الجزائر تجمع العالم من أجل وقف العدوان على غزة نجحت الجزائر في جمع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، من خلال قبول مبادرتها التي بدأت بحديث أجراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قبل أسبوع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و أمير قطر. و سيلتقي الأعضاء ال193 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة صباح اليوم بنيويورك في دورة طارئة مخصصة للوضع الخطير في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة لاسيما قطاع غزة، تعبيرا منهم عن الانضمام للمبادرة الجزائرية حسبما علم أمس من مصدر دبلوماسي بنيويورك. وبذلك تكون الدبلوماسية الجزائرية قد أعادت مرة أخرى القضية الفلسطينية إلى أكبر منبر سياسي عالمي، بعدما كانت قد رافعت لصالح القضية من ذات المنبر عام 1974 باسم مجموعة دول عدم الانحياز، و حينها تحدث الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى عارضا قضية شعب تم تشريده و اغتصبت أرضه، و صار جلاده ضحية و تحول الشعب الضحية إلى معتدٍ في عالم انقلبت فيه المفاهيم و الموازين. وغداة بدء العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة أطلقت الجزائر في سياق رد فعلها المدين و المندد بهذا العدوان مبادرتها الهادفة إلى "الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي و إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المتضررين". و تهدف مبادرة الجزائر التي تداولها الجهاز الدبلوماسي الجزائري عبر العالم إلى "إعادة خلق الأجواء لبعث مبادرة السلام التي يجب أن تفضي الى إنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف". وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد تحادث مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي و أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني حول الوضع في غزة، وتطرق الرئيس بوتفليقة مع محادثيه إلى إمكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من أجل حمل المجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة و كذا تضامن عربي أكبر مع فلسطينييغزة. و كانت الجزائر عند اطلاق مبادرتها قد قررت منح الفلسطينيين مساعدة مالية قيمتها 25 مليون دولار، و هو ما اعتبرته القيادة الفلسطينية و فصائل المقاومة التعبير الملموس عن التضامن و المؤازرة للفلسطينيين في محنتهم ، فيما اعتبرت اسرائيل الأموال الممنوحة للفلسطينيين من قبل الجزائر "عملا عدائيا". و كانت الجزائر قد شهدت أبلغ صور التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في مسيرات شعبية حاشدة جرت في العاصمة للمرة الأولى منذ سنوات، و عبر ولايات الوطن و مختلف المدن، و حتى الأطفال عبروا عن تضامنهم مع أطفال غزة الذين عاشوا صيفا تحت القصف و خرجوا في مسيرات خاصة بهم في شتى مناطق الجزائر. وقبل أسبوع قررت الجزائر الوقوف من أقصاها إلى أقصاها مع منتصف نهار الخميس الفارط تعبيرا عن التضامن مع غزة و توقفت كل أعمال الجهاز الحكومي و المؤسسات الاقتصادية لمدة 5 دقائق في كامل التراب الوطني تعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، و منذئذ سارت عشرات المسيرات في شتى ربوع الوطن منددة بالحرب التي تشنها إسرائيل على سكان غزة، كما توجه سياسيون و أكاديميون و حقوقيون نحو سفارات الدول الكبرى في العاصمة منددين بإنحياز تلك العواصم لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني و حقوقه و الضمير الإنساني. الجزائر التي لا تزال عند مبدأ الوقوف مع فلسطين ظالمة أو مظلومة لم تكتف بمنح مساعدة مالية بل جندت آلتها الدبلوماسية لحشد التأييد لصالح القضية الفلسطينية و تجاوبت مصر أولا مع المبادرة الجزائرية من خلال اتصال هاتفي من وزير خارجيتها سامح شكري مع نظيره الجزائري لعمامرة، عارضا التنسيق من أجل إنجاح المسعى، و قد أيدت مجموعة دول عدم الانحياز أيضا في اجتماع قبل يومين بطهران المبادرة الجزائرية، التي لاقت ترحيبا من لدن عديد الدول و العواصم العربية و الأفريقية و في أمريكا اللاتينية التي أدانت سياسات إسرائيل العدوانية و قطعت العلاقات الدبلوماسية معها ووصفتها فنزويلا بأنها دولة ارهابية. و لا شك أن صوت هذه الدول مجتمعة في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم سيكون ناصرا لفلسطين مدينا لإسرائيل، التي اقترفت أبشع جرائم الحرب في حق أطفال و مدنيين عزل منذ يوم 08 جويلة الماضي، مستفيدة من صمت الأنظمة الغربية المتواطئة، بينما خرجت شعوبها منددة بالجريمة في مسيرات لم تنقطع طيلة شهر تقريبا، و كان التمادي الإسرائيلي في العدوان قد جعل البعض يغير سياسته، و خاصة القصف الذي طال مدرستين لوكالة غوث اللاجئين الأممية حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة رفقة المجتمع الدولي و الهيئات الحقوقية العالمية ، وأعضاء دائمين بمجلس الأمن. فبعد الدعم الذي عبرت عنه لجنة حركة بلدان عدم الانحياز حول فلسطين لمبادرة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باستدعاء خلال اجتماع طارئ للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة حول غزة أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار من أجل تخفيف معاناة السكان المدنيين" في غزة و قال إنه ينضم إلى"الأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الخرق للقانون الدولي". ومن أجل تعجيل عقد اجتماع الأممالمتحدة باشرت الجزائر مساع دبلوماسية بالتنسيق مع الوفد الفلسطيني والمجموعات الإقليمية الأخرى لتجسيد المبادرة الجزائرية الرامية إلى وقف الاقتتال و التكفل الفوري بالأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عن العدوان العسكري الإسرائيلي على السكان المدنيين بغزة واستئناف مفاوضات السلام. و هو ما تحقق ببرمجة عقد الاجتماع اليوم الأربعاء بمقر هيئة الأممالمتحدة في نيويورك.