تخريب وقطع للطرقات بمروانة عقب العثور على لاعب سابق مشنوقا شهدت مساء أمس بعد منتصف النهار مدينة مروانة التي تبعد بنحو 40 كيلومتر شمال غرب عاصمة الولاية باتنة ،موجة احتجاجات عارمة تخللتها أعمال تخريب وقطع كافة الطرقات والمداخل المؤدية للمدينة ،تنديدا بما اعتبره المحتجون إهمالا ولامبالاة في معالجة قضية حادثة العثور على اللاعب السابق لأمل مروانة لكرة القدم خدة محمد، 27 سنة، مشنوقا إلى جذع شجرة، دون تدخل مصالح الشرطة العلمية حسب المحتجين ،الذين أكدوا أن الشاب كان يتمتع بقواه العقلية وبأخلاق عالية رافضين فرضية انتحاره. البداية كانت بقيام العشرات من المحتجين بعد منتصف النهار بمسيرة نحو مقر محكمة مروانة مرورا بمؤسسات تربوية،ما جعل تلاميذ بالثانوية والمتقن يقاطعون الدراسة ويلتحقون بالمسيرة باتجاه المحكمة ،حيث تجمهر هؤلاء المحتجون ونددوا بعدم تدخل وكيل الجمهورية لتحديد ملابسات وفاة الشاب كما يقولون. وحسب مصادر محلية فإن المحتجين استاؤوا لعدم تدخل الشرطة العلمية لفتح تحقيق حول ملابسات العثور على الشاب مشنوقا ،مؤكدين بأنه يوجد من رأى قدماه تلمسان الأرض وعنقه ملفوف إلى الشجرة ،وقد نقل نحو المستشفى دون تدخل الشرطة العلمية وهو ما أثار حفيظتهم خصوصا وأن الشاب معروف في الأوساط الشعبية كونه كان لاعب فريق الأمل المحلي وصاحب أخلاق عالية ، رافضين أن تصور الحادثة على أنها انتحار. وسرعان ما تحولت الإحتجاجات إلى أعمال عنف وتخريب ،حيث أقدم المحتجون على رشق واجهة المحكمة بالحجارة متسببين في كسر الزجاج ،فيما أقدم آخرون على قطع الطريقين اللذين يربطان مروانة بوادي الماء وقصر بلزمة بواسطة الحجارة والمتاريس الترابية التي وضعت وسط الطريق بالقرب من المحكمة . وقد نقل آخرون الاحتجاج أمام مقر الدائرة وهناك أقدموا أيضا على رشق واجهة الدائرة بالحجارة وقام آخرون بغلق طريق باتنة بعد أن أضرموا النار في العجلات المطاطية، لتسود حالة من الفوضى استدعت تعزيزات أمنية لعناصر الشرطة التي راحت تطوق المقرات العمومية واستمرت حالة الهلع وسط السكان خصوصا بعد أن أغلق مسيرو المدارس الابتدائية الأبواب ولم يسمحوا للتلاميذ بالخروج وأغلق التجار محلاتهم التجارية خوفا من أن تطالها أعمال التخريب، وعاد الهدوء في المساء، لكن بشكل حذر وسط تعزيزات أمنية مشددة. يذكر أن اللاعب السابق لأمل مروانة محمد خدة 27 سنة عُثر عليه فجر أمس مشنوقا ومعلقا بالوشاح الذي يضعه على عنقه إلى جذع شجرة زيتون بجوار دار الحضانة ومقر نادي أمل مروانة بحي المعلمين وسط مدينة مروانة وقد تفاجأ مواطنون عندما أدوا صلاة الصبح بالعثور على شاب مشنوقا إلى جذع شجرة وهي الحادثة التي فجع لها سكان المدينة فور أن بلغهم الخبر خاصة وأن الأمر يتعلق باللاعب السابق للابيام وخريج مدرسة الأمل محمد خدة الذي ساهم إلى جانب لاعبين آخرين في صنع فرحة صعود فريق المدينة قبل أربعة مواسم من بطولة ما بين الرابطات إلى بطولة القسم الثاني المحترف، وخلفت الحادثة حالة من الاستياء والحيرة في الأوساط الشعبية خصوصا وأن اللاعب معروف بأخلاقه الحسنة وحبه لفعل الخير. واستبعدت مصادر محلية أن يكون الضحية وضع حدا لحياته شنقا خاصة وأنه كان قد تقدم لخطبة فتاة من بلدية قصر بلزمة قبل أسبوعين كان ينوي عقد قرانه عليها كما أنه نجح في مسابقة توظيف ليلتحق كعون حراسة في مؤسسات إعادة التأهيل وهي معطيات جعلت الكثيرين خاصة من المقربين منه يرجحون فرضية العمل الإجرامي على الضحية. للإشارة أيضا فإن اللاعب تقمص عدة ألوان لفرق مختلفة حيث وناهيك عن لعبه للصفراء المروانية التي تخرج منها وشارك في صعودها إلى القسم المحترف الثاني فقد لعب أيضا لنادي تقرت وكان آخر فريق تقمص ألوانه نجم بوعقال.