أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن حزبه لا يمانع إقامة علاقات تعاون مع حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يترأسه نيكولا ساركوزي شريطة أن تكون علاقة قائمة على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة بما يضمن التعامل بالندية والحفاظ على الذاكرة الجماعية في علاقات الجزائر مع فرنسا الرسمية، ومن جهة أخرى قال بلخادم إن الأفلان يرفض أن يكون الاتحاد من أجل المتوسط حصان طروادة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. أشرف عبد العزيز بلخادم أول أمس على تنصيب لجنة العلاقات الدولية ومتابعة شؤون الجالية الجزائرية بالخارج التابعة للحزب، حيث أكد خلال اللقاء الذي جمعه بعدد من المناضلين أن مواقف الأفلان من القضايا الدولية متطابقة مع سياسة الدولة الجزائرية واغتنم الفرصة للحديث عن نجاعة السياسة الخارجية والدبلوماسية الجزائرية أثناء ثورة التحرير. وفي هذا السياق أشار بلخادم إلى بعض الوثائق التي اطلع عليها مؤخرا بعد أن رفع السر العسكري عليها وهي وثائق تتعلق بتفاصيل السياسة الخارجية للأفلان إبان ثورة التحرير والتي قال إنها مكنت الجزائر من تحقيق مكاسب كبرى ليس فقط على مستوى مؤتمر باندونغ وإنما كذلك خلال كل مراحل المفاوضات التي خاضتها جبهة التحرير الوطني من أجل استقلال الجزائر. أما فيما يخص مرحلة ما بعد التعديدية، فأكد الأمين العام أن الأمور تغيرت لا سيما بعد أن أصبحت السياسة الخارجية تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية وفق ما يخوله له الدستور، ومن هنا -يقول بلخادم- تأتي خصوصية كل حزب للتميز عن باقي الأحزاب في التعاطي مع القضايا الدولية. وبالنظر إلى هذه المعطيات أوضح عبد العزيز بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني سيعمل على توطيد علاقاته مع أكبر عدد ممكن من الأحزاب عبر العالم مهما كانت توجهاتها السياسية أو الإيديوليوجية. وفي هذه النقطة بالذات، أكد الأمين العام أن علاقات الأفلان مع باقي التشكيلات السياسية لا يجب أن تكون في أي حال من الأحوال على حساب مصلحة البلاد التي تبقى فوق كل اعتبار، واغتنم الفرصة للحديث عن انضمام الجزائر إلى الاتحاد من أجل المتوسط، حيث قال إننا لا نتعارض مع فكرة انخراط الجزائر في هذه المؤسسة الدولية إذا كانت تصب في مسار برشلونة وتهدف إلى تطويره بما يخدم مصلحة دول المتوسط، أما إذا كان هذا الاتحاد سيستغل كحصان طروادة للتطبيع مع الكيان الصهيوني فإننا نرفضه رفضا تاما. وعن إمكانية إقامة علاقات تعاون مع أحزاب فرنسية من اليمين، أكد بلخادم أن الأفلان لا يرفض التعاون مع حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يترأسه نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي لفرنسا بالرغم من بعض التجاوزات التي قام بها نوابه الذين أيدوا وقننوا قانون تمجيد الاستعمار وقانون تعويض ضحايا التجارب النووية الذي لا يخدم الجزائر. وقال في هذا السياق، نحن لسنا ضد إقامة علاقات تعاون مع الحزب، شريطة أن يكون ذلك في إطار المنفعة المتبادلة والتعامل بالندية وبما يضمن الحفاظ على الذاكرة الجماعية في علاقتنا مع فرنسا الرسمية ومع فرنسا بتعدد أحزابها. بلخادم دعا أعضاء اللجنة المنصبة التي يترأسها الوزير المنتدب بوزارة الخارجية المكلف بالشوؤن المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، إلى العمل من أجل مواكبة الأحداث عن طريق تقصي المعطيات وكتابة مقالات وإعداد تحاليل سياسية وتنظيم ندوات حول كل ما يجري في العالم بهدف إنارة الرأي العام الجبهوي ومن ثم الرأي العام الجزائري والدولي، وعليه فلابد أن يكون للحزب إمكانية تغذية وحدات البحث حول كل القضايا الدولية، مثل تلك القضايا المرتبطة بتنقل الأشخاص، الاتحاد المغاربي، اتحاد الشراكة مع الاتحاد الأوربي وغيرها من الملفات. ولم يغفل المتحدث مكانة الجالية الجزائرية بالخارج، حيث دعا إلى متابعة شؤون الجالية من خلال النواب والمناضلين المقيمين بالخارج، وذّكر في هذه النقطة باللقاء الذي جمعه بفئة من الشباب المقيمين بمدينة ميلانو الإيطالية والذين أبدوا رغبتهم في تفعيل العمل الحزبي وكانوا مطلعين على كل تفاصيل الحزب ونشاطاته بما فيها الندوة الوطنية الأخيرة التي نظمها الأفلان حول التكوين السياسي للشباب بسيدي فرج.