الشعب لم تعد تقنعه وعود الوزراء امتنع عبد العزيز بلعيد أصغر مترشح لرئاسيات 17 أفريل، عن اتهام أي طرف بخصوص الاعتداءات التي تعرض لها أنصاره في بعض الولايات، وقال بأنه "لا يعرف من دفع أشخاص ذوي سوابق عدلية للقيام بذلك". مشيرا بان المال الفاسد دخل السباق الرئاسي بقوة، مؤكدا بان الانطباع الذي خرج به بعد أسبوع من الحملة هو أن المواطنين غير مهتمين بالانتخابات، مستبعدا إمكانية انسحابه من سباق المرادية. استبعد عبد العزيز بلعيد الانسحاب من سباق الرئاسيات، برغم الضغوطات التي واجهته، وحديثه عن استعمال الإدارة للدعاية الانتخابية لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وقال بلعيد خلال منتدى يومية "المجاهد" أمس، أن انسحاب المترشحين في 1999 لم يغير من المعادلة، وأضاف قائلا "سأواصل المعركة إلى غاية 18 افريل وإذا حدثت تجاوزات أو وقع تزوير سأتحدث في الوقت المناسب". ورفض بلعيد، اتهام أي جهة بالوقوف وراء الاعتداء الذي تعرض له ممثلوه في ولايتي الجلفة والبويرة، وقال الضغوطات التي تعرض لها لا تقتصر فقط في الحادثتين، بل تتنوع و بأساليب مختلفة، وقال بان من يقف وراء هذه الضغوطات يريد "جره و أنصاره إلى العنف وقال بأنه لن يدخل في هذه اللعبة"، وتساءل عن هوية الأطراف التي دفعت بمسبوقين قضائيا للاعتداء على ممثله في الجلفة، وتحدث عن المال الفاسد الذي اقتحم كل مكان في الرئاسيات. ويرى بلعيد، بأنه لا ينافس شخصا في الانتخابات بل ينافس النظام الذي اختار مرشحه، موضحا بان مطالبته بتقديم حصيلة 15 سنة من حكم بوتفليقة لم يكن بغرض محاكمة أي شخص، بل لفتح نقاش حول الانجازات وما يقابلها من نفقات صرفت على المشاريع، مضيفا بان "نضاله السياسي ليس موجه ضد بوتفليقة أو شخص بل ضد التزوير والآليات التي عملت على تدمير الديموقراطية وأجهضت أي آمل في مستقبل جديد"، ويعتقد عبد العزيز بلعيد، بان عدم التزام أعوان الإدارة الحياد تجاه المترشحين، واستعمال وسائل الدولة من قبل المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وتجنيد وزراء لتنشيط الحملة هي من الأسباب التي تؤدى إلى العزوف الانتخابي. وأشار عبد العزيز بلعيد، إلى الأموال الضخمة التي ينفقها بعض المترشحون للرئاسيات لتنشيط حملتهم، وقال "هناك مرشحين استخدموا وسائل الدولة وأنفقوا أموالا ضخمة لملء القاعات". مضيفا بان حزبه يرفض منطق استعمال المال السياسي، وقال بان التجمعات التي نشطها في الولايات الستة حضرها مناضلو حزبه والمتعاطفين معه ولم يدفع أي سنتيم مقابل ذلك. وتحدث بلعيد عن حصيلة أسبوع من الحملة، والتي نشط خلالها ست تجمعات، وخرج منها بانطباع هو "عدم اكتراث فئة واسعة من الجزائريين بالانتخابات الرئاسية"، وقال بان الكثير من "الشباب فقدوا الثقة في العملية الانتخابية ومؤسسات الدولة ويتساءلون لماذا نخوض هذه اللعبة التي هي بحسبهم محسومة سلفا لصالح بوتفليقة"، موضحا بان قرار خوضه الاستحقاق الرئاسي ينطلق من رغبته بعدم ترك المجال شاغرا و مواجهة النظام الحالي حتى ولو "قام بتزوير الانتخابات". وحذر بلعيد من الاستمرار في السياسة المنتهجة حاليا والتي دفعت بالكفاءات إلى الهجرة "ما أدى إلى انهيار مستوى البرلمان والمؤسسات المنتخبة التي تفتقد للكفاءات العلمية"، وقال بان الأرقام التي وصفها ب"الزائفة" لم تعد تقنع أحدا، وأضاف "بل حتى الوزراء الذي يقدمون هذه الأرقام غير مقتنعين بالخطاب الذين يروجونه حول الانجازات"، وقال بان الجزائر تسير نحو طريق مسدود بسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة والتي أدت إلى تضخيم فاتورة الواردات التي توقع بلوغها عتبة ال100 مليار دولار في 2019. و في تجمع نشطه مساء أمس بتيزي وز في اطار اليوم الثامن من الحملة الانتخابية ، أكد بلعيد أن الجزائر ستكون أكبر قوة في إفريقيا وأن الشعب هو السلطة الحقيقية في البلاد، مشيرا إلى أنه في حال انتخابه سيعمل على تنقية الأجواء التي خلفها النظام طيلة 15 سنة. وأضاف بلعيد انّه حان الأوان لإحداث التغيير السلمي، موجّها انتقادات لاذعة إلى بعض الأطراف التي تريد استغلال الاقتصاد الوطني لأغراض شخصية بعيدة عن المصلحة الوطنية. و أبرز من جهة أخرى، أن برنامجه الذي يخوض به غمار الرئاسيات يدعو إلى الاستقرار و بناء الوطن وكذا التحاور الذي اعتبره الركيزة الأساسية للتقدم إلى الأمام. كما شدد على ضرورة غرس الروح الوطنية لدى كل مواطن جزائري لبناء وطنه، و أنه يعارض بشدة فكرة هجرة الأدمغة إلى الخارج لأن بلدهم أحوج إليهم من أجل تشييده. كما أنه ضد فتح المجال أمام الأجانب لبناء الجزائر لأن الجزائر تبنى بسواعد أبنائها، و ذكر أن العديد من الجزائريين المغتربين يريدون الاستثمار في بلدهم الأصلي و ينتظرون فقط الضوء الأخضر للعودة إلى الوطن.