حرق 7 سيارات والأمن يستعمل الغاز المسيل للدموع بالزيادية تجددت، مساء أمس الأول، المواجهات بين شباب من حي الزيادية و الفوبور، وصفت بالأعنف منذ بداية الشجارات قبل ثلاثة أيام، بعد أن استعمل فيها لأول مرة «المولوتوف» إلى جانب الرشق بالحجارة، ما أدى إلى حرق 7 سيارات، في حين استعملت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفرقة المشاغبين وإعادة الهدوء للحي. وشهد حي الزيادية صبيحة أمس حالة ترقب وهدوء حذر عقب تجدد الشجارات بين شبان من الحي وآخرين من حي الفوبور، كانت الأعنف منذ بداية المناوشات قبيل ثلاثة أيام، في حين كانت ملامح الصدمة والذهول بادية على السكان، وكانت مواجهات الليلة الثالثة حديث الكبير والصغير بالحي، خصوصا وأن المواجهات دامت هذه المرة أزيد من ست ساعات متواصلة. ولا تزال آثار الحجارة المستعملة في المواجهات بادية عند مدخل عمارات حي الزيادية المقابلة للمتقن، إلى جانب آثار النيران التي استعملها السكان كحواجز لمنع المنحرفين من الاقتراب للسكنات، رغم أن حظيرة السيارات والتي كانت قد ركنت بها 7 مركبات قد حرقت عن آخرها بعد أن ألقيت بها زجاجات حارقة. وأكد عدد من سكان الزيادية أن حوالي 70 شخصا قدموا من حي الفوبور المجاور مدججين بأسلحة بيضاء وسيوف، إضافة إلى قارورات حارقة، وباشروا رشق السكان وكل ما يصادف طريقهم بالحجارة، محاولين الاقتراب من العمارات، حيث أوضح أحد السكان في حديث للنصر أن بعض المشاغبين كانوا يريدون إلقاء قارورات المولوتوف بعداد الغاز بالعمارة لولا أن بعض الشباب تصدوا لهم. ودامت المواجهات بين الجهتين إلى غاية الواحدة فجرا، رغم محاولات عناصر الأمن مدعمين بوحدات مكافحة الشغب التي استعملت هذه المرة الغاز المسيل للدموع، إلى جانب كافة الوسائل القانونية المتاحة من أجل إعادة استتباب الأمن بالحي، وتأمين السكان والعائلات، خصوصا وأن بعض أرباب العائلات أكدوا أنهم سيغادرون منازلهم إلى غاية عودة الهدوء إلى الحي، في حين قام كل التجار القريبين بغلق محلاتهم باكرا تفاديا لأي خسائر يمكن أن تصيبها في حال تجدد المواجهات مرة أخرى. وبدا استعداد السكان لليلة القادمة واضحا، خصوصا وأن كل المؤشرات كانت توحي بتجدد المواجهات، حيث أوضح بعض سكان حي الزيادية ورواد طريق جبل الوحش أنهم سينهون كافة انشغالاتهم في ساعات مبكرة من المساء، والعودة إلى منازلهم مبكرا، تفاديا لقطع الطريق أثناء المواجهات، خصوصا وأن الكثيرين اضطروا لانتظار انتهاء المواجهات من أجل العودة إلى منازلهم. وقد كانت النصر شاهدة زوال أمس على شجار بين بعض الشباب بعد أن أقدم عدد من المراهقين بالاعتداء على أحد الشباب الذي فر بجلده بعد أن أصيب بجروح متفاوتة على مستوى الوجه، إثر تلقيه ضربات بواسطة حجارة، إلى جانب تحطيم زجاج خلفي لسيارة من نوع «بيجو 406». وطالب سكان العمارات المحاذية للطريق الرئيسي بحي الزيادية والمنازل القريبة من السلطات الأمنية الضرب بيد من حديد من أجل الوقوف في وجه المشاغبين الذين حوّلوا حياتهم إلى جحيم على حد قولهم، وتسببوا في خوف وهلع شديدين، وتقديم المتورطين أمام العدالة مهما كان عددهم، وذلك حتى يكونوا عبرة، في حين أكدوا أن سبب خروجهم للشارع وحمل الحجارة وغلق الطرق المؤدية نحو المنازل كان دفاعا عن النفس وتفاديا لتعدي بعض المنحرفين على عائلاتهم وممتلكاتهم. المكلف بالاتصال على مستوى مديرية الأمن أكد أن أعوان الأمن وفور بداية المناوشات قاموا بتدخل سريع قبل أن تصل تعزيزات أمنية، مجهزة بمعدات ووسائل مكافحة الشغب، حيث تم استعمال كافة الوسائل القانونية لتأمين الحي وإعادة التحكم في الوضع، وهو ما تم حوالي الساعة منتصف الليل، حيث بقيت قوات الأمن بالمنطقة إلى غاية عودة الهدوء كليا. وأضاف ذات المسؤول أن مديرية الأمن ومن خلال الأمن الحضري الثاني عشر قد فتحت تحقيقا في المواجهات من أجل الكشف على هوية المشاغبين والمتسببين في المواجهات وتقديمهم للعدالة. يذكر أن المواجهات اندلعت قبل ثلاثة أيام بعد تعرض شاب من الزيادية لاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف شبان يقيمون بحي الأمير عبد القادر. عبد الله بودبابة - تصوير: الشريف قليب