الأخطاء وقلة التركيز والتغييرات العشوائية وراء الخسارة - يرى حسين ياحي بأن خسارة مباراة بلجيكا برسم الجولة الأولى من منافسة كأس العالم بالبرازيل، لم تكن منتظرة ويجب نسيانها بسرعة والاستعداد لحوار كوريا الجنوبية القادم. لقد تابع الملايين من الجزائريين حوارا كرويا بين الجزائروبلجيكا في شوطين مختلفين ، فكيف قرأت المباراة ؟ كلاعب جزائري حملت القميص الوطني سابقا ومحب للألوان الوطنية تأسفت على هذا الانهزام المر، لكن هذه هي كرة القدم لا تعرف المستحيل، وعليه فإن انهزامنا جاء على اثر بعض الأخطاء وقلة التركيز والتغييرات العشوائية. كيف تقيم مردود منتخبنا في المباراة ؟ المباراة لعبت بشوطين مختلفين، شوط كان للنخبة الوطنية التي تمكنت من تسجيل هدف السبق عن طريق ضربة جزاء حولها فغولي بنجاح، لكننا لم نثمن هذا الهدف ولم نستغل الفرص المتاحة كما فقد لاعبونا التركيز الذهني وانهاروا بدنيا. أما الشوط الثاني فكان كله للبلجيكيين، الذين اعتمدوا طريقة محكمة ولعبا جماعيا جيدا وسجلوا هدفين ، واعتقد أن الناخب الوطني حفظ الدرس من هذه المباراة ويجب عليه أن يعرف كيف يستثمر هذه الطاقة وتحديد التشكيلة المثالية أمام كوريا الجنوبية، لأن المباراة لا تقبل القسمة على اثنين ولا تقبل الأخطاء لأن التعادل الذي خرج به منافسا النخبة الوطنية يعتبر مفخخ ويجب أخذه بعين الاعتبار في لقائنا القادم أمام كوريا التي ظهرت بوجه جيد أمام روسيا. ألا ترى بأن تغييرات البلجيكيين كانت أكثر نجاعة من تغييرات حليلوزيتش ؟ حقيقة تغييرات البلجيكيين أتت بثمارها، والدليل أن البديلين هما من سجل الهدفين، أما تغييرات المدرب الوطني فكانت عشوائية ولم يتمكن هؤلاء البدلاء من تقديم الإضافة. لقد ذهب بعض أهل الاختصاص وكثير من التقنيين إلى الحديث بنبرة فيها التفاؤل قبل المباراة، قبل أن نصطدم بحقيقة الميدان. اعتقد أن هذا الكلام لم يخدم الخضر، و ربما يكون لاعبونا قد ربحوا المباراة قبل إجرائها، وهذا ما حدث ليلة أول أمس حيث انهزم الخضر والنتيجة كانت غير منتظرة، وعليه فكرة القدم لا تعترف إلا بمنطق الميدان الذي يبقى الفيصل، حيث لاحظنا على المنافس خلال الشوط الثاني انضباطا كبيرا، وعرف كيف يمتص حرارة الخضر ويسجل هدفين من موقعين هامين في المنطقة المحرمة، ما يعني أن اللاعبين الكبار بإمكانهم صنع الفارق في أية لحظة. وكيف تتوقع المباراة القادمة أمام كوريا الجنوبية ؟ لن تكون سهلة، بل يجب أن نستعد لها جيدا بدنيا ومعنويا وأن نطوي صفحة الانهزام أمام بلجيكا، لأن نتيجة اللقاء الثاني هي التي ستحدد مصير منتخبنا في البقاء أو الرحيل، ولذلك فإن رفاق بوقرة مطالبون باللعب الجماعي مع التحلي بالذكاء والإرادة فوق البساط الأخضر، لأن هذا الحوار بالذات لا يقبل الخطأ و لا القسمة على اثنين.