قسنطينة تحت عدسات كاميرات هواة التصوير الفوتوغرافي «صورة بلا حدود»، «فوتوغرافيا»، «فوتوغرافي دي زاد»، «النادي الجزائري للفوتوغرافيا»، «المصوّرون الأحرار»، «فريلانس فوتوغرافي»...و غيرها من التسميات المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي أطلقت على مجموعات خاصة أو عامة يرتادها هواة الفوتوغرافيا و حتى المحترفين، يتبادلون من خلالها جديد عالم التصوير، و الإعلانات الخاصة بالمسابقات و الصالونات المنظمة في هذا المجال، إلى جانب نشر صور أبدعت في التقاطها عدسات كاميراتهم. الهواية برزت بقوة بقسنطينة، التي تحوّلت أزقتها القديمة مؤخرا إلى محط أنظار المصوّرين الهواة الذين راحوا يوّجهون عدسات كاميراتهم إلى مواقعها المتميّزة و معالمها محاولة لإظهار سحر المكان فيها و خصوصيتها التاريخية و العمرانية و الثقافية، كما استغل بعضهم الكثير من الصور الملتقطة في مسابقات مهمة و معارض فوتوغرافية وطنية، جهوية و حتى دولية لروعتها. و برز وجه المدينة الخفي، من أسفل واد الرمال و بين أحضان صخرها العتيق و كذا جسورها المعلقة،و أعيدت صور المرأة بالملايا السوداء، كما ساهم البعض في تخليد ما تبقى من أزقة، و أحياء المدينة القديمة من خلال تخصيص خرجات منظمة لهواة الصورة الفوتوغرافية، و تشجيعهم على التقاط أكبر عدد ممكن من اللقطات قبل انتقاء أجملها، لضمه إلى أرشيف ذاكرة المدينة، الذي أثراه الكثير من الأوفياء للذاكرة الجماعية بصور قديمة نادرة تم نشرها في صفحاتهم الخاصة، و تداولها عشرات المعجبين في شكل ألبومات خاصة بقسنطينة التي تستعد لاحتضان تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015. و حقق عدد من صفحات الفايسبوك التي فتحها مصوّرون محترفون و كذا هواة من قسنطينة نسبة زيارة و مشاركة عالية، تجاوز بعضها أكثر من 16ألف زيارة، حرص أصحابها على نقل أجواء الخرجات و الجولات الاستطلاعية المنظمة من حين إلى آخر بعدد من مواقعها المناسبة لتجسيد لوحات فنية جميلة، تليق بالمتاحف و الصالونات الفوتوغرافية الدولية. و قد نجح عدد من الهواة في فرض أسمائهم في مجال التصوير الفوتوغرافي و كانت لهم فرصة المشاركة في معارض وطنية بمختلف مناطق الوطن كتلمسان، سعيدة، الأغواط .. و منهم من حالفهم الحظ في المشاركة في صالونات دولية، مثل المصوّرة الفوتوغرافية القسنطينية سهام صالحي التي أدرج اسمها ضمن قائمة الفنانين الذين سيشاركون في المهرجان الدولي السنوي للمرأة العربية في فينلندا، تثمينا لجهودهم و تميّزهم في الساحة الفنية ،و إسهاماتهم لأجل نشر الثقافة العربية. و قد أخذت الصورة الفوتوغرافية حيزا كبيرا ضمن هوايات الكثير من الشباب، الذين حفزهم التطوّر التكنولوجي المستمر في مجال تقنيات الصورة ،و الآلات الفوتوغرافية على ممارسة هذا الفن، الذي اختار بعض الهواة احترافه، فيما اكتفى البعض الآخر بفتح نواد افتراضية، لنشر إبداعات عشاق الصورة و تقديم دروس تكوينية مجانية لهم عبر الواب. لم تتوّقف هواية التصوير لدى البعض عند التقاط الصور في البر، بل راحوا يخوضون تجارب أكثر متعة تحت الماء مع ظهور الكاميرات الرقمية ذات الغلاف الخارجي الشفاف الذي يحميها من تسرّب المياه ، و التي و إن كانت لا تصلح للغوص لمسافات عميقة مثل نوع «أوبشيو، في بي»، فإنها تلبي حاجة الراغبين في التقاط صور تذكارية للعائلة أو الأصدقاء خلال موسم الاصطياف.