هدفنا إنهاء التصفيات بديناميكية الإنتصارات لتأكيد القوة و التحضير الجيد ل "الكان" أكد الناخب الوطني كريستيان غوركوف، بأن ضمان التأهل مبكرا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، لا يعني بأن الخضر سيخوضون اللقاءين المتبقيين أمام إثيوبيا و مالي بأقل جدية، مشيرا بأن التأهل تحقق والهدف المسطر تجسد، لكن هناك أهداف أخرى مازال يراهن على تحقيقها، منها مواصلة المشوار بنفس الديناميكية على وقع الانتصارات، والبحث عن تطوير أسلوب اللعب وتحسين المردود الجماعي، ليخلص إلى التأكيد على أن تشكيلته ستخوض المواجهتين القادمتين، بحثا عن الفوز وإنهاء التصفيات بمشوار إستثنائي و مميز. غوركوف وفي ندوة صحفية نشطها أمس بقاعة المؤتمرات بمركب محمد بوضياف، أشار إلى أنه ومنذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني، عمد إلى انتهاج إستراتيجية لعب جديدة، بالاعتماد على طريقة (4/4/2)، والتركيز على العمل الجماعي و التمريرات القصيرة، مع انتهاج خطة هجومية، وهو النظام الذي وجد اللاعبون الجزائريون- على حد قوله- صعوبة نسبية في التأقلم معه في المباريات الأربع السابقة، وعليه سيعمل على استغلال المقابلتين المتبقيتين أمام إثيوبيا ومالي لتعويدهم على هذه الخطة مع رفع الريتم، وبالتالي تجنب سيناريو اللقاء الأخير أمام مالاوي، حيث تم تسجيل تراجع العطاء البدني في الشوط الثاني. الناخب الوطني أبدى إصرارا كبيرا على ضرورة الفوز، وأكد بأن التأهل المسبق لا يعني بان اللقائين المتبقيين أصبحا وديين، بل يكتسيان أهمية كبيرة، كونهما محطة بارزة في برنامج التحضير لنهائيات «الكان»، فضلا عن السعي لتأكيد النتائج الإيجابية المحققة مؤخرا، مع العمل على إستغلال التحرر من ضغط النتيجة لتحسين أسلوب اللعب الجماعي، و السرعة في تمرير الكرة و نقلها بين الخطوط الثلاثة، و هي جوانب مهمة تجعل طموحاتنا كبيرة في ختام هذده التصفيات». و إنطلاقا من هذه المعطيات أوضح غوركوف بأن البحث عن الفوز في مواجهتي إثيوبيا و مالي مستمد أيضا من الروح الإنتصارية التي ما فتئ يعمل على زرعها في اللاعبين خلال التربصات الإعدادية، مؤكدا بأن تركيز النخبة الوطنية منصب على المقابلتين القادمتين من أجل الإنتصار و مواصلة المسيرة بنفس «الديناميكية»، لأن «الخضر» كما أضاف « يدركون جيدا بأنهم أصبحوا يحتلون المركز 15 عالميا، و التقدم في تصنيف الفيفا أو المحافظة على هذه المرتبة المرموقة يمر عبر شرط أساسي هو تجنب الهزيمة في مقابلة رسمية على الأقل، و هو ما يزيد من أهمية الرهان في مقابلتي مالي و إثيوبيا». قوة إثيوبيا في المرتدات الهجومية و لقاء مالي محك حقيقي على صعيد آخر إعترف غوركوف بأن «الخضر» و إن كانوا قد فازوا على إثيوبيا في لقاء الذهاب فإن مباراة السبت القادم ستجرى بمعطيات مختلفة، لأن المنافس سيسعى للدفاع عن حظوظه في التأهل إلى «الكان»، خاصة بعد الإنتصار الذي كان قد عاد به من باماكو، و هنا فتح الناخب الوطني قوسا ليؤكد على أن نتيجة لقاء أديس أبيبا و إن دلت على قوة التشكيلة الجزائرية فإنها لا تنقص من مؤهلات الخصم، الذي يستمد قوته من المرتدات الهجومية السريعة، و هو الأمر الذي كشف عنه ضد مالي، لما تدارك هزيمته ذهابا بالفوز في العودة، و لو أن المدرب الوطني لمح إلى إمكانية قيامه ببعض التغييرات، و ذلك بمنح الفرصة لعناصر لم تشارك في المباريات السابقة، من أجل الوقوف على مدى تجاوبها مع الطريقة المنتهجة، و نجاعة خيارها، رغم أن الطاقم الفني قرر تخصيص اليومين الأولين من التربص للاسترجاع على أن ينطلق العمل الجاد صبيحة اليوم، حيث سيخوص «الخضر» حصتين نهار اليوم يتم فيهما التركيز على الجانبين التقني و التكتيكي. إلى ذلك فقد إعتبر غوركوف بأن اللقاء الختامي أمام مالي سيكون بمثابة المحك الحقيقي للتشكيلة الوطنية، لأن المنافس يضم في صفوفه لاعبين يمتلكون مهارات فردية عالية، و ينشطون في خيرة الدوريات الأوروبية، رغم أن نتائج منتخب مالي في باماكو لم تكن جيدة و لا تساير تركيبته البشرية، لكنه ينتظر تلك المقابلة للوقوف على رد فعل العناصر الوطنية في وضعية تختلف عن لقاء الذهاب، لأن الفوز لم يكن حسبه مقنعا، بسبب تراجع المردود الجماعي. و في نفس الإطار أشار الناخب الوطني إلى ان «الخضر» سيستفيدون هذه المرة من عامل البرمجة مقارنة بما عايشوه في الشهرين السابقين، لأن اللقاء الأول سيجرى بالجزائر قبل التنقل إلى مالي، و بالتالي فإنه لا ينتظر تأثر لاعبيه بالإرهاق و التعب مقارنة بما كان عليه الحال في مباراة الذهاب. الصراع على المناصب سيبلغ ذروته و بوقرة قائد «نموذجي» من جهة أخرى عرج غوركوف على القائمة التي إستدعاها لهذا التربص، و أكد في هذا الصدد بأن هناك العديد من المعايير التي يستند إليها لضبط التعداد، حيث أشار إلى أن إستدعاء مهدي عبيد جاء بعد تألقه في نادي نيوكاستل الإنجليزي، بينما إرتأى منح الفرصة لبونجاح بغرض تمكينه من إكتشاف أجواء المنتخب، و الوقوف على مدى تجاوبه مع المجموعة، في اشارة واضحة إلى أن هذا اللاعب سيبقى خارج نطاق الخدمة في اللقائين القادمين، حاله حال المدافع زفان الذي يرى غوركوف بأنه لاعب مستقبلي بالنسبة للمنتخب، و ضمه في هذه المرحلة سيسمح له بكسب الخبرة و التجربة بالتأقلم مع أجواء التربصات. و في سياق متصل أشاد غوركوف بالدور الكبير الذي يلعبه مجيد بوقرة وسط المجموعة، و أكد بأنه يبقى «قطعة أساسية» في المنتخب، على إعتبار أنه يؤدي دور القائد المثالي، بحكم خبرته الطويلة، رغم أنه سيعتزل اللعب دوليا مباشرة بعد «الكان»، في الوقت الذي إعتبر فيه المدرب الوطني تركيبة محور الدفاع منسجمة و مطمئنة بالنسبة له، لأن حليش في «فورمة» و مجاني و بلكلام جاهزان للمنافسة، الأمر الذي يفتح المجال أمامه لتجريب عديد الخيارات، مع توفر عامل الخبرة لدى العناصر الثلاثة، وهنا فتح غوركوف قوسا ليكشف عن قرار تحويله كادامورو إلى مهمة أخرى على مستوى الجهة اليسرى من الدفاع. و قد جدد الناخب الوطني التنويه بالمردود الذي يقدمه براهيمي، خاصة و أنه كان قد ساهم في صنع الفوز على مالاوي في اللقاءين السابقين، رغم أن مستواه مع نادي بورتو يبقى أفضل، لأنه يتماشى و المؤهلات الفردية العالية التي يمتلكها هذا اللاعب، و لو أن غوركوف أشار إلى أن تواجد عديد اللاعبين في خطي وسط الميدان و الهجوم في أوج العطاء خلال هذه الفترة حرم لاعبين آخرين من المشاركة في تربصات المنتخب، و أخذ مثالا على ذلك الثنائي قادير و يبدة، حيث أشار إلى أن عامل السن و كذا الجاهزية تبقى أبرز المعايير التي يراهن عليها في ضبط القائمة. بلفوضيل و قديورة ضحية نقص اللياقة و المحليون بعيدون عن المستوى بالموازاة مع ذلك أكد غوركوف بأن شطبه إسحاق بلفوضيل و عدلان قديورة من القائمة كان بسبب ضعف اللياقة البدنية، و أوضح في هذا الشأن بأنه كان قد تحدث هاتفيا مع كل عنصر من أجل الوقوف على حالته البدنية، ليتأكد بعدها بأن ظروف قديورة و بلفوضيل لا تسمح لهما بالتواجد مع المنتخب في الوقت الراهن، لأن قديورة يبقى خارج نطاق الخدمة في نادي كريستال بلاص الإنجليزي، الأمر الذي أثر كثيرا على مستواه، بينما إعتبر حالة بلفوضيل استثنائية، كونه كما صرح « يعاني كثيرا من الناحية البدنية، و يبقى بحاجة إلى عمل جبار لتحسين مستواه من هذا الجانب، حتى أنه لم يقدم الشيء الكثير في مباراة الذهاب ضد مالاوي، بصرف النظر عن تأثره بالمناخ و وضعية أرضية الميدان، لكنني إقتنعت بأنه ليس جاهزا للتواجد ضمن تعداد المنتخب». إلى ذلك فقد إعتبر المدرب الوطني عدم إدراج لاعبين محليين في القائمة بإستثناء حارسي مرمى و المستنجد به في آخر لحظة شنيحي خيارا حتميا أملته عديد المعطيات، من أبرزها كما قال ضعف مستوى البطولة الجزائرية، و عدم مواكبتها للإنجازات التي يحققها المنتخب على الصعيدين القاري و العالمي، و ذلك بعد معاينته لكل اللاعبين خلال التربصات الدورية التي ينظمها لفائدة منتخب «المحليين»، حيث أكد في هذا الصدد بأن المنتخب الرديف يعد الخزان الرئيسي لمنتخب الأكابر، لكن عدم جاهزية العناصر المحلية من جميع الجوانب يبقيها بعيدة عن المستوى الحالي للمنتخب، مادام المحترفون يثبتون وجودهم في أنديتهم و مع المنتخب. تتويج وفاق سطيف قاريا لا يعني جاهزية لاعبيه للتواجد مع المنتخب و في سياق ذي صلة و لئن كان غوركوف قد أشاد بالإنجاز الذي حققه وفاق سطيف عند تتويجه بدوري أبطال إفريقيا، و ضمان المشاركة في «الموندياليتو» فإنه أكد بالمقابل بأن غياب لاعبي هذا الفريق عن تعداد المنتخب الوطني لا يعني بأن هناك عناصر حرمت من التواجد مع «الخضر» بعد تألقها مع الوفاق، حيث أوضح بأن أغلب لاعبي وفاق سطيف شبان و يفتقرون للخبرة و التجربة التي تسمح لهم بالمشاركة مع المنتخب في منافسات دولية، لأن أجواء المنتخبات تختلف كلية عن النوادي، إلى درجة أنه ذهب إلى حد القول بان لاعبي وفاق سطيف لم يكونوا معنيين بتربصات منتخب المحليين بسبب إرتباطاتهم بالمنافسة القارية، و المرحلة القادمة ستعرف إقدامه على توجيه الدعوة لبعض اللاعبين من هذا الفريق للمشاركة في تربصات «المحليين»، على أن يبقى كل لاعب مطالب بالتألق و التأكيد على جاهزيته للتواجد مع منتخب الأكابر من أجل نيل فرصته، دون مراعاة مسيرته مع ناديه.