هيريرا... المدرب "القملة" الذي تحول إلى "بطل قومي" في المكسيك نجح المنتخب المكسيكي في التأهل للمرة السابعة على التوالي إلى ثمن النهائي في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم، وذلك بعد فوزه العريض على نظيره الكرواتي بنتيجة (3 / 1)، في مباراة كانت فيها لمسة المدرب ميغيل هيريرا واضحة، لأن الانتصار تحقق في الشوط الثاني، على غرار ما كان عليه الشأن في اللقاء الأول ضد الكاميرون، و لو أن الحارس المتألق أوتشوا لم يتمكن من المحافظة على عذرية شباكه و تلقى أول هدف في هذه الدورة، و كان من تسجيل الكرواتي بيريسيتش في الدقائق الأخيرة من عمر المواجهة. فرحة ملايين المكسيكيين بهذا الإنجاز كانت كبيرة بعد المردود الجيد الذي قدمه منتخبهم، لأن الآمال أصبحت معلقة على المدرب ميغيل هيريرا لفك العقدة التي تلازم "التري كولور» في المونديال، لأن المسيرة تتوقف في الدور الثاني، و هو السيناريو الذي تكرر في المشاركات السبع الأخيرة لهذا المنتخب، لتبقى "بركة " تنظيم المونديال تلقي بظلالها على أفضل إنجازات المكسيك في هذه التظاهرة، كونه بلغ ربع النهائي في مناسبتين فقط من إجمالي 15 مشاركة له، و كانتا في دورتي 1970 و 1986 اللتين حظي بشرف إستضافتهما. هذا وقد تحول المدرب ميغيل هيريرا إلى "بطل قومي» في المكسيك بفض الإنجازات التي حققها مع المنتخب، لأنه رفع التحدي و أصبح في ظرف وجيز محل إشادة و تنويه ، لأن المنتخب المكسيكي وجد صعوبة كبيرة في التأهل إلى مونديال البرازيل، و النتئاج السلبية دفعت بمسؤولي اتحاد الكرة في هذا البلد إلى تغيير 4 مدربين في ظرف 42 يوما في سابقة تاريخية، فكان هيريرا بمثابة "رجل الإنقاذ " الذي اسندت له مهمة قيادة التشكيلة في لقاء السد ضد نيوزيلاندا، لكن "جنون " هيريرا كان كافيا لإعادة الروح إلى عملاق منطقة "الكونكاف» بضمان تأهله إلى المونديال للمرة 15، مما جعله يحظى بمساندة ملايين المكسيكيين لتزكيته في منصب مدرب رسمي للمنتخب قبل 7 أشهر من السفر إلى البرازيل، الأمر الذي مكن هذا الرجل من تجسيد الحلم الذي طالما راوده. إلى ذلك فإن هيريرا يفضل أن ينعته الجميع بتسمية "القملة " بسبب تصرفاته المميزة على دكة البدلاء و كذا بنيته الجسدية البدينة، فضلا عن إعتماده على تصريحات فيها الكثير من المزاح و المرح، و هي صور واصل هذا المدرب صنعها في مونديال البرازيل، خاصة في اللقاء الأول ضد الكاميرون، حيث فضل أن يبقى واقفا على خط التماس تحت أمطار غزيرة، كما أنه لا يبالي بأراء الغير، و طريقة إحتفاله بالأهداف المسجلة غالبا ما تكون فريدة من نوعها، و هذه المظاهر جاءت إمتدادا لمرحلة الشباب التي عايشها هيريرا، حيث كان يختار تسريحات شعر تثير السخرية. على صعيد آخر فقد كان المكسيكيون يخشون على منتخبهم تسجيل أسوأ مشاركة له في المونديال، على خلفية التواضع الكبير الذي أظهره في التصفيات، لكن هيريرا كان قد أعرب عن أمله في تحقيق المفاجأة، على اعتبار أنه يعشق التحديات، فكانت الثمرة تأهل مستحق إلى الدور الثاني، و يتحول المدرب "القملة» إلى بطل قومي، رغم أنه مازال متفائلا بمواصلة "الثورة " الكروية للمكسيك في هذه الدورة و التأهل إلى ربع النهائي على حساب هولندا لفك العقدة التي تبقى تطارد "التري كولور " خارج أراضيه. ص / فرطاس