الوضع الحالي لموسيقى المالوف سيء وأرفض تشويه هذا التراث اعتبر الفنان جمال عراس بأن الوضع الحالي لموسيقى المالوف غير جيد ،مقارنة بما كان عليه في السنوات الماضية، فيما استنكر قيام بعض الفرق بإدخال تغييرات على مقاطع تراثية من الموسيقى الأندلسية القسنطينية، بالإضافة إلى حديثه عن الشروط الأساسية التي يجب توفرها في المغني. وقال الفنان في حوار خص به النصر، بأن المالوف فقد مكانته كثيرا في الساحة القسنطينية، وذلك بسبب العزوف الكبير للمستمعين عن هذا التراث، مشيرا إلى أن الجمهور لم يعد يولي اهتماما كبيرا له، خصوصا في حفلات الأعراس، التي قال بأنها لم تعد تحيا بالأنغام القسنطينية، كما كان عليه الأمر سابقا، أين لم يكن يخلو أي بيت قسنطيني من أنغام المالوف حسب قوله، بالرغم من أنه أفاد بأنه ليس متشائما من مستقبل المالوف، حيث أوضح بأن هذه الموسيقى لن تندثر مادام هنالك من يسعى للحفاظ عليها، فيما أرجع سبب نقص الإقبال عليها، إلى سنوات العشرية السوداء وما سببته من تراجع للذوق الفني عند المستمعين. جمال عراس لم يخف استياءه أيضا لقيام بعض الفرق بإدخال تغييرات على مقاطع الباشراف الموسيقية، وبعض المقاطع الأخرى، مما أدى حسبه إلى "تشويه الهيكل الأصلي" لهذه الموسيقى، وأفقدها الطابع القسنطيني، حيث قال بأنه يرفض بشدة هذا الأمر، وأنه أصبح اليوم يوجه المتعلمين الجدد إلى الأخذ عما تركه الشيوخ الأوائل، كالشيخ حسونة، فيما قال بأنه لا يلوم العازفين الشباب على الأخطاء التي يرتكبونها في عزفهم بسبب عد توفر نسخة صحيحة عن المالوف، موضحا بأنه ليس ضد التجديد، وإنما هو يرفض أن يتم تشويه هذا الموروث الفني الذي تنفرد به مدينة قسنطينة، بينما أشار من جهة أخرى، إلى أن المغني يجب أن يراعي الجمهور الذي يستمع إليه، من خلال العمل على تلبية مختلف الأذواق، في إشارة منه إلى أن عدم احترام السياق الذي تؤدى فيه المقطوعة، يتسبب في مغادرة المستمعين للقاعات في كثير من الحالات. ودعا المغني والعازف على آلة الكمان، الشباب إلى عدم التركيز على الجانب التجاري، قائلا بأنه منذ بداية مسيرته الفنية سنة 1976 على يد الشيخ قدور درسوني، لم ينتظر الربح المادي من الموسيقى التي يمارسها، موضحا بأنه تعلم الموسيقى عن حب، ولا يزال محافظا على هذا المبدأ، حيث يملك الفنان ألبومين سجلهما منذ عدة سنوات، فيما يستعد لطرح ألبومين جديدين، سيضمان أغاني من التراث القسنطيني، ك"البوغي" و"قالوا لعرب قالوا" كشف بأنه يسعى من خلالهما للمساهمة في إثراء الرصيد الفني والثقافي لمدينة قسنطينة.