"العازف المتجوّل" .. مقاومة الحياة بالفن عرضت صبيحة أمس، بركح دار الثقافة هواري بومدين بسطيف مسرحية "العازف المتجوّل" لجمعية ناس المسرح لمدينة قايس ولاية خنشلة. و تدور أحداث المسرحية ذات الطابع الكلاسيكي و المخصصة لمسرح البراءة، حول طفل صغير فقد والديه في حادث غرق سفينة، ليفقد ذاكرته، بعد أن تمكن من النجاة بفضل تشبثه بكمان والده الذي طفى فوق الماء، و الذي سيتحوّل فيما بعد مصدر رزقه الوحيد. تجوّله بين القرى و المدن و هو الفاقد لذاكرته، جعل الناس يلّقبونه بالعازف المتجوّل. و ذات يوم و بينما هو يتجوّل من قرية من القرى، توّقف بإحدى الأسواق و بدأ يعزف، فلفت انتباه الحضور بعزفه الساحر ومن بينهم فتاة صغيرة تدعى "نرجس" التي دار بينهما حديث و دردشة طويلة قررت الفتاة بعدها مساعدته من خلال ضمه لفرقتها، المقبلة على تحدى مسابقة موسيقية كبرى، لكن أحد أفراد الفرقة "فادي" المتكبر والأناني، رفض الفكرة بدافع الحقد على العازف المتجوّل، فقرر مغادرة الفرقة رغم أنها كانت في أمسّ الحاجة إليه. و رغم توسلات أعضائها "باسم"، "راوية" و"نرجس" و الذين ألحوا على "فادي" بضرورة عودته للفرقة من أجل الفوز بالمسابقة، إلا أن هذا الأخير اشترط إبعاد العازف المتجوّل، لكن تمسك عناصر التشكيلة بالعضو الجديد، جعل "فادي" يعود إلى رشده بعد أن عانى من الوحدة وهجران أصدقائه، ليلتئم شمل الأصدقاء الأربعة مع العازف المتجوّل والتمكن من المشاركة في المسابقة الموسيقية و الحصول على المرتبة الأولى. وحاول كاتب المسرحية بن سي زرارة يوسف تبليغ رسالة مفادها تثمين الصداقة وإبعاد الحقد والأنانية والتكبر عن النفوس والضمائر. المسرحية المقدمة ضمن فعاليات مهرجان القراءة في احتفال في طبعته الرابعة، من قبل ورشة مسرح الطفل التابعة لجمعية ناس المسرح لمدينة قايس ولاية خنشلة، كانت متكاملة وعرض نصّها باللغة العربية الفصحى. و قد نالت إعجاب الحضور بفضل الكوريغرافيا المتقنة و حبكة نصها التي جعلت الجميع ينتظرون نهايتها، بالإضافة إلى ديكورها المتميز الذي توسطه الجزء العلوي من آلة الكمان. و عن مسرحية "العازف المتجوّل"، صرّح مخرجها هشام بردوك للنصر قائلا بأن المسرحية إنتاج 2014، وتعرض لثاني مرة بعد مشاركتها ضمن فعاليات الأيام الدولية لمسرح الطفل بخنشلة. و تحصلت المسرحية على عدة جوائز منها جائزة أحسن نص للكاتب بن سي زرارة يوسف وأحسن دور ذكور أدّاه وليد عيساوي بدور "فادي" وأحسن سينوغرافيا لهشام بردوك". وأضاف محدثنا حول جمعية ناس المسرح قائلا بأنها من أقدم الجمعيات بمدينة خنشلة وتأسست سنة 1991، تضم عدة ورشات مثل ورشة مسرح الكبار وورشة مسرح الكبار وورشة السينوغرافيا، مذكرا بأن الجمعية تحصلت منذ تأسيسها على 31 جائزة وطنية ودولية وشاركت في العديد من المهرجانات داخل وخارج الوطن. و عن طموحاتها المستقبلية قال المتحدث بأنها تهدف إلى تكوين جيل من الممثلين ودعم المسرح الجزائري بمواهب شابة قادرة على النهوض به وتشريفه في المحافل الدولية سواء في مسرح الكبار أو الصغار. رمزي تيوري