مقتل 12 من رجال الشرطة في تفجير سيارة مفخخة بالمنصورة قتل 12 من رجال الشرطة و مدني واحد كما أصيب أكثر من 100 آخرين أمس في انفجار سيارة مفخخة في محيط مديرية أمن مدينة المنصورة بدلتا النيل، في اعتداء اعتبر رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أنه يستهدف عرقلة خارطة الطريق. و اتهم الببلاوي جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية و هو ما فسره البعض بتحميلها المسؤولية عن التفجير، لكنه تراجع عن ذلك في وقت لاحق، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن المتحدث باسم رئاسة الوزراء شريف شوقي أن رئيس الوزراء «أعلن جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية». إلا أن الوكالة عادت في وقت لاحق وبثت تصريحا آخر للببلاوي لا يتضمن أي اتهام مباشر لجماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء الاعتداء. وأكد الببلاوي في هذا التصريح الأخير أن الانفجار «عمل ارهابي بشع الغرض منه ترويع الشعب حتى لا يستكمل طريقه في تنفيذ خارطة الطريق»، كما يستهدف «القضاء على الاستقرار وعلى إرساء الديموقراطية».وفي رد فعل فوري على التصريح الأول للببلاوي، قالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان أنه «ليس من المستغرب أن يقرر الببلاوي، دمية الطغمة العسكرية، إستغلال دم المصريين الأبرياء للإدلاء بتصريحات نارية الغرض منها إثارة مزيد من العنف والفوضى وعدم الاستقرار».و أكدت الجماعة أنها «تدين بأشد العبارات الهجوم على مديرية الأمن في المنصورة» مضيفة أنها «تعتبر هذا العمل بمثابة هجوم مباشر على وحدة الشعب المصري».وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان كذلك أنها «لن تسمح للإرهاب الاسود والقائمين عليه بتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل». وجاء هذا الانفجار وهو واحد من أكثر الاعتداءات دموية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي ، قبل ثلاثة أسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 جانفي المقبل.ويعد الاستفتاء الخطوة الأولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الأشهر الستة المقبلة.وأكد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم بعد ظهرأمس أن هذا التفجير «هو محاولة لإرهاب الناس من أجل عدم الذهاب للمشاركة في الاستفتاء ولكني أطمئنهم أنه سيتم تأمين كل لجان الاستفتاء بقوات من الجيش والشرطة».ووقع التفجير بعد منتصف الليل بساعة بتوقيت القاهرة وتسبب في انهيار واجهة مبنى المديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة من بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد وتحطم أكثر من 20 سيارة تابعة للشرطة ومملوكة لمواطنين يقطنون بجوار مديرية الأمن. وقال مسؤولون امنيون ان التفجير تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات. و أفادت مصادر أمنية أن اللواء سامي الميهي مدير أمن محافظة الدقهلية أصيب في الانفجار الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترا وأدى الى انهيار جزء من مبنى مديرية أمن الدقهلية، بحسب المسؤولين الأمنيين. وشيعت عصرا جثامين ضحايا الانفجار من مسجد النصر أكبر مساجد المنصورة وشارك في الجنازة عدة آلاف من أهالي المدينة الذين رفعوا أعلام مصر وصور الرجل القوي في البلاد وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي كما رددوا هتافات ضد جماعة الاخوان من بينها "الشعب يريد إعدام الإخوان» و»لا اله الا الله الإخوان أعداء الله». وصباح أمس زار وزير الداخلية موقع التفجير ومصابي الشرطة الذين نقلوا الى مستشفى المنصورة العام حيث أكد في تصريح للصحافيين أن «مثل هذا الحادث لن يرهبنا بل سيزيدنا اصرارا على مقاومتهم». وكانت جماعة الاخوان أعلنت الأسبوع الماضي مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وقال حمزة الفروي المتحدث باسم «تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب» الذي يقوده الاخوان «إننا نرفض أي اقتراع تحت الحكم العسكري». و تتعرض قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الاسلامي لهجمات اسفرت عن سقوط اكثر من 100 قتيل من الجنود ورجال الامن.وتعلن بانتظام مجموعات جهادية، بعضها مرتبط بالقاعدة، مسؤوليتها عن هجمات على الجيش والشرطة. وأكد الجيش المصري قبل يومين أنه قتل 184 «ارهابيا» منذ أوت الفائت في شمال شبه جزيرة سيناء حيث صارت الهجمات على قوات الأمن شبه يومية.