حزب فرنسا وراء تهميش وتقزيم الشهيد زيغود يوسف قال المجاهد العقيد عمار بن عودة، بأن الشهيد زيغود يوسف كان يمثل نموذجا في تحرير الشعوب التي كانت تعيش تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، و أنه يمكن القول أنه بطل للعالم الثالث وليس بطلا للجزائر فحسب، فقد أعطى لهذه لشعوب كماأضاف درسا في كيفية التحرر من الاستعمار الفرنسي، وقدم مثالا على ذلك، هجومات 20 أوت 1955 التي ألهمت جماعة جنوب إفريقيا بمجيء الراحل نيلسون مانديلا الذي تعلم من الثورة الجزائرية، ليصبح زعيما عالميا. وأكد عضو مجموعة ال 22 خلال كلمة ألقاها بمناسبة الملتقى الدولي حول زيغود يوسف الذي احتضنته جامعة 20 أوت 1955 يومي الأربعاء والخميس، أن أطرافا ممّا أسماه ب «حزب فرنسا» و التي قال أنها متغلغلة عبر ربوع الوطن، عملت على تهميش البطل زيغود يوسف وغيره من أبطال الثورة بناحية الشرق، كما هو الحال بالنسبة لبن طوبال، وبن عبد المالك رمضان وغيرهم، فأحمد زيغود مثلما قال» قائد كبير، لكن للأسف لم يأخذ حقه من الاهتمام وتم تقزيم شخصيته القوية والمتميزة، في حين أن زعماء من إفريقيا تدربوا على أيدي قادة الثورة أصبحوا زعماء وشخصيات عالمية مثل الراحل مانديلا. وعاد بن عودة بذاكرته للحديث عن أول مرة التقى فيها بالبطل زيغود يوسف وكان ذلك سنة 1948 بالأوراس خلال دورة تدريبية على صناعة واستعمال المتفجرات، وبالتحديد بمنزل مصطفى بن بوالعيد رفقة العربي بن مهيدي وديدوش مراد ومحمد بوضياف، ثم بالسجن سنة 1950 وكيف دبر عملية هروبهم من السجن في العام الموالي أي سنة 1951 بصناعته مفتاح بواسطة ملعقة. وتطرق بن عودة إلى هجمات 20 أوت 1955 منوها بالدور الكبير لزيغود يوسف في التخطيط والقيادة لهذه الهجمات التي كانت محطة هامة في تاريخ الثورة التحريرية، وكذا شعوب العالم الثالث، حيث أشار بن عودة إلى أن زيغود يوسف كان يرغب في تنفيذ الهجومات في منتصف النهار وصلى لذلك صلاة الاستخارة. ثم تطرق بن عودة إلى موقف الشهيد من مؤتمر الصومام 1956 وكيف أن زيغود يوسف لم يكن راضيا عن برنامج عمل المؤتمر بسبب ابتعاده عما جاء به بيان أول نوفمبر. وواصل بن عودة حديثه عن رفيق دربه بالتطرق إلى مرض زيغود يوسف عند إصابة عينه اليمنى بالبياض، و الإحباط النفسي الذي انتابه وقتها لعدم قدرته على حمل السلاح، وكيف عالج عينه بمادة الشبّ الحارقة اهتداء بسنة الرسول( ص). ولأول مرة يتحدث بن عودة عن سر القبعة التي يحملها الشهيد في الصورة وهي لأسير فرنسي قضى 8 أيام معه، قبل أن يقرر اطلاق سراحه ولم يجد الأخير شيئا ليقدمه لزيغود عرفانا لكرمه وحسن معاملته، له سوى تلك القبعة. ثم تحدث بن عودة عن ظروف استشهاد زيغود يوسف، لما كان متوجها إلى منزله لرؤية ابنته شامة بمنطقة «الحمري» بمدينة سيدي مزغيش، وذلك في سبتمبر 1956، نافيا في ذات السياق، وجود أية وشاية أو خيانة بزيغود.