عدد كبير من المناصب الشاغرة بالوظيف العمومي والأولوية لأصحاب عقود ما قبل التشغيل لن نسمح بأن يهدد سوء التفاهم و اختلاف و جهات النظر استقرار و أمن الجزائر كشف أمس الوزير الأول عبد المالك سلال عن وجود "عدد كبير" من المناصب الشاغرة في الوظيف العمومي، ووعد بمنح الأولوية في شغلها للشباب ذوي الشهادات الجامعية لا سيما العاملين في إطار عقود ما قبل التشغيل، وقال أن الحكومة ستستمر في سياسة التشغيل المنتهجة حاليا. وأكد سلال في كلمته الافتتاحية لأشغال جلسة العمل الموسعة للمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني لولاية مستغانم في ختام زيارته لهذه الولاية بأن فرص تشغيل البطالين مازالت قائمة وأن ثمة مناصب معتبرة في قطاعي التشغيل وفي الوظيف العمومي، معلنا عن ‘' تدابير ستتخذها الحكومة قريبا – كما قال – بخصوص ميكانيزمات التوظيف في هذه المناصب'' التي طمأن بأن الأولوية فيها ستمنح للمستفيدين من عقود ما قبل التشغيل''.وبعد أن أعاد التذكير بجهود الحكومة التي أدت كما قال إلى تقليص معدل البطالة في البلاد إلى 9,8 بالمائة، قال سلال ‘' إن جهود الدولة التي أدت إلى تقليص حجم البطالة لا تعد انتصارا فحسب وإنما هي خطوة كبيرة يجب أن تتبعها خطوات أخرى لفائدة الشباب، سيما من أجل توظيف خريجي الجامعات''. وأعاد سلال بالمناسبة التذكير بإنجازات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي قال عنه ‘' إن الرئيس بوتفليقة من الرجال الذين كان لهم دورا في صناعة السلام ، و هو رجل عظيم نوجه ألف شكر له نظير ما قام به من أجل البلاد" ، مضيفا " أن الجزائر دولة مؤسسات لا مجال فيها للمحاباة و أو إنكار جهود الرجال ، و رجاؤنا أن يوفقنا الله عز وجل لخدمة الجزائر".وأثناء تطرقه بالإشارة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة غرداية، دون أن يذكر هذه الولاية بالاسم، قال سلال "علينا التعامل بالسلم و لغة الحوار ، و صوت الحكمة فيما نختلف فيه ، حتى لا نعطي الفرصة إلى المتربصين بأمننا و استقرارنا" ، معترفا في هذا الصدد بوقوع ‘' مشاكل ‘' دون أن تمس بالوحدة الوطنية. وقال ‘' إننا نقر بوجود سوء تفاهم واختلاف في وجهات النظر بيننا دون مساسها بالوحدة الوطنية ‘'، مؤكدا بأن الجزائر لن تفسح المجال لسوء التفاهم و اختلاف و جهات النظر أن يهدد أمنها و استقرارها. ودعا بالمناسبة إلى الاحتكام في مثل هذه الظروف إلى تعاليم ديننا الحنيف المتمثلة في التسامح والرحمة، موجها في هذا السياق رسالة قوية إلى أعيان غرداية دون أن يسمي المنطقة للتدخل لإصلاح ذات البين'' سيما وأن الأعيان كما قال معروفون برجاحة العقل ونقاء السريرة''. وأعرب الوزير الأول في ختام كلمته عن ثقته في أن الشعب الجزائري سيحرص على توحيد صفوفه دائما و التوجه نحو المستقبل، وأضاف "سنعمل لإنجاح هذا البلد مهما كلفنا من ثمن". ع.أسابع دعا إلى تكثيف الشراكة بين الجامعة و المؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية سلال يأمر المنتجين بالتخلص من تعبئة الحليب في الأكياس البلاستيكية أعطى أمس الوزير الأول عبد المالك سلال تعليمات صارمة لمنتجي الحليب للتوقف التدريجي عن تعبئة هذه المادة في الأكياس البلاستيكية، داعيا إلى البحث من الآن على البدائل المناسبة التي تساهم في حفظ أحسن للمنتوج والحفاظ على البيئة. وخلال تفقده لجناح مجمع "جيبلي" لإنتاج الحليب في معرض الإنتاج الصناعي والفلاحي والصيدي في ميناء التنزه والصيد لصلاماندر بمدينة مستغانم في إطار زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى هذه الولاية، منح سلال مهلة ثلاثة أشهر للشروع في التطبيق التدريجي لهذا الإجراء " من أجل – كما قال - المحافظة على المنتوج والبيئة في آن واحد"، داعيا المهنيين إلى ضرورة البحث من الآن عن نوعية جديدة لتعبئة الحليب على غرار العلب. من جهة أخرى أكد الوزير الأول خلال تدشين كلية للطب بعاصمة الولاية، على أهمية تكثيف الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية من أجل جلب الخبرة. وقد استهل سلال زيارته إلى مستغانم بتدشين كلية الطب التي تقع بمنطقة ‘' خروبة ‘'، شرق المدينة والتي تتسع ل 4 ألاف مقعد بيداغوجي، إلى جانب كونها تتوفر على عدة مرافق بيداغوجية منها ست مدرجات ومكتبة و20 مخبرا و25 قاعة للأعمال التطبيقية إلى جانب 40 قاعة للتدريس، علما أن هذه الكلية، استقبلت السنة الدراسية الحالية، حوالي 100 طالب جديد و300 طالب في السنة الثانية في الطب وعلوم التمريض إلى جانب استقبال مؤقتا ل 2400 طالب من قسم اللغة الانجليزية وذلك ريثما تنتهي أشغال إنجاز القطب الجامعي الجديد بمنطقة مزغران الذي يتسع ل 8 آلاف مقعد. وبعين المكان شدد الوزير الأول الذي زار مختلف مرافق الكلية على أهمية تكثيف الشراكة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية الوطنية والأجنبية لجلب الخبرة العلمية والمعرفة، فيما قدم تطمينات لطلبة كلية الطب لمستغانم بتجهيز المخابر بجميع الوسائل والتكفل بانشغالاتهم. وتلقى سلال بعين المكان عرضا حول مشاريع لتدعيم قطاع التعليم العالي بالولاية على غرار 8 ألاف مقعد بيداغوجي ستنجز بمنطقة مزغران لفائدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وكذا أرضية تقنية للتحاليل الفيزيوكيميائية ومحطة نموذجية لتربية المائيات ب"ستيديا"، فضلا عن تلقيه شروحات حول مستشفى 240 سريرا الجاري إنجازه بمحاذاة كلية الطب والذي ينتظر استلامه في ظرف سنة أو سنة ونصف كأقصى تقدير وفق الشروحات المقدمة. كما تفقد سلال في ثاني محطة من زيارته إلى مستغانم القطب الحضري الجديد للهاشم، 4400 سكن بصيغة البيع بالإيجار ومساكن عمومية ايجارية، ببلدية صيادة، وهذا قبل أن يعطي إشارة، انطلاق مشروع إنجاز خط السكة الحديدية قرب محطة المسافرين البرية، والذي يربط بين بلدية حاسي مفسوخ (وهران) ومدينة مستغانم على مسافة أكثر من55 كلم والذي يشمل إنجاز محطات بكل من عيايدة وبطيوة ومرسى الحجاج (وهران) وستيديا وحاسي ماماش بولاية مستغانم. كما تابع سلال في نفس الموقع، عرضا حول مشروع تراموي مستغانم الذي ستنطلق أشغاله قريبا والممتد على مسافة 14,2 كلم ويضم 24 محطة عبر خطين، ويربط الخط الأول حي "صلامندر" بالقطب الجامعي لخروبة والخط الثاني بين المحطة القديمة للسكة الحديدية والمحطة البرية لنقل المسافرين بحي 5 جويلية.. كما تلقى الوزير الأول عرضا حول مشروع محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة 1460 ميغاواط ستنجز بمنطقة "سوناكتال" (شرق مدينة مستغانم) وتدخل حيز الخدمة في 2017، ودعا سلال إلى استغلال المياه المستعملة في هذه المنشأة في نشاط تربية المائيات. كما تم تقديم شروحات حول مشروع انجاز محطة تصفية المياه المستعملة بصلامندر وتخص المجمع الحضري لمستغانم الذي يضم عاصمة الولاية وبلديتي حاسي ماماش وصيادة بمجموع 350 ألف نسمة. وقدمت أيضا شروحات حول مشروع تهيئة وادي "عين الصفراء" بمدينة مستغانم حيث شدد السيد سلال بالمناسبة على أهمية تشجير ضفاف هذا الوادي، وهذا قبل أن يتلقى عرضا حول عملية تزويد سكان الولاية بالماء الشروب. وأثناء تنقله إلى منطقة "سيدي بن ذهيبة" بمنطقة النشاطات ببلدية "ماسرى"، زار الوزير الأول مصنع خاص لإنتاج الكوابل والذي تقدر طاقته، حوالي 90 ألف طن سنويا من مختلف أنواع الأسلاك والكوابل الكهربائية و9 ألاف طن من الأنابيب إلى جانب المحولات الكهربائية. وبعين المكان شدد السيد سلال الذي اطلع على سير العمل بهذا المصنع على ضرورة تشجيع ومساعدة الشباب المستثمر عبر آليات أجهزة التشغيل وكذا مساعدتهم في اقتناء المواد الأولية وتأطيرهم من خلال الدورات التكوينية. زيارة الوزير الأول إلى ولاية مستغانم كانت مناسبة أيضا لمعاينة، مشروع إنجاز مقر المسرح الجهوي بعاصمة الولاية.. وقد قدرت تكلفة المشروع بحوالي 720 مليون دج وسمح باستحداث 210 منصب شغل ما بين دائم ومؤقت خلال مرحلة التجسيد. وبعين المكان شدد الوزير الأول على ضرورة اعتماد النوعية في التجهيزات الخاصة بهذا المرفق بغية توفير كل الظروف المواتية للجمهور، وهي نفس التعليمات التي كان قد قدمها خلال زيارته للقطب الحضري أما في آخر محطة من زيارته الميدانية فأشرف الوزير الأول على تدشين ميناء الصيد البحري والترفيه بصلامندر، في عاصمة الولاية، أين تم تقديم شروحات حول هذه المنشأة التي من شأنها استيعاب حوالي 205 سفينة صيد مختلفة الأحجام إلى جانب إستحداث حوالي 1000 منصب عمل في مجال الصيد البحري. وتلقى الوزير الأول بعين المكان شروحات حول مشروع إنجاز مسمكة عصرية بنفس الميناء لتنظيم سوق السمك فضلا عن عرض لدراسة توسعة الحوض الثالث للميناء التجاري لمستغانم الذي سيحتضن المحطة البحرية للمسافرين. كما قدم للوزير الأول عرض حول مشروع تهيئة ميناء الصيد البحري والترفيه بستيديا بغرب الولاية.