نحن لا نحقد على من استعمرنا قال أمس سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أننا لا نحقد على من استعمرنا. خلال حديثه عن دور الولاية التاريخية السادسة، مؤكدا أنه إذا فشلنا في مرحلة البناء فكأننا لم ننتصر في ثورة التحرير. أمين عام منظمة المجاهدين تحدث مطولا من بسكرة عن دور المنطقة في تدعيم الثورة التحريرية المجيدة، مؤكدا في منتدى جريدة الشعب حول دور الولاية التاريخية السادسة في تموين وتسليح الثورة التحريرية المنعقد بقاعة المحاضرات بالمتحف الجهوي للمجاهد على ضرورة تدوين تاريخ المقاومة الجزائرية بالجنوب وتكثيف الملتقيات التي من شأنها التعريف بالدور الهام الذي قامت به القاعدة الجنوبية آنذاك خاصة ما تعلق بتوفير السلاح. وبعد أن عرج على المؤامرات التي قامت بها فرنسا للقضاء على الثورة ومحاصرتها في ظل قوة العدد والعدة الذي كانت تستحوذ عليه في تلك الفترة تطرق إلى مشاركة الجزائريين في حرب فرنسا ضد الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، كشف أن العدد وصل إلى 149 ألف جندي هلك معظمهم في تلك الحرب، وعن أهم المعارك التي شهدتها الولاية التاريخية السادسة إبان الثورة المجيدة أشار ذات المسؤول الذي يعد واحد من مجاهديها أن الفترة الممتدة من سنة1959 إلى غاية 1962 شهدت وقوع 245 معركة واصفا إياها بالمرحلة الصعبة، مقابل وقوع 372 اشتباكا و163 كمينا ونحو196 هجوما و258 عملية، ملحا في سياق حديثه على ضرورة التعريف بالدور الهام الذي قامت به المنطقة الجنوبية إبان الثورة التحريرية المظفرة وذلك بما يسمح بإثراء التاريخ الوطني ليختم حديثه حول ضرورة ترسيخ الفكر الوطني والمحافظة على المبادئ مهما كانت الظروف، داعيا إلى عدم التفريط في الوطن والمساهمة في الصلح بين دول الجوار بعيدا على لغة السلاح. المتدخلون في المنتدى الذي حضره أساتذة جامعيون، ومجاهدون وطلبة أبرزوا التضحيات التي قدمها جنود جيش التحرير الوطني بالمنطقة والذين كان على رأسهم المرحوم محمد عصامي رفقة مجموعة من الرعيل الأول من المجاهدين والتعريف بتاريخ المنطقة للأجيال القادمة، وإبراز التضحيات الجسام التي قام بها سكانها إبان الثورة التحريرية، حيث تم في هذا اللقاء تقديم شروح وافية حول النشاط الثوري الذي قامت به هذه المنطقة من جنوب البلاد خلال حرب التحرير الكبرى وحول الشخصيات القيادية التي كانت تشرف على خوض المعارك بالمنطقة. وفي مداخلته أبرز الأستاذ فريخ خميسي وهوأستاذ و باحث جامعي رصيد مقاومة الزيبان في المقاومة والحركة الوطنية من خلال المحطات الهامة إبتداء من تاريخ مقاومة خلفاء الأمير عبد القادر بعد سقوط قسنطينة سنة1837 فثورة الزعاطشة سنة1849 ثم ثورة الصادق بلحاج سنة 1858 فثورة العامري سنة 1876 إلى المشاركة في ثورة 1916، مؤكدا أن عملية التحضير في منطقة الزيبان لثورة نوفمبر ومساهمتها في الإعداد لها بدأت منذ زمن المنظمة الخاصة وأن دورها في ذلك ظهر في عملية التسليح التي كلف بها المناضل محمد عصامي وأيضا من خلال مساهمة منطقة الزاب الشرقي لموقعها، وكونها كانت سوق لتجارة الأسلحة مثلها مثل منطقة وادى سوف. من جهته سلط الباحث والدكتور نصر الدين مصمودي الضوء على دور الولاية التاريخية في تموين وتسليح الثورة المباركة مشيرا أن الحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب الجزائري كانت من الثوابت التي كان يتمسك بها سكان الصحراء من خلال إنخراطهم في الثورة المسلحة ومؤازرة قادتها مما ساهم في توسيع رقعة الثورة جغرافيا. بعض المجاهدين الذين عايشوا الفترة المذكورة من جهتهم أكدوا في مداخلاتهم أن إنشاء الولاية السادسة إبان ثورة التحرير الوطنية يندرج ضمن الإستراتيجية العسكرية التي اعتمدها جيش التحرير الوطني آنذاك والتي ساهمت في تحكمه في المناطق التي قد تؤثر سلبا على أهداف الثورة. وتم بمناسبة المنتدى تنظيم معرض للصور ببهو المتحف تم من خلاله عرض مختلف المراحل التاريخية للمنطقة والتعريف بالمجاهدين والشهداء الذين كونوا هذه الولاية التاريخية التي إعتمدت في عملها السياسي على تعيين خلايا تضم مجموعات من الأشخاص معروفين بالمنطقة وتتوفر فيهم جملة من السمات مهمتها نشر الفكر الثوري ومبادئ الثورة إلى جانب القيام بالتدعيم والتموين.