ثلث السكان بالجزائر يعانون من السمنة وربعهم من ارتفاع ضغط الدم دق مختصون أمس الثلاثاء، ناقوس الخطر إزاء الاستفحال الخطير لداءالسكري الذي قالوا أنه يزحف في صمت و بصورة مخيفة تبعث على القلق داخل المجنمع الجزائري، الذي بدأت تتفشى فيه السمنة و ما يرتبط بها من أعراض مرضية قد تكون خطيرة. مشيرين إلى أنه تم الإهتمام بتحسين العلاج وتوفير مختلف أنواع الأدوية الموجهة للتكفل بداء السكري دون أن تأخذ الوقاية والتربية الصحية حقهما حتى الآن. وأكد أطباء من مختلف الاختصاصات ومناطق الوطن على هامش الإجتماع السنوي ال 50 للجمعية الأوروبية للدراسة حول السكري الذي تجري فعاليته بفيينا من 15 إلى 19 سبتمبر أن المريض الجزائري استفاد من معظم أنواع العلاج إلا أن «الوقاية والتربية الصحية لازالتا لم تأخذا حقهما حتى الآن». وثمن رئيس الجمعية الجزائرية للطب الداخلي الأستاذ رشيد مالك المجهودات التي بذلتها الجزائر من أجل تحسين العلاج الذي عرف قفزة نوعية منذ سنوات التسعينيات وتوفير أحدث الأدوية، وتعويضها من طرف الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. وفي ظل غياب هذه العوامل المذكورة يبقى داء السكري- حسب الأستاذ مالك الذي يشغل كذلك منصب رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي بسطيف، يزحف بصمت وسط بيئة مشجعة على إستفحاله، حاثا على تنظيم العلاج على جميع المستويات حتى لايضيع المريض بين مختلف المصالح والهياكل. من جهة أخرى، دقت رئيسة الجمعية الجزائرية لداء السكري الأستاذة زكية حربوش ناقوس الخطر حول نسبة الإصابة بالوزن المفرط والسمنة بالجزائر مشددة على تعزيز التوعية حول هذا الجانب للتخفيض من نسبة الإصابة بداء السكري الذي تزداد نسبة الإصابة به من سنة لأخرى. وأشارت الأستاذة التي تشغل كذلك منصب رئيسة مصلحة بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو استنادا إلى تحقيقات وطنية أن ثلث السكان بالجزائر يعانون من السمنة وربعهم من إرتفاع ضغط الدم الشرياني حاثة على تعزيز الوقاية حول التخفيض من إستهلاك السكر والملح بالمجتمع والمأكولات الخفيفة الغنية بالدهون والسكريات مع دعم التربية الصحية بالمنظومة التربوية لحماية الأجيال القادمة من خطر داء السكري وتعقيداته. أما الدكتور سمير عويش من مصلحة داء السكري بالمؤسسة الإستشفائية مصطفى باشا فقد ركز على ضرورة التكفل بقدم المصاب بداء السكري واصفا تعرض نسبة كبيرة من المرضى إلى بتر الساق «بالوضعية الكارثية»مؤكدا بأن تعزيز الوقاية حول هذا الجانب تحمي نسبة 80 بالمائة من المرضى من البتر. وذكر بالمناسبة أن بين 50 إلى 80 بالمائة من المصابين بداء السكري الذين يتعرضون إلى قطع الساق الأولى يتعرضون إلى بترالثانية خلال الخمس سنوات التي تلي العملية الأولى معتبرا ذلك مؤشرا على وفاة المصاب.