سكان حي زرقين يطالبون بصيغة جديدة للاستفادة من السكن يشتكي سكان منطقة زرقين الواقعة بأعالي بلدية ابن زياد بقسنطينة، من عدم الاستفادة من إعانات السكن الريفي بعد تصنيف حيهم كمنطقة حضرية، و هو ما جعلهم يطالبون بالحصول على السكن الاجتماعي، أو بوضع صيغة تسمح لهم ببناء مساكن داخل قرية تنعدم بها التهيئة و تفتقر لأبسط المرافق. و يتطلب الوصول إلى حي زرقين لخضر سلك حوالي 4 كيلومترات من الطرقات المهترئة، قبل دخول قرية تظهر بناياتها الفوضوية المبعثرة في كل اتجاه و هي مُحاطة بالأوحال و الحفر، التي أكد لنا السكان أنها كثيرا ما تسببت في عزل تجمعهم خصوصا لدى تساقط الثلوج أو تهاطل الأمطار بغزارة، بحيث يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بالمركبات، ما يضطرهم للمشي لحوالي 3 كيلومترات مشيا على الأقدام وسط الحقول و الأراضي الزراعية للالتحاق بأماكن عملهم أو بمقاعد الدراسة، وهو وضع يرجعه محدثونا إلى عدم إصلاح طرقات الحي منذ قرابة 5 سنوات و فسادها، بسبب شاحنات الوزن الثقيل التي تمر عليهم يوميا باتجاه عين السمارة، مع ما تشكله هذه المركبات المحملة بالسلع من خطر على أبنائهم. و لدى زيارتنا حي زرقين نهار أمس لم يفارق أعيينا مشهد لعشرات النساء و الأطفال و هم يمشون على حافة الطريق قادمين من البلدية الأم، و ذلك نتيجة لأزمة نقل خانقة يقول المواطنون أنها دفعتهم للاستعانة بسيارات "الفرود» أمام قلتها، بحيث لم نشاهد أية حافلات أو سيارات أجرة و بدت القرية و كأنها معزولة تماما، لقلة حركة المركبات، رغم أن حوالي مائة عائلة تقطن هذا التجمع، ويضيف السكان أن الأزمة مسّت أيضا النقل المدرسي بحيث لا تتوفر حسبهم سوى حافلة واحدة تمر على حيهم قادمة من قرى أخرى لتقل التلاميذ نحو المتوسطات و الثانوية الواقع بالبلدية الأم، ما يضطرهم في الكثير من الأحيان إلى التنقل مشيا على الأقدام. و يؤكد سكان حي زرقين ،أن كل هذه المشاكل تفاقمت بعد أن قررت السلطات وضع تجمعهم ضمن المنطقة الحضرية لبلدية ابن زياد رغم طبيعتها الريفية، كما يقولون، بحيث لم يستطيعوا بسبب هذا القرار الحصول على إعانات السكنات الريفية كباقي القرى، من أجل تخفيف أزمة السكن التي يعانون منها داخل مساكن فوضوية ضاقت بقاطنيها بسبب تعدّد العائلات، و عدم وجود صيغة تسمح لهم بالتوسع، متسائلين عن سبب عدم استفادتهم من السكن الاجتماعي في هذه الحالة، بحيث لم تُوزع الاستفادات، حسبهم، سوى على عائليتين، مطالبين السلطات المحلية بضرورة الالتفات إليهم و تسوية وضعياتهم، بإيجاد مخرج لمشكلتهم عن طريق وضع صيغة تمكنهم من الاستفادة من السكن. كما يشتكي قاطنو حي زرقين من الغياب الكلي لمرافق التسلية، ما حرم أبناءهم من اللعب، فضلا عن عدم استفادتهم من مركز صحي يخفف عليهم عناء التنقل لعدة كيلومترات من أجل أخذ حقنة أو قياس الضغط الدموي، و يؤكد السكان أن حيهم محروم من جميع المرافق الخدماتية، إلى درجة أنهم اضطروا لإنجاز مسجد بأموالهم الخاصة، لكنهم يطالبون بإنشاء مسجد جديد عوض توسعة القديم، الذي لم يعد يتسع للعدد الكبير للمصلين و أصبح غير قابل للتوسعة لوقوعه في منطقة ضيقة. رئيس بلدية ابن زياد أكد في رده على انشغالات المواطنين، أن طلبات السكن الاجتماعي التي أودعها سكان حي زرقين موجودة لدى مصالحه و ستراعى بحسب الأقدمية مثل باقي سكان البلدية، مضيفا فيما يخص الطرقات أن مديرية الأشغال العمومية قد أقرت مشروعا لإصلاحها، بحيث ينتظر بعد إتمام الإجراءات الإدارية البدء فيه، قبل أن يؤكد أن البلدية ستخصص مبلغا ماليا ضمن ميزاتها الأولية من أجل تعبيد المسالك المتردية جدا بالحي. و فيما يخص غياب الخدمات الصحية أوضح "المير» بأن مصالحه تقدمت منذ سنة 2008 بطلب لدى مديرية الصحة، من أجل إنجاز قاعات علاج بثلاثة تجمعات سكنية و هي زرقين، عباس، و الأمير عبد القادر، و هو طلب ينتظر تطبيقه وفق الخارطة الصحية المعتمدة بالولاية، ليؤكد بالنسبة لمشروع بناء مسجد جديد بأنه قد تم اختيار قطعة أرضية تنطلق بها الأشغال قريبا، و بالنسبة للنقل المدرسي قال محدثنا بأن حي زرقين لم يستفد منه أصلا نظرا لمحدودية إمكانيات البلدية، التي تعاقدت مع خواص من أجل نقل التلاميذ القاطنين بالمناطق الأبعد. ياسمين بوالجدري