اكتشاف مواد قاتلة في مكملات غذائية تُباع بقسنطينة كشفت تحقيقات لمصالح مديرية التجارة بولاية قسنطينة، عن احتواء بعض المكمّلات الغذائية الموجهة للرضع و النساء الحوامل، على تركيبات و جراثيم خطيرة و قاتلة، وُجدت أيضا بقارورات مياه يروجها أحد الرقاة المعروفين بالعالم العربي. و حسب معلومات حصلت عليها "النصر" من مصالح مديرية التجارة، فإن تحقيقات باشرتها مؤخرا فرق الرقابة قد أثبت وجود مادة "السولين" المُسرطنة ضمن تركيبات مكملات غذائية تباع بعدد من محلات قسنطينة و حتى بصيدليات تعرضها للمستهلكين على شكل أقراص قابلة للذوبان، لا يزال عدد من الأطباء يصفونها للمرضى جهلا منهم بالمضاعفات الصحية المترتبة عن ذلك، و الخطير في الأمر أن أنواعا من هذه المنتجات موجهة للنساء الحوامل و الأطفال و الرضع و كذلك كبار السن، حيث تم على إثر ذلك حجز 2074 علبة تحتوي على هذه المادة. كما بينت التحقيقات عرض عشرات المنتجات مجهولة المصدر في محلات بالولاية، و يتعلق الأمر بعقاقير لفتح الشهية و التنحيف و علاج العقم بالإضافة إلى معروضات أخرى كالصابون و الحناء و ماء زمزم و أدوية تساقط الشعر و المقويات الجنسية و غيرها، حيث لا يوجد على العلب المخصصة لها ما يشير إلى بلد المنشأ، بل أن بعضها مكتوب عليه باللغة الصينية فقط، بما يتنافى مع القوانين الجزائرية التي تفرض تدوين المعلومات الكاملة عن المنتج باللغة العربية و هي كلها منتجات أدخلت للسوق عن طريق التهريب أو على أنها أدوية للإفلات من الرقابة. و من بين أخطر المنتجات التي وجدت بولاية قسنطينة، مكملات غذائية موجهة لفئة الأطفال فقط، على غرار مربى الحلبة و العسل الأسمر المطحون، حيث لا تزال بعض الأمهات تشتريهما من أجل المساعدة على فتح الشهية لأبنائهن، في وقت أثبتت التحاليل احتواء هذه المنتجات على الهرمون الستيرويدي "الكورتيكويد" و الذي يتوجب استهلاكه لفترات قصيرة و تحت رعاية طبية تكون أكثر جدية في حالة تناوله من قبل صغار السن، لاحتمال إصابتهم بأمراض الكلى و السكري. كما كشفت التحقيقات نشاط شخصين يقولان أنهما وكيلان معتمدان لموردي مكملات غذائية بقسنطينة، عبر قنوات فضائية تبث من المشرق العربي، بحيث حجز لدى أحدهما أزيد من 16 كيلوغراما من هذه المواد غير المطابقة و مجهولة المصدر. كما شكل ما اكتشف بمركز بيع معتمد تابع لأحد الرقاة المشارقة المعروفين، صدمة لمصالح الرقابة بقسنطينة، حيث تبين بعد إجراء تحاليل على محتوى قارورات مياه ممزوجة بالزعفران يبيعها بأزيد من ألفي دينار على أنها مرقية، بأن هذه المياه تحتوي على أنواع خطيرة و قاتلة من البكتريا كبكتيريا القولون الغائطية "إيشريشياكولي"، و بكتيريا "الستريتوكوك" البرازية بالإضافة إلى جراثيم هوائية،، كما اتضح أن المادة الممزوجة بالماء قد تكون ملونا غذائيا و ليس زعفرانا، على اعتبار أن هذه العشبة معقمة و لا تسمح بانتشار و تكاثر البكتيريا بهذا الشكل، و الأدهى من ذلك كله هو إعادة استعمال قارورات مياه معدنية قديمة منتهية الصلاحية و بها نسبة رطوبة مرتفعة تقارب 18 بالمائة رغم التصريح بأنها لا تتعدى 4 بالمائة، ما تسبب في انبعاث رائحة كريهة جدا منها. من جهة أخرى تبين أن وزن ما يسمى بخلطة الأعشاب و العسل الشامل التي يروجها الراقي المزعوم، لا يتعدى وزنها 697 غراما للعلبة بينما يشتريها المستهلك على أن وزنها 750 غراما، و هو ما يعتبر خداعا و غشا واضحا، يطرح أكثر من علامة استفهام عما إذا كانت هذه المنتجات مرقيّة أصلا، حيث قامت مصالح مديرية التجارة فور اكتشافها هذه التجاوزات بإتلاف 363 لترا من هذه المياه كما قدم اقتراح بغلق المحل لدى مديرية التنظيم بالولاية، خصوصا و أن صاحبها لا يزال يروج لمنتجاته عبر فضائيته و حتى عن طريق قنوات محلية، رغم الخطر المحدق الذي يواجه مواطنين أغلبهم مصابون بالسرطان و أمراض مزمنة، يدعي "الراقي" أنه بإمكانه علاجها، لكنه قد يتسبب في الواقع في مضاعفات صحية خطيرة لمن يتناولها، بحثا عن العلاج في منتجات يعتقد أنها تدخل في خانة الطب النبوي أو حتى البديل. ياسمين بوالجدري