترحت منهجية عمل حول المسألة تنص على تبادل زيارات وزارية. التصعيد المغربي ضد الجزائر جاء بقرار من الملك وفي أول اعتراف ضمني لمسؤول مغربي حول الجهة التي تقف وراء الحملة الإعلامية والسياسية الشعواء ضد الجزائر، كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السابق سعد الدين العثماني، أن «القرارات الاستراتيجية لا يمكن أن يتخذها إلا الملك، لأنها تتجاوز الوزير والحكومة، وهي قرارات كبرى تؤثر على مسار الدولة، ولا يمكن أن يتخذها إلا رئيس الدولة كما في جميع دول العالم»، قبل أن يستدرك بأن «هذا لا يمنع أن تكون هناك صلاحيات كثيرة للوزراء فيما يتعلق بالقرارات تحت استراتيجية».واعترف العثماني في لقاء له بمركز الدراسات الإفريقية بالرباط، بمناسبة المائدة المستديرة التي نظمها المجلس المغربي للشؤون الخارجية. بان المغرب يقايض استثماراته في دول افريقية مقابل مواقف سياسية لصالح المخزن، وأوضح وزير الخارجية السابق أن المغرب يستثمر في ثلاثين دولة إفريقية، مقابل سحب الاعتراف من الجمهورية العربية الصحراوية، وقال بأن «تطوير العلاقات مع هذه الدول أدى إلى دخول المغرب في مفاوضات معها لسحب الاعتراف». ويعد هذا أول اعتراف لمسؤول مغربي تقلد منصب وزاري رفيع، بوقوف ملك المغرب محمد السادس وراء الحملة الإعلامية والسياسية التي شنتها أطراف مغربية ضد الجزائر، ولم تكن رسالة الرئيس بوتفليقة في قمة ابوجا والتي ذكر خلالها بمواقف الجزائر الدائم حول ملف الصحراء الغربية، سوى ذريعة تحجج بها المغرب لإطلاق العنان لسياسيين وإعلاميين لاستهداف الجزائر ورموزها، ووصل الأمر إلى حد تمزيق العلم الوطني يوم الفاتح نوفمبر الماضي عندما كان الجزائريون يحيون ذكرى اندلاع الثورة المجيدة وفي سياق متصل، أصدرت، مساء الخميس، محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حكما على "حميد النعناع"، عضو جمعية الشباب الملكي، بعقوبة الحبس لشهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 250 درهم (22 أورو)، في قضية اقتحامه للقنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وتدنيس الراية الوطنية، وكرس القضاء المغربي، الفعل المنعزل حول هذه الحادثة لإبعاد الشبهات عن نظام المخزن في تدبير هذا الانتهاك الصارخ لرمز من رموز الجزائر وتعدي على المواثيق الدولية التي تفرض على الدول حماية السفارات والممثليات الدبلوماسية. وقام هذا الشاب في الأول من نوفمبر، وبينما كانت الجزائر تحتفل بذكرى اندلاع الثورة التحريرية، على هامش وقفة احتجاجية أمام القنصلية الجزائرية بتسلق جدار القنصلية ومزق العلم الجزائري. وانتشر فيديو للواقعة على نطاق واسع في مختلف المواقع الإخبارية المغربية، ما أثار غضب الجزائر التي طالبت الرباط ب»محاكمة المعتدين على سيادتها» وإشراكها في التحقيق، ورفضت الجزائر فكرة «العمل المعزول» وشكك وزير الخارجية رمطان لعمامرة في الرواية الرسمية المغربية. وخلال محاكمته اعترف المتهم بالوقائع المنسوبة إليه وأوضح أنه تصرف من باب «الوطنية» «للدفاع عن حوزة أراضي المغرب» في إشارة إلى الصحراء الغربية. إلا أن تعامل القضاء المغربي مع القضية، اظهر منذ البداية وجود نية لإبعاد الشبهة عن النظام المغربي، وبدأ ذلك بإطلاق الشاب المغربي الذي اقتحم القنصلية. ما يعزز الشكوك التي أبدتها الجزائر بخصوص القضية التي شكلت سابقة خطيرة من دولة ظل سكان حدودها الشرقية يقتسمون مع الجزائريين الخبز والوقود، ويغرقون الجزائر بأطنان المخدرات