مواطنون يطالبون بنزع شجرة الموت على الطريق الولائي 122 بقالمة في بداية منعرج خطير على الطريق الولائي 122 غرب قالمة كبرت أشجار زيتون و أعطت خيرا كثيرا من أجود أنواع الزيتون و حظيت الشجرة المباركة برعاية عمال الطرقات سنوات طويلة تنظف جذوعها كل موسم و تطلى بطبقة من الجير المضاد للحشرات و الأمراض حتى صارت الكائنات النباتية الصغيرة أشجارا عملاقة تكبر و تمتد أغصانها بسرعة نحو الطريق تغمره بضلالها و تصنع مآسي لا تنسى. في هذا المكان و على بعد أمتار قليلة من المدخل الشرقي للمدينة السياحية حمام دباغ و منذ أيام قليلة فقط قتل الشيخ صالح عمري 85 سنة في حادث مرور أسفل الشجرة المباركة ، كان يعبر المنعرج الخطير بسيارته السياحية الصغيرة و هو يحاول رؤية المركبات القادمة من الاتجاه الآخر عبر أغصان شجرة الزيتون العملاقة لتفاديها لكنه عجز عن تحديد الخطر القاتل بين أغصان تحجب الرؤية و تجعلك وجها لوجه مع الموت كلما حدث تجاوز خطير على طول المنعرج المغطى بأكثر من 10 شجرات زيتون كبيرة ، كان الموت في انتظار عمي صالح صدمته مركبة لعينة وجدها أمامه و كأنها خرجت من بين أغصان كثيفة صدمته بعنف و أطبقت الهياكل المعدنية على الجسد المتهالك الضعيف و رحل إلى عالم الأبدية بلا رجعة و بالكاد أخرجه فريق الإسعاف من بين الحطام و هو جثة ممزقة. و قبله بأيام قليلة قتل الشيخ عمار الأحمر أحد أعيان المنطقة بنفس الموقع كان على دراجة نارية عندما صدمته سيارة خرجت فجأة من بين الأغصان فوجدته أمامها مباشرة فمزقت جثته و ألحقته بقائمة الضحايا الذين سقطوا تحت الشجرة الواحد بعد الآخر. و في كل مرة تقول التحقيقات بأن سبب هذا الحادث أو ذاك يرجع إلى الخطأ البشري المرتبط بالسرعة و التجاوز على الخط المتواصل و هي محقة في ذالك فالخطأ البشري دائما في مقدمة الأسباب المؤدية للحوادث المأساوية لكن حالة الطرقات أيضا لها نصيب في المجازر المرعبة التي تحدث يوميا بقالمة و غيرها من مناطق الوطن كما يقول مواطنون من مدينة حمام دباغ شيعوا آخر ضحايا الشجرة المباركة ثم عادوا إلى الموقع و كأنهم يبحثون عن سر يقف وراء تصاعد الحوادث بهذا المكان. يقول (عبد الحق.ح) متحدثا للنصر " نعتقد بأن شجرة الزيتون الأولى التي تغطي المنعرج الحاد و تحجب الرؤية في الاتجاهين تعد من بين الأسباب المؤدية إلى تصاعد الحوادث القاتلة بهذا الموقع ، لقد كبرت الأغصان الكثيفة بسرعة و امتدت إلى وسط الطريق و أصبح من الصعب رؤية المركبات القادمة من الاتجاه المعاكس و تحديد مسافة الأمان بدقة و تفادي المركبات التي تقوم بالتجاوز الممنوع ضنا من أصحابها أن الاتجاه الآخر خال من السيارات فتقع الكارثة ، إننا نطالب بنزع الشجرة تماما أو على الأقل قطع الأغصان المتفرعة نحو الطريق ، هذا أمر محزن يجب أن تتوقف مشاهد الدمار و الموت هنا". و قد انتقلنا إلى المنعرج الخطير بعد الحادث الذي أودى بحياة الشيخ صالح عمري و اتخذنا موقعا مطلا على المدينة السياحية و بقينا نرقب حركة السيارات بعض الوقت و أدركنا بالفعل بأن الشجرة قد كبرت في غلفة من الساهرين على امن و سلامة حركة المرور و امتدت أغصانها إلى الطريق و حجبت الرؤية و تحولت إلى فخ قاتل ، توهمك الأغصان الكثيفة بأن الاتجاه الآخر خال من السيارات. و تواصل فروع الشجرة العملاقة امتدادها إلى وسط الطريق و تكاد اليوم تلامس المركبات المتوجهة إلى بلديات الإقليم الغربي ، و بالرغم من وضع إشارات مرور أفقية و عمودية لحماية مستعملي الطريق غير أن تفرع أشجار الزيتون و حجبها للرؤية قد زادت الوضع خطورة إلى جانب الأخطاء البشرية القاتلة. و يعتقد مستعملو الطريق الولائي 122 ذو الكثافة المرورية العالية بأن حوادث المرور ربما ستنخفض بهذا الموقع إذا ما تم نزع الأشجار الحاجبة للرؤية أو قطع الفروع الممتدة التي أصبحت فعلا تشكل خطرا حقيقيا و قد توقع بالمزيد من الضحايا إذا لم تتدخل مديرية الأشغال العمومية و إدارة الغابات لفتح مجال الرؤية أمام السائقين و تمكينهم من تقدير مسافة الأمان و اتخاذ القرار الصحيح عند حدوث طارئ على منعرج الموت .