لا نحتاج أي تعويض من فرنسا لكن عليها الاعتراف والاعتذار أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للآفلان أمس أن الجزائر مستعدة للتعامل مع فرنسا على أساس "الندّية" والمساواة بشرط أن تعترف هذه الأخيرة بجرائمها الشنيعة وتعتذر عنها. وأوضح بلخادم في لقائه بمناضلي الحزب بولاية باتنة بمناسبة الذكرى 56 للثورة التحريرية، أنه بالنسبة للمطلب المتعلق بالتعويضات فالجزائر ليست في حاجة لأموال فرنسا، لأن "مال قارون" لن يكفي حسب تعبيره لتعويض ما اقترفته من فظائع وجرائم في حق الشعب الجزائري، وما طاله من مساس بمقدساته وثوابته ومحاولة طمس ذاكرته التي فشلت-كما قال- بفضل إيمان الجزائريين بمقوماتهم، واستغرب بلخادم بهذه المناسبة مطالبة بعض المسؤولين الفرنسيين للأتراك بالاعتراف والاعتذار عن جرائمهم المزعومة تجاه الأرمن، ونسيانهم الفظائع التي اقترفت طوال فترة الاحتلال، كما دعا المؤرخين إلى دراسة وتمحيص اتفاقيات إيفيان التي لم تحترمها فرنسا حتى بعد الاستقلال، وقامت حسبه بتنفيذ تجارب بكتريولوجية ونووية في منطقة الجنوب الجزائري وخاصة منطقة "إين آكر".الأمين العام للآفلان أشار إلى أن اللجنة المركزية للحزب اقترحت أثناء المؤتمر التاسع المنعقد في مارس الماضي إنشاء هيئة تعنى بالمحافظة على الذاكرة قصد التصدي للنسيان ومحاولات طمس الحقيقة، وفي ذات اللقاء ذكر بلخادم بالفترة العصيبة التي كانت تمر بها الجزائر خلال مرحلة إعادة جدولة ديونها من طرف بنك النقد الدولي وشروطه القاسية التي فرضها على الجزائر إلى غاية سنة 2000، والتي لم تقتصر حسبه على مطالب تسريح العمال ورفع الدعم عن المواد الأساسية بل امتدت إلى المطالبة بتقليص ميزانية الجيش والشرطة قصد إضعاف الدولة الجزائرية، ليشير إلى تحسن وضعية البلاد رغم وجود بعض النقائص - كما قال- ومنها البطالة وأزمة السكن، مضيفا أن البرنامج الخماسي 2014/2010 سينقل الجزائر إلى مصاف البلدان الصاعدة مثل البرازيل والهند وكوريا الجنوبية، كما أنه سيستكمل البنية التحتية من طرقات وجسور مثل الطريق السيار للهضاب العليا، ولم يفوت بلخادم الفرصة للإشادة بقرار رئيس الجمهورية بتثمين علاوات الأساتذة الجامعيين خاصة وأن الجامعة الجزائرية ستستقبل مليوني طالب في آفاق سنة 2014، وينتظر منها أن تخرّج من يمكنون الجزائر من ربح الرهان الذي أسماه بالصراع الحضاري. وأكد بلخادم أن ربح هذا الرهان يقتضي تحقيق استقلالية واكتفاء في صنع الغذاء والأدوية والأسلحة حتى تتمكن الجزائر من الحفاظ على أمنها وأمن المنطقة وضمان الحرية الاقتصادية والسياسية، وانتقد في هذا الإطار محاولة التدخل العسكري في منطقة الساحل وقال أن هؤلاء لم يأتوا للمنطقة "من أجل سواد عيوننا" ولكن لخدمة مصالحهم، مضيفا أنه لا يجب الاستهانة بهذه القضية،مطالبا بترك معالجة الأمر لأبناء المنطقة.